نشأتها وتعليمها
ولدت مابل لوميس في كامبريدج، ماساتشوستس. كانت طفولتها مليئة بالأنشطة الثقافية والفكرية. تلقت تعليمًا جيدًا في منزلها، وتخرجت من كلية فاسار عام 1876. خلال فترة دراستها الجامعية، أظهرت اهتمامًا كبيرًا بالأدب والفنون، مما مهد الطريق لمسيرتها المهنية المستقبلية.
زواجها وحياتها العائلية
في عام 1881، تزوجت مابل لوميس من ديفيد بي. تود، وهو أستاذ علم الفلك في كلية أمهرست. انتقلت مع زوجها إلى أمهرست، ماساتشوستس، حيث بدأت في بناء شبكة اجتماعية قوية. كان زواجها من ديفيد بمثابة شراكة فكرية وثقافية، حيث كان كلاهما يشتركان في حب العلم والفن والأدب. أنجبا ابنة واحدة تدعى ميليسينت تود بينغهام.
عملها مع إميلي ديكنسون
ربما كان أهم إسهامات مابل لوميس تود هو عملها مع إرث إميلي ديكنسون الأدبي. بعد وفاة ديكنسون في عام 1886، تعاونت تود مع ماجدة ديكنسون، أخت الشاعرة، لتعديل ونشر قصائد ديكنسون التي لم تنشر بعد. كان هذا المشروع تحديًا كبيرًا، حيث كانت قصائد ديكنسون غالبًا ما تكون غير تقليدية من حيث النحو وعلامات الترقيم. قامت تود بتحرير القصائد، وتقديمها للقراء بأسلوب يسهل فهمه.
نشرت تود ثلاثة مجلدات من أشعار ديكنسون بين عامي 1890 و 1896. هذه المجلدات، على الرغم من أنها خضعت لبعض التعديلات، أتاحت الفرصة للقراء للتعرف على أعمال ديكنسون المذهلة. كان لعمل تود دور كبير في إحياء الاهتمام بشعر ديكنسون، ووضعها كواحدة من أهم شعراء أمريكا.
كتاباتها الأخرى
إلى جانب عملها مع ديكنسون، كتبت مابل لوميس تود عددًا من الكتب والمقالات الأخرى. شملت هذه الأعمال:
- “A Cycle of Sunsets” (دورة غروب الشمس): كتاب يصف مشاهدات تود للكسوف الشمسي.
- “Total Eclipses of the Sun” (الكسوف الكلي للشمس): كتاب علمي عن الكسوف الشمسي.
- “Corona and Corona Borealis” (كورونا وكورونا بورياليس): مجموعة من المقالات والملاحظات عن الفلك.
- “Letters of Emily Dickinson” (رسائل إميلي ديكنسون): مجموعة من رسائل ديكنسون التي حررتها ونشرتها.
بالإضافة إلى الكتب، كتبت تود مقالات لمجلات وصحف مختلفة. تناولت مقالاتها مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك السفر والفلك والأدب والحياة الاجتماعية. عكست كتاباتها ذكاءها الحاد، وفضولها الدائم، وقدرتها على الملاحظة الدقيقة.
اهتماماتها الأخرى
كانت مابل لوميس تود شخصية متعددة الاهتمامات. بالإضافة إلى عملها في الأدب والفلك، كانت مهتمة بالفنون والحياة الاجتماعية. شاركت في العديد من الأنشطة المجتمعية، وكانت معروفة بشخصيتها الجذابة وقدرتها على التواصل مع الآخرين. سافرت على نطاق واسع، وتركت ملاحظات مفصلة عن رحلاتها في مذكراتها ورسائلها.
كانت مهتمة أيضًا بالعلوم. رافقت زوجها في رحلاته الفلكية، وشاركت في مراقبة النجوم والظواهر الفلكية. ساعدتها هذه التجارب على تطوير فهم عميق للعالم من حولها.
إرثها
يستمر إرث مابل لوميس تود في التأثير على الأدب والثقافة حتى اليوم. بفضل عملها في نشر شعر إميلي ديكنسون، ساعدت في ضمان بقاء أعمالها حية لأجيال قادمة. كما أن كتاباتها الأخرى، بما في ذلك مقالاتها ومذكراتها، تقدم رؤى قيمة حول الحياة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. ساعدت مساهماتها في مجالات الأدب والفلك والفنون على إثراء الحياة الثقافية في أمريكا.
خاتمة
مابل لوميس تود كانت شخصية بارزة في الأدب والثقافة الأمريكية. من خلال عملها كـ محررة وكاتبة، تركت بصمة لا تمحى على العالم. اشتهرت بتعديلها ونشرها لأعمال إميلي ديكنسون، مما ضمن بقاء قصائد ديكنسون حية. بالإضافة إلى ذلك، تركت إرثًا غنيًا من خلال كتاباتها الخاصة، بما في ذلك مقالاتها ومذكراتها التي قدمت رؤى قيمة حول الحياة في عصرها. استمرت مساهمات تود في مجالات الأدب والفلك والفنون في التأثير على القراء والباحثين حتى اليوم.