التأسيس والخلفية
جاء تأسيس حزب آخي في فترة حرجة في السياسة الإسرائيلية، حيث كانت خطة فك الارتباط الإسرائيلية من جانب واحد من قطاع غزة على الأجندة. اعتبر إيفي إيتام، وهو شخصية بارزة في التيار الديني الصهيوني، أن حزب المفدال التقليدي لم يعد قادرًا على تمثيل مواقف اليمين الديني بشكل فعال، خاصة فيما يتعلق بقضايا الأراضي والاستيطان. هذا الشعور بالإحباط والرغبة في صوت سياسي أقوى وأكثر وضوحًا أدى إلى الانشقاق وتشكيل حزب آخي.
اسم الحزب، “آخي”، يحمل دلالة قوية، فهو يعني “أخي” بالعبرية، ويعكس شعورًا بالوحدة والتضامن بين أفراد المجتمع المتدين. كما أن الاختصار “أرض، مجتمع، يهودية” يمثل الركائز الأساسية التي يقوم عليها الحزب، وهي: الحفاظ على أرض إسرائيل، وتعزيز المجتمع اليهودي، والالتزام بالشريعة اليهودية.
الأيديولوجيا والمبادئ
يتبنى حزب آخي أيديولوجية صهيونية دينية يمينية متشددة. يؤمن الحزب بأحقية الشعب اليهودي في أرض إسرائيل بأكملها، ويعارض أي تنازلات إقليمية للفلسطينيين. كما يدعم الحزب الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويعتبره ضرورة للحفاظ على الأمن الإسرائيلي.
تشمل المبادئ الأساسية للحزب:
- الحفاظ على أرض إسرائيل: يعتبر الحزب أن أرض إسرائيل هي ملك للشعب اليهودي، وأن الحفاظ عليها هو واجب ديني ووطني.
- تعزيز المجتمع اليهودي: يهدف الحزب إلى تعزيز القيم اليهودية في المجتمع الإسرائيلي، وتشجيع التمسك بالشريعة اليهودية.
- دعم الاستيطان: يعتبر الحزب أن الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية وقطاع غزة هو ضرورة للحفاظ على الأمن الإسرائيلي، ويجب دعمه وتشجيعه.
- مكافحة الإرهاب: يرى الحزب أن مكافحة الإرهاب هي أولوية قصوى، ويجب اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية المواطنين الإسرائيليين.
- تعزيز الاقتصاد الإسرائيلي: يهدف الحزب إلى تعزيز الاقتصاد الإسرائيلي، وخلق فرص عمل جديدة للمواطنين.
المشاركة السياسية والانتخابات
شارك حزب آخي في انتخابات الكنيست عام 2006، لكنه لم يتمكن من تجاوز نسبة الحسم. حصل الحزب على حوالي 1.7% من الأصوات، وهو أقل من النسبة المطلوبة لدخول الكنيست (2%). بعد هذه النتيجة المخيبة للآمال، اندمج الحزب مع حزب الاتحاد الوطني، وهو تحالف من الأحزاب اليمينية المتطرفة.
على الرغم من فترة وجوده القصيرة كحزب مستقل، إلا أن حزب آخي ترك بصمة واضحة في السياسة الإسرائيلية. لقد ساهم الحزب في تعزيز صوت اليمين الديني، والدفاع عن مصالح المستوطنين، والتأكيد على أهمية القيم اليهودية في المجتمع الإسرائيلي.
الاندماج في الاتحاد الوطني
بعد فشله في تجاوز نسبة الحسم في انتخابات عام 2006، قرر حزب آخي الاندماج مع حزب الاتحاد الوطني. كان الاتحاد الوطني تحالفًا يضم عدة أحزاب يمينية متطرفة، بما في ذلك حزب تكوما وحزب موليديت. كان الهدف من الاندماج هو توحيد صفوف اليمين الديني، وزيادة فرص الفوز بمقاعد في الكنيست.
أصبح إيفي إيتام، زعيم حزب آخي، شخصية بارزة في الاتحاد الوطني. شغل إيتام منصب عضو الكنيست عن الاتحاد الوطني، واستمر في الدفاع عن مواقفه اليمينية المتطرفة. لعب إيتام دورًا هامًا في صياغة سياسات الاتحاد الوطني، والتأثير على الرأي العام الإسرائيلي.
تأثير الحزب على السياسة الإسرائيلية
على الرغم من أن حزب آخي لم يتمكن من تحقيق نجاح كبير في الانتخابات، إلا أنه كان له تأثير ملحوظ على السياسة الإسرائيلية. لقد ساهم الحزب في تعزيز صوت اليمين الديني، والدفاع عن مصالح المستوطنين، والتأكيد على أهمية القيم اليهودية في المجتمع الإسرائيلي. كما لعب الحزب دورًا في تشكيل الرأي العام الإسرائيلي، والتأثير على سياسات الحكومة.
يمكن القول إن حزب آخي كان جزءًا من حركة أوسع نطاقًا تهدف إلى تعزيز الأيديولوجية الصهيونية الدينية في السياسة الإسرائيلية. هذه الحركة تسعى إلى دمج القيم الدينية في الحياة العامة، والتأثير على القرارات السياسية بما يتماشى مع الشريعة اليهودية. على الرغم من أن هذه الحركة تواجه انتقادات من قبل العلمانيين والليبراليين، إلا أنها لا تزال قوة مؤثرة في السياسة الإسرائيلية.
شخصيات بارزة في الحزب
- إيفي إيتام: مؤسس وزعيم حزب آخي. كان إيتام عضوًا في الكنيست عن حزب المفدال قبل أن ينشق عنه ويؤسس حزب آخي.
انتقادات للحزب
واجه حزب آخي انتقادات شديدة من قبل العلمانيين والليبراليين في إسرائيل. اتهم المنتقدون الحزب بالتعصب والتطرف، وبالسعي إلى فرض الشريعة اليهودية على المجتمع الإسرائيلي. كما انتقد المنتقدون الحزب لدعمه الاستيطان في الضفة الغربية وقطاع غزة، واعتبروه عقبة أمام السلام.
خاتمة
كان حزب آخي (أخي – أرض، مجتمع، يهودية) حزبًا صهيونيًا دينيًا يمينيًا إسرائيليًا تأسس عام 2005. على الرغم من عمره القصير، لعب الحزب دورًا في تعزيز صوت اليمين الديني في إسرائيل. اندمج الحزب لاحقًا مع حزب الاتحاد الوطني. يظل تأثيره محسوسًا في الخطاب السياسي الإسرائيلي حول قضايا الأرض والمجتمع والهوية اليهودية.