تاريخ جمعية ميغا
تأسست جمعية ميغا في عام 1982 على يد رون هوارد، الذي كان أيضًا مؤسس جمعية هايف. كان الهدف من تأسيسها هو توفير مجتمع للأفراد ذوي القدرات الذهنية الاستثنائية الذين لم يكونوا بالضرورة مهتمين بالأنشطة الاجتماعية لجمعية منسا (Mensa)، وهي جمعية أخرى للذكاء العالي. ركزت جمعية ميغا على الجانب الفكري والبحثي أكثر من الجانب الاجتماعي.
في البداية، كان شرط العضوية في جمعية ميغا هو الحصول على درجة في اختبار الذكاء تعادل مستوى واحد في المليون. ومع ذلك، تغيرت هذه المعايير بمرور الوقت، وتم اعتماد اختبارات أخرى للقبول. لعبت جمعية ميغا دورًا هامًا في دراسة وتوثيق القدرات الذهنية الاستثنائية، ونشرت العديد من المقالات والأبحاث حول هذا الموضوع.
معايير القبول
تعتبر معايير القبول في جمعية ميغا من بين الأكثر صرامة في العالم. يتطلب الانضمام إلى الجمعية الحصول على درجة عالية جدًا في اختبارات الذكاء المعتمدة. بشكل عام، يجب على المتقدمين إظهار مستوى ذكاء يتجاوز 99.9999% من السكان. هذا يعني أن الشخص يجب أن يحصل على درجة أعلى من معظم الأشخاص الذين يخضعون للاختبار.
تشمل اختبارات الذكاء التي تقبلها جمعية ميغا ما يلي:
- اختبارات الذكاء القياسية: مثل اختبار ستانفورد-بينيه للذكاء، واختبار ويسلر للذكاء للبالغين (WAIS).
- اختبارات الذكاء المتخصصة: التي تم تصميمها خصيصًا لقياس القدرات الذهنية المرتفعة.
يجب على المتقدمين إرسال نتائج اختباراتهم إلى الجمعية، ويتم مراجعة هذه النتائج من قبل لجنة القبول. إذا استوفت النتائج المعايير المطلوبة، تتم دعوة المتقدم للانضمام إلى الجمعية.
أنشطة جمعية ميغا
توفر جمعية ميغا لأعضائها مجموعة متنوعة من الأنشطة والفرص للتواصل والتفاعل الفكري. تشمل هذه الأنشطة:
- المنتديات والمناقشات عبر الإنترنت: حيث يمكن للأعضاء تبادل الأفكار، ومناقشة القضايا الفكرية، والتواصل مع بعضهم البعض.
- المنشورات والمجلات: تنشر جمعية ميغا مجلة دورية تحتوي على مقالات وأبحاث كتبها أعضاء الجمعية.
- المؤتمرات والاجتماعات: تنظم الجمعية مؤتمرات واجتماعات دورية حيث يمكن للأعضاء الالتقاء شخصيًا، والمشاركة في المحاضرات، والندوات، وورش العمل.
- المشاريع البحثية: تشارك بعض الأعضاء في مشاريع بحثية تهدف إلى دراسة القدرات الذهنية الاستثنائية.
تهدف هذه الأنشطة إلى تعزيز التبادل الفكري، وتوفير بيئة محفزة للتفكير النقدي والإبداعي، وتعزيز التعاون بين الأعضاء.
أهمية جمعية ميغا
تلعب جمعية ميغا دورًا هامًا في عدة جوانب:
- تعزيز التميز الفكري: من خلال جمع الأفراد ذوي القدرات الذهنية الاستثنائية، تساعد الجمعية على تعزيز التميز الفكري وتشجيع البحث والتطوير في مجالات متنوعة.
- توفير منتدى للتواصل: توفر الجمعية منتدى للأفراد ذوي القدرات المرتفعة للتواصل مع بعضهم البعض، وتبادل الأفكار، وتكوين صداقات.
- دعم البحث العلمي: من خلال نشر الأبحاث والمقالات، ودعم المشاريع البحثية، تساهم الجمعية في فهم القدرات الذهنية الاستثنائية وتطويرها.
- إلهام الآخرين: تعتبر جمعية ميغا مصدر إلهام للعديد من الأشخاص، وتوضح أن الذكاء المرتفع والقدرات الذهنية الاستثنائية يمكن أن تؤدي إلى تحقيق إنجازات كبيرة.
الفرق بين جمعية ميغا وجمعيات الذكاء العالي الأخرى
على الرغم من وجود العديد من جمعيات الذكاء العالي، إلا أن جمعية ميغا تبرز بعدة جوانب:
- معايير القبول الصارمة: تجعل معايير القبول الصارمة جمعية ميغا من بين الجمعيات الأكثر نخبوية في العالم.
- التركيز على الجانب الفكري: تركز الجمعية بشكل أكبر على الأنشطة الفكرية والبحثية، مقارنة ببعض الجمعيات الأخرى التي تركز على الجانب الاجتماعي.
- نطاق الاهتمام: تهتم الجمعية بمجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك الفلسفة، والعلوم، والفنون، والأدب.
انتقادات لجمعية ميغا
على الرغم من دورها الإيجابي، فقد تعرضت جمعية ميغا لبعض الانتقادات:
- النخبوية: يرى البعض أن معايير القبول الصارمة تجعل الجمعية نخبوية للغاية، وتستبعد الأفراد الذين لديهم قدرات ذهنية استثنائية ولكنهم لم يحصلوا على درجات عالية في اختبارات الذكاء.
- التركيز على الذكاء: يرى البعض أن الجمعية تركز بشكل مفرط على الذكاء، وتهمل جوانب أخرى مهمة في التنمية البشرية، مثل العواطف والمهارات الاجتماعية.
- الجدل حول اختبارات الذكاء: هناك جدل حول دقة وموثوقية اختبارات الذكاء، ويعتقد البعض أن هذه الاختبارات لا تعكس بالضرورة القدرات الحقيقية للأفراد.
خاتمة
جمعية ميغا هي جمعية فريدة من نوعها تجمع الأفراد ذوي القدرات الذهنية الاستثنائية. على الرغم من معايير قبولها الصارمة، فإنها توفر منتدى قيمًا للتواصل الفكري، والبحث العلمي، وتبادل الأفكار. تلعب الجمعية دورًا هامًا في تعزيز التميز الفكري وإلهام الآخرين. ومع ذلك، يجب على المرء أن يدرك الجدل المحيط بها، بما في ذلك الانتقادات المتعلقة بالنخبوية والتركيز المفرط على الذكاء.