مقدمة
السلطان إسماعيل بترا ابن المرحوم السلطان يحيى بترا (بالجاوية: إسماعيل بترا ابن المرحوم سلطان يحيى بترا؛ 11 نوفمبر 1949 – 28 سبتمبر 2019) كان السلطان الثامن والعشرين لولاية كلنتان الماليزية.
تولى السلطان إسماعيل بترا مقاليد الحكم في ولاية كلنتان في عام 1979، واستمر حكمه حتى عام 2010، عندما تم تنصيب ابنه الأكبر، السلطان محمد الخامس، وصيًا عليه بسبب تدهور حالته الصحية. عُرف السلطان إسماعيل بترا بحكمه الرشيد واهتمامه برفاهية شعبه، كما لعب دورًا هامًا في تطوير الولاية في مختلف المجالات.
نشأته وتعليمه
ولد السلطان إسماعيل بترا في 11 نوفمبر 1949 في مدينة كوتا بهارو، عاصمة ولاية كلنتان. هو الابن الأكبر للسلطان يحيى بترا والسلطانة زينب بنت المرحوم السلطان إسماعيل. تلقى تعليمه الأولي في كلنتان، ثم التحق بكلية سانت مايكل في إيبوه، بيراك. بعد ذلك، سافر إلى المملكة المتحدة لإكمال دراسته، حيث درس في كلية ويلينغتون وكلية ساندهيرست العسكرية الملكية.
توليه الحكم
بعد وفاة والده، السلطان يحيى بترا، في 29 مارس 1979، تم تنصيب إسماعيل بترا سلطانًا لكلنتان في 30 مارس 1979. وقد شهدت فترة حكمه تطورًا ملحوظًا في الولاية، خاصة في مجالات البنية التحتية والاقتصاد والتعليم. كما اهتم بتحسين مستوى معيشة السكان وتعزيز الوحدة والتآلف بين مختلف الأعراق والأديان.
إنجازاته وإسهاماته
خلال فترة حكمه التي استمرت أكثر من ثلاثة عقود، حقق السلطان إسماعيل بترا العديد من الإنجازات الهامة في مختلف المجالات، منها:
- تطوير البنية التحتية: شهدت ولاية كلنتان في عهده بناء العديد من الطرق والجسور والمباني الحكومية والمرافق العامة، مما ساهم في تحسين مستوى المعيشة وتسهيل حركة النقل والتجارة.
- النهضة الاقتصادية: عمل السلطان إسماعيل بترا على جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية إلى الولاية، وتشجيع الصناعات الصغيرة والمتوسطة، مما أدى إلى خلق فرص عمل جديدة وزيادة الدخل القومي.
- التعليم: أولى السلطان اهتمامًا كبيرًا بالتعليم، وقام بتطوير المدارس والجامعات والمعاهد في الولاية، وتوفير المنح الدراسية للطلاب المتفوقين، مما ساهم في رفع مستوى التعليم وتحسين مخرجاته.
- الرعاية الاجتماعية: حرص السلطان على توفير الرعاية الاجتماعية للمحتاجين والفقراء والأيتام والأرامل، وقام بإنشاء المؤسسات الخيرية والاجتماعية التي تقدم المساعدات والدعم المادي والمعنوي لهم.
- تعزيز الوحدة الوطنية: عمل السلطان على تعزيز الوحدة والتآلف بين مختلف الأعراق والأديان في الولاية، وتشجيع الحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة، مما ساهم في بناء مجتمع متماسك ومزدهر.
الخلافة والوصاية
في عام 2009، بدأت صحة السلطان إسماعيل بترا في التدهور، وفي عام 2010، تم تنصيب ابنه الأكبر، السلطان محمد الخامس، وصيًا عليه. استمر السلطان محمد الخامس في أداء مهام السلطان حتى عام 2010، عندما تم انتخابه ملكًا لماليزيا. وبعد توليه منصب الملك، تنازل السلطان محمد الخامس عن ولاية العهد في كلنتان، وتم تنصيب شقيقه الأصغر، السلطان محمد فايز بترا، وليًا للعهد.
حياته الشخصية
تزوج السلطان إسماعيل بترا من تنكو أنيسة بنت المرحوم تنكو عبد الحميد، وأنجب منها أربعة أبناء: السلطان محمد الخامس، وتنكو محمد فايز بترا، وتنكو محمد فخر الدين، وتنكو أميرة رقية.
وفاته
توفي السلطان إسماعيل بترا في 28 سبتمبر 2019 في مستشفى راجا بيرميسوري بينغكو في إيبوه، بيراك، عن عمر يناهز 69 عامًا. وقد تم إعلان الحداد الرسمي في ولاية كلنتان لمدة سبعة أيام، وتم دفنه في الضريح الملكي في كوتا بهارو.
ألقابه وتكريماته
حصل السلطان إسماعيل بترا على العديد من الأوسمة والتكريمات المحلية والدولية، تقديرًا لجهوده في خدمة ولاية كلنتان وماليزيا، ودوره في تعزيز السلام والتعاون الدوليين. من بين هذه الأوسمة:
- وسام التاج الملكي (ماليزيا)
- وسام يحيى بترا (كلنتان)
- وسام الأسرة المالكة (كلنتان)
- دكتوراه فخرية من جامعة مالايا
تأثيره وإرثه
ترك السلطان إسماعيل بترا إرثًا عظيمًا من الإنجازات والإسهامات في خدمة ولاية كلنتان وماليزيا. سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة شعبه كزعيم حكيم ورجل دولة مخلص، عمل على تحقيق التنمية والازدهار والرخاء للجميع. كما سيظل قدوة للأجيال القادمة في القيادة الرشيدة والعمل الجاد والإخلاص للوطن.
خاتمة
كان السلطان إسماعيل بترا شخصية بارزة في تاريخ ولاية كلنتان وماليزيا. تميز بحكمه الرشيد واهتمامه برفاهية شعبه، ولعب دورًا هامًا في تطوير الولاية في مختلف المجالات. سيظل إرثه حيًا في ذاكرة شعبه، وسيستمر في إلهام الأجيال القادمة.