مقدمة
بياتريس فرانسيس بوفورت، دوقة سانت ألبانز، مركيزة ووترفورد، والحاصلة على وسام الإمبراطورية البريطانية برتبة سيدة قائدة (GBE)، ووسام القديس يوحنا برتبة سيدة ديزم (DGStJ)، (ولدت باسم الليدي بياتريس فرانسيس بيوفورت في 25 مارس 1877 وتوفيت في 5 أغسطس 1953)، كانت شخصية بارزة في المجتمع البريطاني خلال النصف الأول من القرن العشرين. اشتهرت بأعمالها الخيرية الواسعة النطاق، ومساهماتها في العديد من المنظمات، فضلاً عن مكانتها الرفيعة في الأوساط الأرستقراطية.
حياتها المبكرة ونشأتها
ولدت بياتريس فرانسيس بيوفورت في 25 مارس 1877، وهي ابنة اللورد فريدريك بيوفورت وزوجته لويزا إميلي هاريت بيرنارد. كانت عائلتها تنتمي إلى طبقة النبلاء البريطانية، مما أتاح لها فرصًا اجتماعية وتعليمية متميزة. تلقت بياتريس تعليمًا جيدًا يتماشى مع مكانتها الاجتماعية، وركز على اللغات والفنون والأدب. منذ صغرها، أظهرت اهتمامًا بالعمل الخيري والمساهمة في خدمة المجتمع، وهو ما شكل جزءًا كبيرًا من حياتها لاحقًا.
زواجها الأول: مركيزة ووترفورد
في عام 1899، تزوجت بياتريس من هنري دي لا بويرا بيريسفورد، مركيز ووترفورد السادس. كان هذا الزواج بمثابة اتحاد بين عائلتين مرموقتين في المجتمع البريطاني. من خلال هذا الزواج، أصبحت بياتريس مركيزة ووترفورد، وانتقلت إلى قلعة كوراه في مقاطعة ووترفورد بأيرلندا. خلال فترة زواجها، انخرطت بياتريس في العديد من الأنشطة الاجتماعية والخيرية في أيرلندا، حيث دعمت المدارس المحلية والمستشفيات وغيرها من المؤسسات الخيرية. توفي مركيز ووترفورد السادس في عام 1911، تاركًا بياتريس أرملة في سن مبكرة نسبيًا.
زواجها الثاني: دوقة سانت ألبانز
بعد مرور عدة سنوات على وفاة زوجها الأول، تزوجت بياتريس مرة أخرى في عام 1930 من تشارلز فيكتور ألبرت أوبري دي فير بوفير كليرك، دوق سانت ألبانز العاشر. كان هذا الزواج بمثابة تغيير كبير في حياتها، حيث انتقلت إلى إنجلترا وأصبحت دوقة سانت ألبانز. استمرت بياتريس في الانخراط في الأعمال الخيرية والاجتماعية، واستخدمت مكانتها الجديدة لتعزيز العديد من القضايا التي كانت تؤمن بها.
أعمالها الخيرية ومساهماتها الاجتماعية
اشتهرت بياتريس بوفورت، دوقة سانت ألبانز، بأعمالها الخيرية ومساهماتها الاجتماعية الواسعة النطاق. كانت داعمة قوية للعديد من المنظمات الخيرية، بما في ذلك تلك التي تركز على رعاية الأطفال، ودعم المحاربين القدامى، وتعزيز التعليم. لعبت دورًا فعالًا في جمع التبرعات وتوعية الجمهور حول القضايا المهمة. كما كانت عضوة نشطة في العديد من الجمعيات والمنظمات، حيث قدمت خبرتها ودعمها المالي.
- رعاية الأطفال: دعمت بياتريس العديد من المؤسسات التي تعنى برعاية الأطفال الأيتام والمحتاجين.
- دعم المحاربين القدامى: قدمت الدعم المالي والمعنوي للمحاربين القدامى وعائلاتهم، وخاصة خلال فترة الحربين العالميتين.
- تعزيز التعليم: دعمت المدارس والكليات المحلية، وساهمت في توفير فرص تعليمية للشباب.
