حياته المبكرة وتعليمه
ولد إيرا كوهين في مدينة نيويورك عام 1935. درس في جامعة كولومبيا، حيث التقى بشعراء وكتاب مؤثرين آخرين من حركة بيت، مثل ألين جينسبيرج وجاك كيرواك. كان لهذا اللقاء تأثير كبير على مسيرته الإبداعية.
العيش في المغرب والهند
في أوائل الستينيات، انتقل كوهين إلى طنجة في المغرب، والتي كانت مركزًا للفنانين والكتاب المغتربين. هناك، انغمس في الثقافة المحلية، ووثق حياة الناس من خلال صوره الفوتوغرافية. كما أسس دار نشر صغيرة تسمى “دار الطنجية” التي نشرت أعمالًا لشعراء وكتاب معاصرين.
لاحقًا، سافر كوهين إلى الهند، حيث عاش في مدن مختلفة بما في ذلك بومباي وكاتماندو. استمر في عمله في التصوير الفوتوغرافي، والتقط صورًا للحياة اليومية والمناظر الطبيعية. كما انخرط في دراسة الفلسفة الشرقية والروحانية.
التصوير الفوتوغرافي التجريبي
اشتهر إيرا كوهين بتقنياته التجريبية في التصوير الفوتوغرافي. استخدم المرايا والمرشحات لإنشاء صور مشوهة وحالمة. كانت أعماله غالبًا ما تتناول موضوعات مثل الهوية والروحانية والتحول. من أبرز أعماله في هذا المجال:
- سلسلة “Mylar Chamber”: صور فوتوغرافية تم إنشاؤها داخل غرفة مبطنة بمادة المايلر العاكسة، مما أدى إلى صور متعددة الطبقات ومشوهة.
- استخدام المرشحات والألوان: تجارب جريئة في استخدام الألوان والمرشحات لإضفاء تأثيرات بصرية فريدة على الصور.
الأفلام
بالإضافة إلى التصوير الفوتوغرافي، أخرج إيرا كوهين العديد من الأفلام التجريبية. كانت أفلامه غالبًا ما تتناول موضوعات مماثلة لتلك الموجودة في صوره الفوتوغرافية، واستخدم تقنيات بصرية مبتكرة. من بين أفلامه المعروفة:
- “The Invasion of Thunderbolt Pagoda”: فيلم سريالي وغريب الأطوار.
- “Paradise Now”: فيلم وثائقي عن فرقة “Living Theatre”.
دار النشر “دار الطنجية”
أسس إيرا كوهين دار النشر “دار الطنجية” في طنجة بالمغرب. نشرت الدار أعمالًا لشعراء وكتاب معاصرين، بما في ذلك بول بولز ووليام بوروز وبريون جيسون. كانت الدار بمثابة منصة مهمة للأصوات الجديدة والمبتكرة في الأدب.
العودة إلى نيويورك
في السبعينيات، عاد إيرا كوهين إلى مدينة نيويورك، حيث استمر في عمله في التصوير الفوتوغرافي والأفلام والنشر. أصبح شخصية بارزة في مشهد الفن البديل في المدينة، وعرض أعماله في العديد من المعارض والمهرجانات.
تأثيره على حركة بيت
كان لإيرا كوهين تأثير كبير على حركة بيت. كان صديقًا مقربًا للعديد من أعضاء الحركة، ووثق حياتهم وأعمالهم من خلال صوره الفوتوغرافية وأفلامه. كما ساعد في نشر أعمالهم من خلال دار النشر “دار الطنجية”.
جوائز وتكريمات
حصل إيرا كوهين على العديد من الجوائز والتكريمات طوال حياته المهنية، بما في ذلك:
- جائزة مؤسسة نيويورك للفنون.
- جائزة الصندوق الوطني للفنون.
أعماله الأدبية
بالإضافة إلى عمله البصري، كان إيرا كوهين شاعرًا غزير الإنتاج. نشر العديد من المجموعات الشعرية التي تعكس تجاربه ورحلاته حول العالم. تميز شعره باللغة الغنائية والصور القوية والتأملات الفلسفية.
مآثره في مجال النشر
لم تقتصر مساهمات إيرا كوهين على الإبداع الفني، بل امتدت لتشمل مجال النشر. من خلال “دار الطنجية”، ساهم في إبراز أصوات أدبية مهمة وتوفير منصة للأعمال التجريبية والمبتكرة التي قد لا تجد طريقها إلى النشر التقليدي. كان له دور فعال في دعم وتشجيع المواهب الشابة.
أسلوبه الفريد
تميز إيرا كوهين بأسلوبه الفريد والمتفرد في جميع أعماله. سواء في التصوير الفوتوغرافي أو الأفلام أو الشعر، كان دائمًا يسعى إلى استكشاف طرق جديدة للتعبير عن نفسه وتحدي التقاليد الفنية. كان يعتمد على التجريب والابتكار لإنشاء أعمال فريدة ومثيرة للتفكير.
تأثيره على الفنانين اللاحقين
ترك إيرا كوهين إرثًا دائمًا في عالم الفن. ألهم عمله العديد من الفنانين والكتاب اللاحقين، ولا يزال يُحتفل به لابتكاره ورؤيته الفنية. يمكن رؤية تأثيره في أعمال العديد من المصورين وصانعي الأفلام والشعراء المعاصرين.
الحفاظ على إرثه
تسعى العديد من المؤسسات والمجموعات إلى الحفاظ على إرث إيرا كوهين. يتم تنظيم المعارض والفعاليات التي تعرض أعماله، ويتم نشر الكتب والمقالات التي تتناول حياته وإبداعاته. يهدف هذا الجهد إلى ضمان استمرار تقدير واحترام عمله للأجيال القادمة.
حياته الشخصية
تزوج إيرا كوهين من زوجته الثانية، انجريد، في عام 1984. استمر زواجهما حتى وفاته في عام 2011.
وفاته
توفي إيرا كوهين في 25 أبريل 2011، في مدينة نيويورك عن عمر يناهز 76 عامًا.
خاتمة
كان إيرا كوهين شخصية بارزة في مشهد الفن البديل في القرن العشرين. كان شاعرًا وناشرًا ومصورًا وصانع أفلام موهوبًا، وترك إرثًا دائمًا في عالم الفن. اشتهر بتقنياته التجريبية في التصوير الفوتوغرافي والأفلام، بالإضافة إلى دعمه للشعراء والكتاب الآخرين. عاش حياة مليئة بالمغامرات والترحال، وانعكس ذلك في أعماله التي تميزت بالتنوع والابتكار.