<![CDATA[
التأسيس والسنوات الأولى (1905-1914)
تأسس نادي تشيلسي لكرة القدم في 10 مارس 1905، في حانة “ذا رايزينغ صن” (The Rising Sun) الواقعة قبالة المدخل الرئيسي لملعب ستامفورد بريدج في لندن. جاءت فكرة تأسيس النادي بعد رفض نادي فولهام، وهو النادي المحلي الآخر، الانتقال إلى ملعب ستامفورد بريدج. كان غاس ميرز، رجل الأعمال الذي اشترى الملعب، مصممًا على استخدامه لكرة القدم، فقرر تأسيس نادٍ جديد.
تم اختيار اسم “تشيلسي” للموافقة على اسم الحي الذي يقع فيه الملعب. كان هناك اقتراحات أخرى مثل “ستامفورد بريدج” و”كنسينغتون”، لكن تم تفضيل “تشيلسي” في النهاية. تم اختيار اللون الأزرق ليكون اللون الأساسي للفريق.
انضم تشيلسي إلى دوري كرة القدم الإنجليزي مباشرة بعد تأسيسه، وهو إنجاز نادر الحدوث. لعب الفريق أول مباراة رسمية له في 2 سبتمبر 1905 ضد ستوكبورت كاونتي، وخسرها بنتيجة 1-0. ومع ذلك، سرعان ما بدأ تشيلسي في تحقيق النتائج الإيجابية، وتمكن من الصعود إلى دوري الدرجة الأولى في عام 1907.
خلال هذه الفترة، اشتهر تشيلسي بأسلوبه الهجومي المثير، وجذب أعدادًا كبيرة من المشجعين إلى ملعب ستامفورد بريدج. كان الفريق يضم لاعبين موهوبين مثل جورج هيلسدون وجيمي ويندريج، لكنه لم يتمكن من الفوز بأي ألقاب كبيرة.
فترة ما بين الحربين العالميتين (1919-1939)
تأثرت كرة القدم الإنجليزية بشكل كبير بالحرب العالمية الأولى، وتوقفت المنافسات الرسمية خلال فترة الحرب. استأنف تشيلسي نشاطه بعد الحرب، لكنه واجه صعوبات في الحفاظ على مستواه. هبط الفريق إلى دوري الدرجة الثانية في عام 1924، قبل أن يعود إلى دوري الدرجة الأولى في عام 1930.
خلال هذه الفترة، استمر تشيلسي في جذب الجماهير بفضل أسلوبه الممتع، لكنه ظل يعاني من عدم الاستقرار. كان الفريق يضم لاعبين جيدين، لكنه لم يتمكن من المنافسة على الألقاب الكبرى. من أبرز اللاعبين في هذه الفترة هيو غالاشر وأليك تشيمبرز.
في عام 1933، تولى ليزلي نايتون تدريب الفريق. قام نايتون بإجراء تغييرات كبيرة في تشكيلة الفريق وأسلوب لعبه، لكنه لم يتمكن من تحقيق النجاح المطلوب. استقال نايتون من منصبه في عام 1939، قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية مباشرة.
سنوات ما بعد الحرب والجيل الذهبي (1945-1955)
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، شهدت كرة القدم الإنجليزية فترة انتعاش كبيرة. تولى بيلي بيريل تدريب تشيلسي في عام 1939، واستمر في منصبه بعد الحرب. قام بيريل ببناء فريق قوي يضم لاعبين موهوبين مثل تومي ووكر وروي بنتلي وفرانك بلونستون. غالبية هؤلاء اللاعبين انضموا للنادي قبل أو أثناء الحرب، وطورهم بيريل ليصبحوا أبطال.
في موسم 1954-1955، حقق تشيلسي إنجازًا تاريخيًا بالفوز بلقب دوري الدرجة الأولى الإنجليزي للمرة الأولى في تاريخه. كان هذا اللقب بمثابة تتويج لجهود بيريل واللاعبين، وأسعد جماهير النادي بعد سنوات طويلة من الانتظار.
تميز هذا الفريق بالروح القتالية العالية واللعب الجماعي، وكان يعتبر من أفضل الفرق في إنجلترا في ذلك الوقت. كان روي بنتلي، قائد الفريق، أحد أبرز اللاعبين في تلك الفترة، وقدم أداءً مميزًا ساهم في تحقيق اللقب.
فترة الستينيات والسبعينيات (1960-1979)
بعد رحيل بيريل، شهد تشيلسي فترة من التراجع في المستوى. تولى تومي دوكيرتي تدريب الفريق في عام 1961، وقام ببناء فريق جديد يضم لاعبين شباب موهوبين مثل بيتر أوسجود وآلان هودسون ورون هاريس.
في عام 1965، فاز تشيلسي بكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، وهو أول لقب كبير يحققه الفريق منذ الفوز بالدوري في عام 1955. في عام 1970، فاز تشيلسي بكأس الاتحاد الإنجليزي بعد الفوز على ليدز يونايتد في مباراة نهائية مثيرة.
