حياته المبكرة
لا تتوفر الكثير من التفاصيل حول حياة إستيفاو غوميز المبكرة. من المعروف أنه كان برتغاليًا، وفي فترة ما، دخل في خدمة التاج الإسباني. يُعتقد أنه كان بحارًا ماهرًا وملاحًا طموحًا، وهو ما دفعه إلى المشاركة في استكشاف العالم الجديد.
رحلته مع ماجلان
شارك غوميز في الرحلة الاستكشافية التاريخية بقيادة فرناندو ماجلان. كان قائد سفينة “سان أنطونيو”، وهي واحدة من خمس سفن أبحرت من إسبانيا عام 1519 بهدف الوصول إلى جزر التوابل (جزر الملوك) بالإبحار غربًا.
خلال الرحلة، أظهر غوميز عدم رضاه عن قيادة ماجلان، وتوترت العلاقة بينهما. في نوفمبر 1520، بينما كانت السفن تبحر عبر مضيق ماجلان، انفصلت سفينة “سان أنطونيو” بقيادة غوميز عن الأسطول وعادت إلى إسبانيا. ادعى غوميز أن الظروف الجوية السيئة أجبرته على العودة، لكن يُعتقد على نطاق واسع أنه تآمر للانفصال عن الرحلة والاستيلاء على السفينة.
عند عودته إلى إسبانيا، اتُهم غوميز بالخيانة والتمرد، لكن لم يتم سجنه. على الرغم من هذه الأحداث، تمكن لاحقًا من الحصول على دعم للقيام برحلة استكشافية أخرى.
البحث عن الممر الشمالي الغربي
بعد سنوات قليلة من عودته المثيرة للجدل من رحلة ماجلان، أقنع غوميز التاج الإسباني بتمويل رحلة استكشافية جديدة. كان هدفه هذه المرة هو العثور على ممر شمالي غربي يربط المحيط الأطلسي بالمحيط الهادئ. كان العثور على مثل هذا الممر سيوفر طريقًا أقصر وأكثر أمانًا إلى جزر التوابل، وهو ما كان ذا أهمية اقتصادية كبيرة.
في عام 1524، أبحر غوميز من إسبانيا على متن سفينة واحدة. اتجه شمالًا على طول الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية، واستكشف المناطق التي تُعرف الآن بنيو إنجلاند وكندا. وصل إلى أبعد الشمال حتى نوفا سكوشا.
أثناء رحلته، قام غوميز بتدوين ملاحظات تفصيلية عن السواحل والجزر والخلجان التي رآها. التقى أيضًا بالسكان الأصليين وحاول إقامة علاقات تجارية معهم. ومع ذلك، لم يتمكن من العثور على الممر الشمالي الغربي المنشود.
على الرغم من فشله في العثور على الممر، فقد قدم غوميز معلومات قيمة حول جغرافية الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية. رسم خرائط دقيقة للعديد من المناطق، وقدم وصفًا تفصيليًا للنباتات والحيوانات المحلية. يُعتقد أنه أطلق اسم “ريو دي سان أنطونيو” على نهر هدسون، تكريمًا لسفينته السابقة.
العودة إلى إسبانيا والموت
عاد غوميز إلى إسبانيا في عام 1525 دون أن يجد الممر الشمالي الغربي. على الرغم من فشل رحلته في تحقيق هدفها الرئيسي، إلا أنه تم استقباله بشكل جيد بسبب المعلومات القيمة التي جمعها حول الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية.
بعد عودته، استمر غوميز في الخدمة في التاج الإسباني. تشير بعض المصادر إلى أنه شارك في رحلات استكشافية أخرى، لكن التفاصيل حول هذه الرحلات غير واضحة.
توفي إستيفاو غوميز في عام 1538. لا تتوفر معلومات محددة حول سبب وفاته أو مكانها.
إرثه
على الرغم من أن إستيفاو غوميز لم يحقق شهرة واسعة مثل بعض المستكشفين الآخرين في عصره، إلا أنه لعب دورًا مهمًا في استكشاف العالم الجديد. ساهمت رحلاته في فهم أفضل لجغرافية الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية، وقدمت معلومات قيمة عن السكان الأصليين والنباتات والحيوانات المحلية.
يُذكر غوميز أيضًا لدوره المثير للجدل في رحلة ماجلان. قرار انفصاله عن الأسطول والعودة إلى إسبانيا أثار جدلاً واسعًا، ولا يزال موضوع نقاش بين المؤرخين حتى اليوم.
خاتمة
كان إستيفاو غوميز مستكشفًا برتغاليًا خدم التاج الإسباني. شارك في رحلة ماجلان، ولكنه انفصل عن الأسطول وعاد إلى إسبانيا. لاحقًا، قاد رحلة استكشافية للبحث عن الممر الشمالي الغربي، ولكنه لم ينجح في العثور عليه. على الرغم من ذلك، فقد قدم معلومات قيمة حول الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية. يُذكر غوميز لدوره المثير للجدل في رحلة ماجلان ومساهماته في استكشاف العالم الجديد.