التصميم والبناء
تم تصميم ديانا كجزء من برنامج بناء السفن الروسي لتوسيع القوة البحرية في المحيط الهادئ. تميز تصميمها ببعض الميزات الفريدة بالنسبة لوقتها. كان لديها درع حماية يغطي أجزاء حيوية من السفينة، بما في ذلك المحركات والمخازن، مما يوفر حماية إضافية من النيران. بلغ طولها الإجمالي 134 مترًا، وعرضها 16 مترًا، وغاطسها 6.9 أمتار. كان إزاحتها حوالي 6620 طنًا. تم تجهيزها بمحركات بخارية ثلاثية التمدد، مما سمح لها بالوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 20 عقدة (37 كم/ساعة). كان تسليحها الرئيسي يتكون من 8 مدافع عيار 152 ملم، بالإضافة إلى عدد من المدافع الأصغر للدفاع المضاد للطائرات وقذائف الطوربيد.
بدأ بناء ديانا في عام 1897 في حوض بناء السفن Admiralty في سانت بطرسبرغ. تم إطلاقها في عام 1899، واكتمل بناؤها في عام 1901. كانت عملية البناء معقدة، وتطلبت تنسيقًا دقيقًا بين العديد من المهندسين والعمال. تم تجهيز السفينة بأحدث التقنيات المتاحة في ذلك الوقت، بما في ذلك نظام كهربائي متطور ونظام اتصالات لاسلكية.
الخدمة المبكرة
بعد الانتهاء من بنائها، أُرسلت ديانا إلى الأسطول الروسي في المحيط الهادئ. وصلت إلى ميناء بورث آرثر في عام 1902. في ذلك الوقت، كانت العلاقات بين روسيا واليابان متوترة، وكان من المتوقع على نطاق واسع نشوب حرب. شاركت ديانا في التدريبات البحرية ومهام الاستطلاع في المحيط الهادئ، وجهزت روسيا للسعي إلى نفوذها في المنطقة.
اندلعت الحرب الروسية اليابانية في عام 1904. شاركت ديانا في حصار بورث آرثر، وقدمت الدعم المدفعي للقوات الروسية على الأرض. تعرضت السفينة لأضرار طفيفة خلال القتال، لكنها تمكنت من البقاء في الخدمة. عندما سقطت بورث آرثر في أيدي اليابانيين، تمكنت ديانا من الهروب إلى سايغون (الآن مدينة هو تشي منه) في الهند الصينية الفرنسية، لتنضم إلى سفن روسية أخرى بحثا عن ملاذ آمن.
معركة تسوشيما
بعد إصلاحها وإعادة تزويدها بالوقود، انضمت ديانا إلى الأسطول الروسي الثاني في المحيط الهادئ بقيادة الأدميرال زينوفي روجيستفينسكي، والذي أُرسل لتعزيز الأسطول الروسي في المحيط الهادئ. كان هذا الأسطول عبارة عن قوة كبيرة، ولكنها كانت تتكون من سفن قديمة في الغالب، وكان طاقمها غير مدرب بما فيه الكفاية. بعد رحلة طويلة ومضنية حول العالم، التقى الأسطول الروسي بالأسطول الياباني في مضيق تسوشيما في مايو 1905. وكانت هذه المعركة بمثابة كارثة على الروس.
في معركة تسوشيما، تعرضت ديانا لأضرار جسيمة من النيران اليابانية. تمكنت من البقاء على قيد الحياة، لكنها اضطرت إلى الفرار من ساحة المعركة والتوجه نحو سايغون. وقد تمكنت من الوصول إلى ملاذ آمن في الهند الصينية الفرنسية. كانت ديانا واحدة من السفن القليلة التي نجت من المعركة.
الحياة اللاحقة
بعد الحرب الروسية اليابانية، عادت ديانا إلى روسيا. تم تجديدها وأعيد تجهيزها، واستمرت في الخدمة في البحرية الروسية. شاركت في الحرب العالمية الأولى، وعملت في بحر البلطيق. في عام 1917، بعد الثورة الروسية، استولت الحكومة البلشفية على ديانا. تم استخدامها في البداية كعربة سكنية، ثم تم تفكيكها في عام 1925.
على الرغم من مشاركتها في معركة تسوشيما، إلا أن ديانا تركت إرثًا دائمًا. كانت سفينة متينة، وخدمت البحرية الروسية لسنوات عديدة. تم بناء السفينة وفقًا لمعايير عالية، وصمدت أمام أصعب الظروف. تذكر ديانا كرمز للشجاعة والتصميم.
مقارنة مع سفن مماثلة
كانت ديانا واحدة من ثلاث طرادات من فئة بالادا (Pallada-class)، والتي تضمنت أيضًا بالادا (Pallada) وأفرويا (Aurora). كانت السفن الثلاث متشابهة في التصميم، ولكن كان هناك بعض الاختلافات الطفيفة. على سبيل المثال، كان لدى ديانا درع حماية أكثر سمكًا من بالادا، بينما كان لدى أفرويا تسليحًا مختلفًا. بالمقارنة مع الطرادات المحمية الأخرى في ذلك الوقت، كانت سفن فئة بالادا قوية نسبيًا، ولكنها لم تكن سريعة جدًا. كان أداؤها في المعارك محدودًا إلى حد ما بسبب افتقارها إلى السرعة.
التأثير والذكرى
على الرغم من أنها لم تشارك في أي انتصارات حاسمة، إلا أن ديانا تذكر كرمز للصمود في وجه الصعاب. خدمتها في معركة تسوشيما، على الرغم من الهزيمة، تجعلها سفينة مهمة في تاريخ البحرية الروسية. تذكر ديانا في المتاحف والنصب التذكارية في جميع أنحاء روسيا. تذكر كرمز لبطولة البحارة الروس.
خاتمة
كانت ديانا طرادًا محميًا خدم في البحرية الإمبراطورية الروسية خلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. شاركت في الحرب الروسية اليابانية، وشهدت معركة تسوشيما الكارثية. نجت ديانا من المعركة، وواصلت خدمتها حتى تم تفكيكها في عام 1925. على الرغم من عدم تحقيق أي انتصارات كبيرة، إلا أن ديانا تذكر كرمز للشجاعة والصمود.