مقدمة
يشير مصطلح تحت الحجاج (Infraorbital) في علم التشريح إلى المنطقة أو البنية التشريحية التي تقع تحت محجر العين (Orbit). ببساطة، أي شيء يقع أسفل تجويف العين يُعتبر تحت حجاجي. يشمل ذلك العظام، والأعصاب، والأوعية الدموية، والعضلات الموجودة في هذه المنطقة. فهم هذه المنطقة مهم في مجالات مختلفة مثل الجراحة التجميلية، وجراحة الوجه والفكين، وعلم الأعصاب، وطب العيون.
عظم تحت الحجاج
عظم تحت الحجاج هو جزء من عظم الفك العلوي (Maxilla)، وهو العظم الذي يشكل الجزء الأكبر من الوجه الأوسط. يمتد عظم تحت الحجاج أسفل محجر العين مباشرةً ويشكل جزءًا من أرضية المحجر. يتميز هذا العظم بوجود الثقبة تحت الحجاجية (Infraorbital foramen)، وهي فتحة صغيرة تسمح بمرور العصب تحت الحجاجي (Infraorbital nerve) والشريان تحت الحجاجي (Infraorbital artery). هذه الثقبة ذات أهمية كبيرة للأطباء، حيث يمكن استخدامها لتخدير العصب تحت الحجاجي لتخفيف الألم في منطقة الوجه الأوسط.
العصب تحت الحجاجي
العصب تحت الحجاجي هو فرع من العصب الفكي العلوي (Maxillary nerve)، وهو بدوره فرع من العصب ثلاثي التوائم (Trigeminal nerve)، العصب القحفي الخامس. يمر العصب تحت الحجاجي عبر القناة تحت الحجاجية (Infraorbital canal) داخل عظم الفك العلوي، ثم يخرج من خلال الثقبة تحت الحجاجية. بعد خروجه، يتفرع العصب تحت الحجاجي إلى عدة فروع حسية تعصب الجلد في منطقة الجفن السفلي، والأنف، والشفة العليا، واللثة العلوية.
تلف العصب تحت الحجاجي يمكن أن يؤدي إلى فقدان الإحساس أو التنميل في المناطق التي يعصبها. يمكن أن يحدث هذا التلف نتيجة لعدة أسباب، مثل:
- الكسور في عظم الفك العلوي: يمكن أن تؤدي الكسور في عظم الفك العلوي إلى تلف العصب تحت الحجاجي أثناء الإصابة أو أثناء الجراحة لإصلاح الكسر.
- التهابات الجيوب الأنفية: يمكن أن تؤدي الالتهابات المزمنة في الجيوب الأنفية القريبة من العصب تحت الحجاجي إلى تهيج العصب أو تلفه.
- الأورام: يمكن أن تضغط الأورام التي تنمو في منطقة الوجه الأوسط على العصب تحت الحجاجي وتؤدي إلى تلفه.
- جراحة الوجه: قد يتعرض العصب تحت الحجاجي للتلف أثناء العمليات الجراحية التي يتم إجراؤها في منطقة الوجه الأوسط، مثل جراحة تجميل الأنف أو جراحة الجيوب الأنفية.
تشخيص تلف العصب تحت الحجاجي يتم عادةً عن طريق الفحص العصبي، والذي يتضمن اختبار الإحساس في المناطق التي يعصبها العصب. يمكن استخدام دراسات التوصيل العصبي لتحديد مدى تلف العصب. يعتمد علاج تلف العصب تحت الحجاجي على السبب الأساسي للتلف. في بعض الحالات، قد يشفى العصب من تلقاء نفسه. في حالات أخرى، قد يكون من الضروري إجراء جراحة لإصلاح العصب أو لتخفيف الضغط عنه.
الشريان تحت الحجاجي
الشريان تحت الحجاجي هو فرع من الشريان الفكي العلوي (Maxillary artery)، وهو بدوره فرع من الشريان السباتي الظاهر (External carotid artery). يرافق الشريان تحت الحجاجي العصب تحت الحجاجي في القناة تحت الحجاجية ويخرج معه من خلال الثقبة تحت الحجاجية. يزود الشريان تحت الحجاجي الدم إلى الجلد والعضلات في منطقة الجفن السفلي، والأنف، والشفة العليا.