في عام 1971، فاز تشيلسي بكأس الكؤوس الأوروبية بعد الفوز على ريال مدريد في المباراة النهائية. كانت هذه هي المرة الأولى التي يحقق فيها تشيلسي لقبًا أوروبيًا، وكانت بمثابة إنجاز تاريخي للنادي.
شهدت هذه الفترة أيضًا ظهور مشاكل مالية كبيرة للنادي، مما أثر على أداء الفريق. اضطر تشيلسي لبيع بعض لاعبيه البارزين، وهبط الفريق إلى دوري الدرجة الثانية في عام 1975.
سنوات الثمانينيات والتسعينيات (1980-1999)
شهدت الثمانينيات فترة صعبة لتشيلسي، حيث عانى الفريق من مشاكل مالية وإدارية. تذبذب مستوى الفريق بين دوري الدرجة الأولى ودوري الدرجة الثانية، ولم يتمكن من المنافسة على الألقاب الكبرى.
في عام 1982، اشترى كين بيتس النادي مقابل جنيه إسترليني واحد، وأنقذه من الإفلاس. قام بيتس بإعادة بناء الفريق، وتمكن من الصعود إلى دوري الدرجة الأولى في عام 1984.
في التسعينيات، بدأ تشيلسي في التحسن تدريجيًا. تولى جلين هودل تدريب الفريق في عام 1993، وقام بضم لاعبين أجانب مميزين مثل رود خوليت وروبرتو دي ماتيو وجيانفرانكو زولا.
في عام 1997، فاز تشيلسي بكأس الاتحاد الإنجليزي بعد الفوز على ميدلزبره في المباراة النهائية. في عام 1998، فاز تشيلسي بكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة وكأس الكؤوس الأوروبية.
عهد رومان أبراموفيتش (2003-2022)
في عام 2003، اشترى رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش نادي تشيلسي، وضخ استثمارات ضخمة في النادي. قام أبراموفيتش بضم لاعبين عالميين ومدربين كبار، وحول تشيلسي إلى قوة كروية عظمى.
تولى جوزيه مورينيو تدريب الفريق في عام 2004، وقاد تشيلسي للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في عامي 2005 و 2006. فاز تشيلسي أيضًا بكأس الاتحاد الإنجليزي في عام 2007 وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة في عامي 2005 و 2007.
بعد رحيل مورينيو، تولى العديد من المدربين تدريب الفريق، من بينهم كارلو أنشيلوتي وغوس هيدينك وأندريه فيلاش بواش وروبرتو دي ماتيو ورافائيل بينيتيز وجوزيه مورينيو (مرة أخرى) وأنطونيو كونتي وماوريسيو ساري وفرانك لامبارد وتوماس توخيل.
فاز تشيلسي بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه في عام 2012، بعد الفوز على بايرن ميونيخ في المباراة النهائية. فاز تشيلسي أيضًا بلقب الدوري الأوروبي في عامي 2013 و 2019.
في عام 2015، فاز تشيلسي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة جوزيه مورينيو. في عام 2017، فاز تشيلسي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة أنطونيو كونتي. وفي عام 2021، فاز تشيلسي بدوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخه تحت قيادة توماس توخيل.
شهد عهد رومان أبراموفيتش تحقيق تشيلسي لأكبر عدد من الألقاب في تاريخه، وتحوله إلى أحد أكبر الأندية في العالم.
فترة ما بعد أبراموفيتش (2022-حتى الآن)
في عام 2022، اضطر رومان أبراموفيتش لبيع النادي بسبب العقوبات المفروضة عليه على خلفية الحرب في أوكرانيا. تم بيع النادي إلى مجموعة استثمارية بقيادة تود بويلي.
دخل تشيلسي حقبة جديدة تحت قيادة المالك الجديد، ويأمل مشجعو النادي في استمرار الفريق في تحقيق النجاحات والفوز بالألقاب.
خاتمة
يمتد تاريخ نادي تشيلسي لكرة القدم لأكثر من قرن من الزمان، شهد خلاله النادي فترات من الصعود والهبوط. تأسس النادي في عام 1905، وحقق أول لقب دوري في عام 1955. في الستينيات والسبعينيات، فاز تشيلسي بكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الكؤوس الأوروبية. في عام 2003، اشترى رومان أبراموفيتش النادي، وضخ استثمارات ضخمة فيه، وحول تشيلسي إلى قوة كروية عظمى. فاز تشيلسي بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين، والدوري الأوروبي مرتين، والدوري الإنجليزي الممتاز خمس مرات. في عام 2022، تم بيع النادي إلى مجموعة استثمارية بقيادة تود بويلي، ودخل تشيلسي حقبة جديدة. يظل تشيلسي أحد أكثر الأندية شعبية ونجاحًا في إنجلترا وأوروبا.