الخلفية والنشأة
تأسس فريق غوتان بروجكت في باريس في عام 1999، ويتألف من الموسيقيين فيليب كوهين سولال (Philippe Cohen Solal)، إدواردو ماكاروف (Eduardo Makaroff)، وكريستوف مولر (Christoph H. Müller). كان الثلاثة يتمتعون بخلفيات موسيقية متنوعة، مما ساهم في تكوين أسلوبهم الموسيقي المميز. كان كوهين سولال يعمل كمنتج موسيقي ودي جي، بينما كان ماكاروف عازف غيتار ومغني تانغو، وكان مولر متخصصًا في الموسيقى الإلكترونية.
اجتمع الثلاثة بهدف استكشاف آفاق جديدة في موسيقى التانغو، وتحديثها لتناسب الأذواق المعاصرة. استوحوا اسم الفرقة من كلمة “تango” بقلب حروفها، ليصبح “Gotan”، في إشارة إلى جذورهم الأرجنتينية وإلى رغبتهم في إعادة ابتكار هذا النوع الموسيقي.
مفهوم الألبوم وأسلوبه الموسيقي
يعتبر ألبوم “لا ريفانشا ديل تانغو” بمثابة بيان فني يعكس رؤية غوتان بروجكت لمستقبل التانغو. يمزج الألبوم بين عناصر التانغو الكلاسيكي، مثل آلات الباندونيون والكمان والبيانو، والإيقاعات الإلكترونية الحديثة، مثل الإيقاعات الهاوس والتريب هوب. كما يتضمن الألبوم مقاطع صوتية مأخوذة من أفلام تانغو قديمة، مما يضفي عليه طابعًا نوستالجيًا.
يتميز الألبوم بجوه العام المفعم بالحيوية والغموض في آن واحد. تتناغم فيه الإيقاعات الراقصة مع الألحان الحزينة، مما يخلق تجربة استماع معقدة ومثيرة. يعتبر الألبوم بمثابة رحلة عبر شوارع بوينس آيرس المزدحمة، حيث تمتزج أصداء الماضي مع نبضات الحاضر.
أبرز الأغاني في الألبوم
يتضمن ألبوم “لا ريفانشا ديل تانغو” مجموعة من الأغاني المميزة التي ساهمت في نجاحه وشهرته. من بين هذه الأغاني:
- Vuelvo Al Sur: تعتبر هذه الأغنية من أشهر أغاني الألبوم، وتتميز بلحنها المؤثر وإيقاعها الراقص. تتضمن الأغنية مقاطع صوتية مأخوذة من فيلم تانغو قديم، مما يضفي عليها طابعًا نوستالجيًا.
- Época: تتميز هذه الأغنية بإيقاعها القوي وأجوائها الحماسية. تعتبر من الأغاني المفضلة لدى جمهور غوتان بروجكت، وغالبًا ما يتم عزفها في حفلاتهم الموسيقية.
- Chunga’s Revenge: هي أغنية مستوحاة من موسيقى الروك، وتتميز بإيقاعها السريع وأجوائها الجامحة. تعتبر من الأغاني الأكثر تجريبية في الألبوم، وتعكس تنوع أسلوب غوتان بروجكت الموسيقي.
- Last Tango in Paris: أغنية هادئة ومؤثرة تعتمد على عزف البيانو والكمان. تتميز بلحنها الحزين وأجوائها الرومانسية، وتعتبر من أجمل أغاني الألبوم.
- La Revancha del Tango: الأغنية التي تحمل اسم الألبوم، وتتميز بإيقاعها الراقص وأجوائها المرحة. تعتبر من الأغاني الأكثر شعبية في الألبوم، وتعكس روح التجديد والابتكار التي يتميز بها غوتان بروجكت.
النجاح التجاري والنقدي
حقق ألبوم “لا ريفانشا ديل تانغو” نجاحًا تجاريًا ونقديًا كبيرًا. تصدر الألبوم قوائم المبيعات في العديد من الدول الأوروبية، وحصل على العديد من الجوائز والتكريمات. أشاد النقاد بأسلوب الألبوم المبتكر وقدرته على الجمع بين عناصر التانغو التقليدي والموسيقى الإلكترونية الحديثة. يعتبر الألبوم من أهم الأعمال الموسيقية في تاريخ موسيقى التانغو الحديث، وقد ساهم في تعريف جمهور جديد بهذا النوع الموسيقي.
التأثير والإرث
ترك ألبوم “لا ريفانشا ديل تانغو” تأثيرًا كبيرًا على موسيقى التانغو الحديثة. ألهم الألبوم العديد من الفنانين الآخرين لاستكشاف آفاق جديدة في هذا النوع الموسيقي، والجمع بينه وبين عناصر أخرى من الموسيقى العالمية. يعتبر غوتان بروجكت من رواد حركة “التانغو الإلكتروني”، وقد ساهموا في تعريف جمهور عالمي بموسيقى التانغو.
لا يزال ألبوم “لا ريفانشا ديل تانغو” يحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم، ويعتبر من الأعمال الموسيقية الكلاسيكية في تاريخ موسيقى التانغو الحديثة. تستمر أغاني الألبوم في الانتشار عبر الإنترنت ووسائل الإعلام المختلفة، وتلهم أجيالًا جديدة من الموسيقيين والمستمعين.
الجوائز والتقديرات
- حصل الألبوم على جائزة “أفضل ألبوم موسيقى عالمية” في حفل جوائز بي بي سي للموسيقى العالمية عام 2002.
- تم ترشيح الألبوم لجائزة “أفضل ألبوم موسيقى إلكترونية/راقصة” في حفل جوائز جرامي عام 2003.
- تم إدراج الألبوم في قائمة “أفضل 50 ألبومًا في عام 2001” من قبل مجلة رولينج ستون.
أعضاء الفريق
- فيليب كوهين سولال (Philippe Cohen Solal): منتج، دي جي، برمجة.
- إدواردو ماكاروف (Eduardo Makaroff): جيتار، غناء.
- كريستوف مولر (Christoph H. Müller): برمجة، مؤثرات صوتية.
- ضيوف آخرون ساهموا في الألبوم بالعزف والغناء.
قائمة الأغاني
يحتوي ألبوم “لا ريفانشا ديل تانغو” على الأغاني التالية:
- Queremos Paz
- Época
- Chunga’s Revenge
- Tríptico
- Santa María (Del Buen Ayre)
- Una Música Brutal
- El Capitalismo Foráneo
- Last Tango in Paris
- La Revancha del Tango
- Triptico II
- Grandes Ciudades
- Notas
- Vuelvo al Sur
خاتمة
ألبوم “لا ريفانشا ديل تانغو” هو عمل فني رائد يمثل نقطة تحول في تاريخ موسيقى التانغو. يمزج الألبوم ببراعة بين عناصر التانغو التقليدي والموسيقى الإلكترونية الحديثة، مما يخلق تجربة استماع فريدة ومبتكرة. لقد ترك الألبوم تأثيرًا كبيرًا على المشهد الموسيقي العالمي، ولا يزال يلهم أجيالًا جديدة من الفنانين والمستمعين.