تاريخ حديقة حيوان دوسيت
يعود تاريخ حديقة حيوان دوسيت إلى أوائل القرن العشرين، عندما جمع الملك تشولالونغكورن (الراما الخامس) مجموعة من الحيوانات النادرة في حديقة خاصة داخل القصر. بعد وفاته، تولى الملك بروجاديبوك (الراما السابع) مسؤولية الحديقة، وقرر تحويلها إلى حديقة عامة. افتتحت الحديقة رسميًا في عام 1938، تحت اسم حديقة حيوان دوسيت. شهدت الحديقة على مر السنين العديد من التطورات والتحسينات، بما في ذلك إضافة مساحات جديدة للحيوانات، وتحسين المرافق العامة للزوار.
في السنوات الأولى، كانت الحديقة تقتصر على عدد قليل من الحيوانات، معظمها من الحيوانات المحلية. ومع ذلك، توسعت المجموعة الحيوانية تدريجياً لتشمل مجموعة متنوعة من الحيوانات من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الثدييات والطيور والزواحف والأسماك. أصبحت الحديقة موطنًا لمجموعة متنوعة من الأنواع المهددة بالانقراض، مما ساهم في جهود الحفاظ على الحياة البرية.
مرافق ومعروضات الحديقة
تضمنت حديقة حيوان دوسيت مجموعة واسعة من المرافق والمعروضات التي تهدف إلى توفير تجربة تعليمية وترفيهية للزوار. شملت هذه المرافق:
- أقفاص الحيوانات: ضمت الحديقة أقفاصًا للعديد من الحيوانات، بما في ذلك الأسود والنمور والفيلة والقرود والزرافات والعديد من الأنواع الأخرى.
- أحواض الأسماك: كان هناك حوض أسماك كبير يعرض مجموعة متنوعة من الأسماك والكائنات البحرية الأخرى.
- بيت الطيور: يوفر بيت الطيور بيئة طبيعية لمجموعة متنوعة من الطيور، بما في ذلك الببغاوات والبوم والطيور المائية.
- منطقة الزواحف: عرضت منطقة الزواحف مجموعة متنوعة من الزواحف، بما في ذلك الثعابين والسحالي والتماسيح.
- مناطق اللعب: تم توفير مناطق لعب للأطفال، بالإضافة إلى مناطق جلوس للعائلات.
- المطاعم والمقاهي: توافرت العديد من المطاعم والمقاهي داخل الحديقة لتلبية احتياجات الزوار.
بالإضافة إلى هذه المرافق، نظمت الحديقة أيضًا العديد من الأنشطة التعليمية والترفيهية، بما في ذلك العروض التدريبية للحيوانات، والرحلات المدرسية، والندوات التعليمية حول البيئة والحفاظ على الحياة البرية.
أهمية الحديقة ودورها
لعبت حديقة حيوان دوسيت دورًا حيويًا في مجال الحفاظ على الحياة البرية والتعليم البيئي في تايلاند. عملت الحديقة على:
- الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض: من خلال توفير بيئة آمنة ومناسبة للحيوانات المهددة بالانقراض، ساعدت الحديقة في الحفاظ على هذه الأنواع ومنع انقراضها.
- التعليم البيئي: قدمت الحديقة فرصًا تعليمية للزوار من جميع الأعمار، لزيادة الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة والحياة البرية.
- البحث العلمي: أجرت الحديقة العديد من الدراسات والأبحاث العلمية حول سلوك الحيوانات وأنظمتها البيئية، مما ساهم في فهم أفضل للعالم الطبيعي.
- السياحة: اجتذبت الحديقة عددًا كبيرًا من السياح المحليين والدوليين، مما ساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل.
إغلاق الحديقة والانتقال
في عام 2018، أُغلقت حديقة حيوان دوسيت رسميًا، وانتقلت الحيوانات إلى حديقة حيوان جديدة في منطقة أخرى من بانكوك. تم اتخاذ قرار إغلاق الحديقة بسبب عدة عوامل، بما في ذلك الحاجة إلى تحديث المرافق، وتوفير مساحة أكبر للحيوانات، وتوفير بيئة أكثر طبيعية للعيش. تم نقل الحيوانات إلى حديقة حيوان كانشانابورى، والتي تقع في مقاطعة كانشانابورى، حيث تم تصميم بيئتها لتكون أكثر اتساعًا وتشبه الموائل الطبيعية للحيوانات.
على الرغم من إغلاقها، لا تزال حديقة حيوان دوسيت تحتل مكانة خاصة في قلوب العديد من التايلنديين. كانت الحديقة جزءًا من حياة الكثيرين، وذكريات الطفولة، ورمزًا للتعليم والترفيه. يعكس إرث الحديقة التزام تايلاند بالحفاظ على الحياة البرية، وتوفير بيئة مستدامة للأجيال القادمة.
خاتمة
كانت حديقة حيوان دوسيت معلمًا بارزًا في بانكوك، وقدّمت على مدار سنوات عديدة تجربة تعليمية وترفيهية لا تُنسى للزوار. على الرغم من إغلاقها وانتقال الحيوانات إلى موقع جديد، إلا أن إرثها لا يزال حيًا. لقد تركت الحديقة بصمة واضحة في تاريخ تايلاند في مجال الحفاظ على الحياة البرية والتعليم البيئي، وستظل ذكراها محفورة في ذاكرة الكثيرين.