نشأتها وتعليمها
ولدت مريم فيروز في عائلة أرستقراطية قاجارية نافذة. كان والدها، الأمير عبد الحسين فرمانفرما، من كبار رجال الدولة في عهد القاجار، وشغل مناصب وزارية مهمة. تلقت مريم تعليمًا متميزًا في طهران، ثم سافرت إلى أوروبا لمواصلة دراستها. خلال إقامتها في أوروبا، اطلعت على الأفكار الاشتراكية والشيوعية، التي أثرت بشكل كبير في توجهاتها الفكرية والسياسية.
انخراطها في السياسة
بعد عودتها إلى إيران، انخرطت مريم في النشاط السياسي. انضمت إلى الحزب الشيوعي الإيراني (توده)، الذي كان قوة سياسية صاعدة في ذلك الوقت. لعبت دورًا فعالًا في تنظيم صفوف الحزب وتعبئة الجماهير، خاصة النساء. كانت مريم من أشد المدافعين عن حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، وعملت جاهدة من أجل تحقيق هذه الأهداف من خلال نشاطها السياسي.
دورها في الحزب الشيوعي الإيراني (توده)
تقلدت مريم فيروز مناصب قيادية في الحزب الشيوعي الإيراني (توده). كانت عضوة في اللجنة المركزية للحزب، ولعبت دورًا مهمًا في صياغة سياساته وتحديد استراتيجياته. اشتهرت بذكائها الحاد وقدرتها على التحليل السياسي، وبإخلاصها للقضية الشيوعية.
ومن أبرز مهامها ومساهماتها داخل الحزب:
- تنظيم النساء: قامت بتنظيم النساء في الحزب وتوعيتهن بحقوقهن السياسية والاجتماعية.
- الدعاية والإعلام: ساهمت في نشر أفكار الحزب من خلال الكتابة والمقالات والمشاركة في الفعاليات العامة.
- العلاقات الخارجية: لعبت دورًا في تعزيز علاقات الحزب مع الأحزاب الشيوعية الأخرى في العالم.
النضال السياسي والمنفى
تعرضت مريم فيروز للملاحقة والاعتقال بسبب نشاطها السياسي. بعد الانقلاب العسكري عام 1953، الذي أطاح بحكومة محمد مصدق المدعومة من الحزب الشيوعي، اضطرت مريم إلى مغادرة إيران والعيش في المنفى. قضت سنوات طويلة في الاتحاد السوفيتي وألمانيا الشرقية، حيث واصلت نشاطها السياسي من خلال دعم الحزب الشيوعي الإيراني (توده) والتواصل مع الحركات الشيوعية الأخرى.
العودة إلى إيران
بعد الثورة الإيرانية عام 1979، عادت مريم فيروز إلى إيران. إلا أنها واجهت صعوبات في التأقلم مع الوضع السياسي الجديد. على الرغم من دعمها للثورة في البداية، إلا أنها انتقدت بعض سياسات الحكومة الإسلامية، خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة والحريات السياسية.
مؤلفاتها
تركت مريم فيروز إرثًا فكريًا هامًا من خلال كتاباتها ومقالاتها. نشرت العديد من الكتب والمقالات حول قضايا المرأة والاشتراكية والسياسة الإيرانية. من أبرز مؤلفاتها كتاب “وجوه من بلادي” الذي يعتبر سيرة ذاتية تروي تجربتها في الحياة السياسية والاجتماعية في إيران.
إرثها
تعتبر مريم فيروز شخصية بارزة في تاريخ الحركة النسوية والشيوعية في إيران. ناضلت من أجل تحقيق المساواة الاجتماعية والسياسية، وتركت بصمة واضحة في الحياة السياسية والثقافية في إيران. على الرغم من الجدل الذي أثارته آراؤها ومواقفها، إلا أنها تحظى بتقدير واسع لدفاعها عن حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.
تأثيرها على الحركة النسوية الإيرانية
كانت مريم فيروز من رواد الحركة النسوية في إيران. ساهمت في رفع الوعي بقضايا المرأة وتعزيز دورها في المجتمع. من خلال كتاباتها ومشاركتها في الفعاليات العامة، ألهمت العديد من النساء الإيرانيات للمطالبة بحقوقهن والمشاركة في الحياة السياسية.
وفاتها
توفيت مريم فيروز في 23 مارس 2008 في طهران، عن عمر يناهز 94 عامًا. تركت وراءها إرثًا غنيًا من النضال السياسي والفكر. لا تزال تعتبر شخصية ملهمة للعديد من الإيرانيين، وخاصة النساء والشباب.
انتقادات
على الرغم من الإسهامات العديدة لمريم فيروز، إلا أنها لم تخلُ من الانتقادات. اتُهمت بدعم النظام السوفيتي خلال الحرب الباردة، وبالتغاضي عن بعض الممارسات القمعية التي ارتكبها الحزب الشيوعي الإيراني (توده). ومع ذلك، يرى الكثيرون أن هذه الانتقادات لا تقلل من أهمية دورها في النضال من أجل العدالة الاجتماعية والمساواة.
موقفها من الثورة الإسلامية
في البداية، أبدت مريم فيروز دعمها للثورة الإسلامية في إيران، معتبرةً أنها فرصة لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة. إلا أنها سرعان ما انتقدت بعض سياسات الحكومة الإسلامية، خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة والحريات السياسية. دعت إلى ضرورة احترام حقوق الإنسان وضمان الحريات الأساسية للجميع.
علاقتها بأسرتها
كانت مريم فيروز تنتمي إلى عائلة أرستقراطية قاجارية نافذة. كان والدها، الأمير عبد الحسين فرمانفرما، من كبار رجال الدولة في عهد القاجار. على الرغم من خلفيتها الأرستقراطية، إلا أنها اختارت طريق النضال من أجل العدالة الاجتماعية والمساواة، وهو ما أدى إلى خلافات مع بعض أفراد عائلتها.
دورها في دعم الحركات التحررية
دعمت مريم فيروز الحركات التحررية في العالم، واعتبرت أنها جزء من النضال العالمي ضد الإمبريالية والظلم. كانت على تواصل مع العديد من الحركات التحررية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وقدمت لها الدعم المادي والمعنوي.
خاتمة
مريم فرمانفرمائيان، أو مريم فيروز، شخصية تاريخية مؤثرة في إيران. كانت سياسية بارزة، وناشطة نسوية، ومدافعة عن حقوق الإنسان. لعبت دورًا مهمًا في الحركة الشيوعية الإيرانية، وتركت إرثًا غنيًا من النضال السياسي والفكر. على الرغم من الانتقادات التي وجهت إليها، إلا أنها تحظى بتقدير واسع لدفاعها عن العدالة الاجتماعية والمساواة. ستبقى مريم فيروز رمزًا للنضال من أجل الحرية والعدالة في إيران.