وسام الإمبراطورية البريطانية ووسام القديس يوحنا
تقديراً لخدماتها المتميزة في مجال العمل الخيري والمساهمات الاجتماعية، حصلت بياتريس بوفورت على وسام الإمبراطورية البريطانية برتبة سيدة قائدة (GBE) ووسام القديس يوحنا برتبة سيدة ديزم (DGStJ). تعتبر هذه الأوسمة من أعلى الأوسمة التي تمنح في المملكة المتحدة، وهي دليل على التقدير الكبير الذي حظيت به بياتريس من قبل المجتمع والدولة.
حياتها خلال الحربين العالميتين
خلال فترة الحربين العالميتين، لعبت بياتريس دورًا هامًا في دعم المجهود الحربي. قامت بتنظيم فعاليات لجمع التبرعات، وتطوعت في المستشفيات، وقدمت الدعم المعنوي للجنود وعائلاتهم. كما ساهمت في توفير الإمدادات والمعدات الضرورية للقوات المسلحة. كانت بياتريس مثالاً للمواطنة الصالحة والتفاني في خدمة الوطن خلال أوقات الأزمات.
قلعة كوراه
بعد زواجها من مركيز ووترفورد السادس، انتقلت بياتريس إلى قلعة كوراه، وهي مقر إقامة عائلة بيريسفورد في مقاطعة ووترفورد بأيرلندا. أصبحت القلعة مركزًا للعديد من الفعاليات الاجتماعية والخيرية التي نظمتها بياتريس. كما اهتمت بتطوير الحدائق والمناظر الطبيعية المحيطة بالقلعة، مما جعلها واحدة من أجمل وأشهر القلاع في أيرلندا.
وفاتها وإرثها
توفيت بياتريس فرانسيس بوفورت، دوقة سانت ألبانز، في 5 أغسطس 1953 عن عمر يناهز 76 عامًا. تركت وراءها إرثًا حافلاً بالإنجازات والأعمال الخيرية. لا تزال تُذكر كشخصية بارزة في المجتمع البريطاني، وكمثال للمرأة التي كرست حياتها لخدمة الآخرين. تظل قصتها مصدر إلهام للأجيال القادمة.
تأثيرها على المجتمع
كان لبياتريس بوفورت تأثير كبير على المجتمع البريطاني والأيرلندي خلال فترة حياتها. من خلال أعمالها الخيرية ومساهماتها الاجتماعية، ساهمت في تحسين حياة الكثيرين، وخاصة الأطفال المحتاجين والمحاربين القدامى. كما لعبت دورًا هامًا في تعزيز التعليم وتوعية الجمهور حول القضايا المهمة. كانت بياتريس نموذجًا للمرأة القوية والمؤثرة التي استخدمت مكانتها ونفوذها لإحداث تغيير إيجابي في العالم.
الحياة الاجتماعية
باعتبارها دوقة سانت ألبانز، كانت بياتريس شخصية بارزة في المجتمع البريطاني. كانت تحضر العديد من الفعاليات الاجتماعية الهامة، وتستضيف الحفلات والمناسبات في منزلها. كانت معروفة بأناقتها ورقيها، وبقدرتها على التواصل مع الناس من جميع الخلفيات. كانت بياتريس صديقة للعديد من الشخصيات البارزة في السياسة والفن والأدب، وكانت تحظى باحترام وتقدير الجميع.
مقتنياتها الفنية
كانت بياتريس بوفورت من محبي الفن، وقامت بجمع مجموعة كبيرة من اللوحات والتحف والمجوهرات. كانت تقتني أعمالًا فنية لفنانين مشهورين، وكانت تعرضها في منزلها. بعد وفاتها، تم بيع جزء من مقتنياتها الفنية في مزاد علني، وحققت أسعارًا عالية. لا تزال بعض مقتنياتها معروضة في المتاحف والمعارض الفنية في جميع أنحاء العالم.
خاتمة
بياتريس فرانسيس بوفورت، دوقة سانت ألبانز، كانت امرأة نبيلة ذات قلب كبير. كرست حياتها لخدمة الآخرين، وقدمت مساهمات كبيرة في المجتمع. ستظل تُذكر دائمًا كرمز للإنسانية والكرم والعطاء. قصتها هي تذكير بأهمية العمل الخيري والمساهمة في بناء مجتمع أفضل للجميع.