الحياة المبكرة والتعليم
ولد فيليب د. ريد في 25 أغسطس 1899، في ميلووكي، ويسكونسن. تلقى تعليمه في جامعة ويسكونسن-ماديسون، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الآداب عام 1921. بعد ذلك، التحق بكلية الحقوق بجامعة هارفارد، وتخرج منها بدرجة البكالوريوس في الحقوق عام 1925. أظهر ريد اهتمامًا مبكرًا بالشؤون المالية والاقتصادية، مما مهد الطريق لمهنته المستقبلية في عالم الشركات.
مسيرته المهنية في جنرال إلكتريك
بدأ ريد مسيرته المهنية في شركة جنرال إلكتريك في عام 1926، حيث عمل في البداية كمحامٍ. سرعان ما صعد في سلم الشركة، وتولى مناصب قيادية متزايدة الأهمية. في عام 1939، تم تعيينه نائبًا لرئيس الشركة، وفي عام 1940، خلف ريد هيربرت إتش. داود كيه رئيسًا ورئيسًا تنفيذيًا لشركة جنرال إلكتريك. كانت هذه فترة صعبة للشركة، حيث كانت البلاد تتجه نحو الحرب العالمية الثانية. لعب ريد دورًا حاسمًا في تحويل جنرال إلكتريك إلى ترسانة للديمقراطية، حيث أنتجت الشركة كميات كبيرة من المعدات العسكرية للحلفاء.
أثناء فترة رئاسته المبكرة، واجه ريد تحديات كبيرة. مع دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية في عام 1941، تحولت جنرال إلكتريك إلى جهد حربي كامل. أشرف ريد على توسيع كبير في الإنتاج، مع التركيز على إنتاج المحركات والمعدات الكهربائية وغيرها من المواد اللازمة للمجهود الحربي. لعبت قيادته دورًا أساسيًا في نجاح الشركة خلال هذه الفترة الحرجة.
في عام 1942، ترك ريد منصب رئيس شركة جنرال إلكتريك للعمل كمدير لبعثة الإغاثة وإعادة التأهيل التابعة لإدارة الإغاثة وإعادة التأهيل التابعة للأمم المتحدة (UNRRA) في أوروبا. هذا المنصب سمح له باستخدام مهاراته القيادية وخبرته في الإدارة للمساهمة في جهود الإغاثة الإنسانية بعد الحرب. عاد ريد إلى جنرال إلكتريك كرئيس تنفيذي في عام 1945، بعد انتهاء الحرب.
تحت قيادة ريد في فترة ما بعد الحرب، شهدت جنرال إلكتريك نموًا كبيرًا وتنويعًا. قاد الشركة في عصر جديد من التقدم التكنولوجي، مع التركيز على البحث والتطوير في مجالات مثل الإلكترونيات والطاقة النووية. أشرف ريد على توسع الشركة في الأسواق الدولية، وأنشأ تحالفات وشراكات جديدة. كما قام بتنفيذ تغييرات تنظيمية كبيرة لتحسين كفاءة الشركة وربحيتها. كان ريد أيضًا مدافعًا قويًا عن المسؤولية الاجتماعية للشركات، وأكد على أهمية دور جنرال إلكتريك في المجتمع.
المساهمات في السياسة والشؤون العامة
بالإضافة إلى دوره في جنرال إلكتريك، كان ريد ناشطًا في الشؤون العامة والسياسة. شغل مناصب حكومية مهمة، بما في ذلك منصب رئيس لجنة سياسات الأجور التابعة لمكتب إدارة الدفاع في الحرب العالمية الثانية. شغل أيضًا منصب رئيس المجلس الاستشاري لاقتصاديات الطاقة التابع لوزارة التجارة الأمريكية. كان ريد يشارك بانتظام في مناقشات حول السياسات الاقتصادية، وكان صوته مسموعًا في واشنطن.
كان ريد مدافعًا قويًا عن الشركات والقطاع الخاص. لقد آمن بأهمية المشاريع الحرة والمنافسة. لقد شغل مناصب قيادية في العديد من المنظمات التجارية، بما في ذلك غرفة التجارة الأمريكية ومجلس العلاقات الخارجية. عمل ريد على تعزيز التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص، وأكد على أهمية الشركات في تحقيق النمو الاقتصادي والازدهار.
كان ريد أيضًا منخرطًا في القضايا الاجتماعية. عمل في مجالس إدارة العديد من المؤسسات الخيرية، بما في ذلك مؤسسة فورد. لقد دعم مبادرات التعليم والثقافة، وأدرك أهمية الدور الذي يلعبه القطاع الخاص في تعزيز الرفاهية الاجتماعية.
الإرث والوفاة
ترك فيليب د. ريد إرثًا دائمًا في عالم الأعمال والشؤون العامة. يُذكر بقيادته الرشيدة لشركة جنرال إلكتريك، والتي ساعدت في تشكيل مسار الشركة على مدى عدة عقود. كان أيضًا مؤثرًا في مجال السياسة العامة، حيث دافع عن مبادئ المشاريع الحرة والمسؤولية الاجتماعية للشركات. توفي فيليب د. ريد في 28 نوفمبر 1989، عن عمر يناهز 90 عامًا. لا يزال تأثيره محسوسًا حتى اليوم، حيث يستمر إرثه في إلهام قادة الأعمال وصناع السياسات.
خاتمة
كان فيليب د. ريد شخصية بارزة في تاريخ الشركات الأمريكية. بصفته رئيسًا والرئيس التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك، قاد الشركة خلال فترة حاسمة من النمو والتغيير. بالإضافة إلى دوره في جنرال إلكتريك، لعب ريد دورًا نشطًا في الشؤون العامة والسياسة، ودافع عن مبادئ المشاريع الحرة والمسؤولية الاجتماعية للشركات. ترك إرثًا دائمًا كقائد أعمال ومسؤول عام مؤثر.