مقدمة
مومتشيلو بيريšić (بالصربية: Момчило Перишић، ولد في 22 مايو 1944) هو جنرال وسياسي صربي متقاعد، شغل منصب رئيس هيئة الأركان العامة لجيش يوغوسلافيا من عام 1993 إلى عام 1998. اتُهم بيريšić بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال حرب البوسنة، لكن تمت تبرئته لاحقًا.
الحياة المبكرة والتعليم
ولد مومتشيلو بيريšić في قرية كوستريشي، بالقرب من بلدية أوزيتشي في صربيا. أكمل تعليمه الابتدائي والثانوي في أوزيتشي. تخرج من الأكاديمية العسكرية في عام 1966، ثم واصل تعليمه في كلية الدفاع الوطني، حيث تخرج في عام 1987.
المسيرة العسكرية
بدأ بيريšić مسيرته العسكرية في الجيش الشعبي اليوغوسلافي (JNA). ترقى في الرتب بسرعة، وأصبح قائدًا للعديد من الوحدات العسكرية المختلفة. في عام 1993، تم تعيينه رئيسًا لهيئة الأركان العامة لجيش يوغوسلافيا.
خلال فترة ولايته كرئيس لهيئة الأركان العامة، شارك بيريšić في حرب البوسنة وحرب كوسوفو. اتُهم بتقديم الدعم العسكري واللوجستي لجيش جمهورية صربسكا خلال حرب البوسنة، وبتوجيه حملة قمع ضد الألبان في كوسوفو. نفى بيريšić هذه الاتهامات، لكن المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة (ICTY) وجهت إليه تهمًا بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
الاتهامات والمحاكمة
في عام 2005، سلم بيريšić نفسه إلى المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة في لاهاي. اتُهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لدوره في حرب البوسنة، بما في ذلك المسؤولية الجنائية عن مقتل الآلاف من المدنيين البوسنيين. شملت لائحة الاتهام اتهامات بالقتل والاضطهاد والترحيل والأفعال اللاإنسانية الأخرى.
استمرت محاكمة بيريšić لعدة سنوات. في عام 2011، أدين بارتكاب جرائم حرب وحُكم عليه بالسجن لمدة 27 عامًا. ومع ذلك، في عام 2013، ألغت دائرة الاستئناف بالمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة إدانته وأمرت بالإفراج الفوري عنه. ورأت المحكمة أن بيريšić كان على علم بالجرائم التي ارتكبها جيش جمهورية صربسكا، لكنه لم يكن لديه سيطرة فعلية على تلك القوات ولم يقدم لهم توجيهات محددة لارتكاب الجرائم.
أثار قرار إلغاء إدانة بيريšić انتقادات واسعة النطاق من منظمات حقوق الإنسان وضحايا الحرب في البوسنة. جادل الكثيرون بأن القرار أرسل رسالة مفادها أن كبار القادة العسكريين يمكنهم الإفلات من العقاب على الجرائم التي ارتكبتها قواتهم.
المسيرة السياسية
بعد انتهاء فترة عمله كرئيس لهيئة الأركان العامة، دخل بيريšić السياسة. انضم إلى الحزب الديمقراطي الصربي (SDS)، وأصبح عضوًا في البرلمان الصربي. شغل منصب وزير الدفاع في حكومة زوران جينيتش من عام 2001 إلى عام 2003.
أقيل بيريšić من منصبه كوزير للدفاع في عام 2003 بعد اتهامه بالتجسس لصالح الولايات المتحدة. نفى بيريšić هذه الاتهامات، لكنه استقال من منصبه لتجنب إحراج الحكومة. في وقت لاحق، تمت تبرئته من تهمة التجسس.
بعد تبرئته، عاد بيريšić إلى السياسة. أسس حزبه السياسي الخاص، “الحركة من أجل صربيا ديمقراطية”، لكنه لم يحقق نجاحًا كبيرًا في الانتخابات.
الجدل
كانت حياة مومتشيلو بيريšić المهنية مليئة بالجدل. اتُهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وأقيل من منصبه كوزير للدفاع بتهمة التجسس. ومع ذلك، فقد تمت تبرئته من جميع هذه الاتهامات.
لا يزال بيريšić شخصية مثيرة للجدل في صربيا. يعتبره البعض بطلاً قومياً دافع عن بلاده خلال الحرب، بينما يعتبره البعض الآخر مجرم حرب مسؤولاً عن مقتل الآلاف من المدنيين.
- الدعم المزعوم لجيش جمهورية صربسكا: خلال حرب البوسنة، اتُهم بيريšić بتقديم الدعم العسكري واللوجستي لجيش جمهورية صربسكا. تشمل هذه الاتهامات توفير الأسلحة والذخيرة والوقود والإمدادات الأخرى.
- حملة القمع في كوسوفو: خلال حرب كوسوفو، اتُهم بيريšić بتوجيه حملة قمع ضد الألبان في كوسوفو. تشمل هذه الاتهامات قتل المدنيين والاعتقالات التعسفية والترحيل القسري.
- تهمة التجسس: في عام 2003، أقيل بيريšić من منصبه كوزير للدفاع بعد اتهامه بالتجسس لصالح الولايات المتحدة. نفى بيريšić هذه الاتهامات، لكنه استقال من منصبه لتجنب إحراج الحكومة. في وقت لاحق، تمت تبرئته من تهمة التجسس.
الحياة الشخصية
بيريšić متزوج ولديه أطفال. يعيش حاليًا في بلغراد.
ميراثه
لا يزال ميراث مومتشيلو بيريšić محل نقاش. يعتبره البعض بطلاً قومياً دافع عن بلاده خلال الحرب، بينما يعتبره البعض الآخر مجرم حرب مسؤولاً عن مقتل الآلاف من المدنيين. حقيقة أن المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة وجهت إليه تهمًا بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تلطخ سمعته، على الرغم من تبرئته لاحقًا.
بغض النظر عن وجهة النظر، لا يمكن إنكار أن بيريšić لعب دورًا مهمًا في تاريخ يوغوسلافيا وصربيا خلال التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
خاتمة
مومتشيلو بيريšić هو شخصية معقدة ومثيرة للجدل. كان جنرالًا رفيع المستوى وسياسيًا لعب دورًا مهمًا في تاريخ يوغوسلافيا وصربيا خلال التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. اتُهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لكن تمت تبرئته لاحقًا. لا يزال بيريšić شخصية مثيرة للجدل في صربيا، حيث يعتبره البعض بطلاً قومياً بينما يعتبره البعض الآخر مجرم حرب.