العضلات تحت الحجاجية
على الرغم من عدم وجود عضلات تُعرف تحديدًا باسم “العضلات تحت الحجاجية”، إلا أن هناك العديد من العضلات التي تقع بالقرب من منطقة تحت الحجاج وتؤثر عليها. تشمل هذه العضلات:
- العضلة الرافعة للشفة العلوية: تقع هذه العضلة مباشرة تحت محجر العين وتساعد في رفع الشفة العلوية.
- العضلة الرافعة للشفة العلوية وجناح الأنف: تقع هذه العضلة أيضًا تحت محجر العين وتساعد في رفع الشفة العلوية وجناح الأنف.
- العضلة الخافضة للشفة السفلية: تقع هذه العضلة في الجزء السفلي من الوجه وتساعد في خفض الشفة السفلية. على الرغم من أنها ليست قريبة بشكل مباشر من محجر العين، إلا أنها يمكن أن تؤثر على تعابير الوجه في منطقة تحت الحجاج.
- العضلة الدويرية الفموية: تحيط هذه العضلة بالفم وتساعد في إغلاق الشفتين وتشكيل تعابير الوجه المختلفة. يمكن أن تؤثر تقلصات هذه العضلة على شكل منطقة تحت الحجاج.
تلعب هذه العضلات دورًا مهمًا في تعابير الوجه وتساعد في نقل المشاعر المختلفة. يمكن أن تؤثر المشاكل في هذه العضلات، مثل الشلل أو التشنجات، على مظهر منطقة تحت الحجاج وتعيق القدرة على التعبير عن المشاعر.
الأهمية السريرية لمنطقة تحت الحجاج
تعتبر منطقة تحت الحجاج ذات أهمية سريرية كبيرة بسبب قربها من العديد من الهياكل الحيوية، مثل العين، والدماغ، والأعصاب الحسية الرئيسية. يمكن أن تؤثر الإصابات أو الأمراض التي تصيب هذه المنطقة على وظائف هذه الهياكل وتسبب مشاكل صحية خطيرة. بعض الأمثلة على الحالات السريرية التي قد تؤثر على منطقة تحت الحجاج تشمل:
- كسور محجر العين: يمكن أن تحدث كسور في عظام محجر العين نتيجة لصدمة قوية على الوجه. يمكن أن تؤدي هذه الكسور إلى تلف العصب تحت الحجاجي والشريان تحت الحجاجي، بالإضافة إلى مشاكل في الرؤية وحركة العين.
- أورام محجر العين: يمكن أن تنمو الأورام في محجر العين وتضغط على الهياكل المحيطة، بما في ذلك العصب تحت الحجاجي. يمكن أن تؤدي هذه الأورام إلى فقدان الإحساس في منطقة الوجه الأوسط، بالإضافة إلى مشاكل في الرؤية وحركة العين.
- التهابات محجر العين: يمكن أن تحدث التهابات في محجر العين نتيجة لعدوى بكتيرية أو فطرية. يمكن أن تؤدي هذه الالتهابات إلى تورم وألم في منطقة تحت الحجاج، بالإضافة إلى مشاكل في الرؤية وحركة العين.
- متلازمة النفق تحت الحجاجي: هي حالة نادرة تحدث عندما يتم ضغط العصب تحت الحجاجي أثناء مروره عبر القناة تحت الحجاجية. يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى ألم وتنميل في منطقة الوجه الأوسط.
- التجميل الجراحي: غالباً ما يتم استهداف منطقة تحت الحجاج في العمليات الجراحية التجميلية لتحسين مظهر الوجه. على سبيل المثال، يمكن إجراء جراحة رأب الجفن السفلي لإزالة الانتفاخات والهالات السوداء تحت العينين.
خاتمة
في الختام، منطقة تحت الحجاج هي منطقة تشريحية مهمة تقع أسفل محجر العين. تشمل هذه المنطقة عظم تحت الحجاج، والعصب تحت الحجاجي، والشريان تحت الحجاجي، والعديد من العضلات التي تؤثر على تعابير الوجه. فهم هذه المنطقة ضروري للأطباء في مختلف التخصصات، مثل جراحة التجميل، وجراحة الوجه والفكين، وعلم الأعصاب، وطب العيون، لتشخيص وعلاج الحالات السريرية التي قد تؤثر عليها.