نشأتها وبداياتها
ولدت بولا في ولاية مسيسيبي، ونشأت في عائلة مضطربة. شهدت طفولة صعبة تضمنت انتهاكات جسدية وجنسية. تحولت وايت إلى المسيحية في سن السابعة عشرة، وبدأت في الانخراط في العمل الكنسي في وقت مبكر. في بداية حياتها المهنية، عملت في مجال خدمات الكنيسة، وتدربت على يد القس ريتشارد روبرتس في أوكلاهوما.
مسيرتها المهنية في التبشير
بدأت وايت مسيرتها في التبشير في أوائل التسعينيات. اكتسبت شهرة سريعة بفضل أسلوبها الجذاب والملهم، والذي جمع بين الوعظ المسيحي التقليدي وعناصر من لاهوت الرخاء. قامت بتأسيس كنيستها الخاصة، “نيو ديستني” (New Destiny)، والتي نمت بسرعة لتصبح واحدة من أكبر الكنائس في الولايات المتحدة. استخدمت وايت التلفزيون كوسيلة رئيسية لنشر رسالتها، حيث قامت بإنتاج برنامجها التلفزيوني الخاص، “بولا وايت اليوم”.
لاهوت الرخاء: يُعرف لاهوت الرخاء، الذي تتبناه وايت، بأنه اعتقاد بأن الله يرغب في أن يكون أتباعه مزدهرين ماليًا وصحيًا. يدعو هذا اللاهوت المؤمنين إلى الإيمان والتبرع بسخاء للكنيسة للحصول على البركات الإلهية. غالبًا ما يواجه لاهوت الرخاء انتقادات بسبب تركيزه على الجانب المادي للدين، وادعاءاته بأن الصحة والثروة دليل على الإيمان.
العلاقة مع دونالد ترامب
تعتبر علاقة بولا وايت بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب واحدة من أبرز جوانب حياتها المهنية. التقت وايت بترامب في عام 2002، وأصبحت صديقة ومستشارة روحية له. لعبت وايت دورًا مهمًا في حملة ترامب الرئاسية في عام 2016، وقامت بتقديم المشورة له بشأن القضايا الدينية. بعد انتخاب ترامب، شغلت وايت منصب مستشارة خاصة للرئيس في البيت الأبيض، حيث عملت على قضايا تتعلق بالإيمان والعدالة.
أثارت علاقة وايت بترامب جدلاً واسعًا. انتقدها البعض بسبب دعمها لترامب، بينما دافع عنها آخرون باعتبارها مستشارة روحية. اتهمها النقاد باستغلال منصبها لتحقيق مكاسب شخصية، بينما دافع عنها مؤيدوها باعتبارها صوتًا مهمًا للمجتمع الإنجيلي في واشنطن.
الجدل والانتقادات
واجهت بولا وايت العديد من الانتقادات على مر السنين. اتُهمت باستغلال لاهوت الرخاء لتحقيق مكاسب مالية شخصية، وإساءة استخدام أموال التبرعات. تعرضت أيضًا لانتقادات بسبب أسلوب حياتها الفخم، والذي يشمل امتلاك منازل فخمة، وقيادة سيارات فاخرة. بالإضافة إلى ذلك، أثارت تصريحات وايت حول القضايا السياسية والاجتماعية جدلاً واسعًا.
الانتقادات المالية: في عام 2007، بدأت لجنة مجلس الشيوخ في التحقيق في الشؤون المالية لـ “نيو ديستني” وعدد من الكنائس الأخرى التي تبشر بلاهوت الرخاء. تركز التحقيق على ما إذا كانت الكنائس تستخدم الأموال بشكل غير لائق، بما في ذلك استخدامها لشراء سلع فاخرة لرجال الدين. على الرغم من أن التحقيق لم يسفر عن أي اتهامات جنائية، إلا أنه سلط الضوء على المخاوف بشأن الشفافية المالية في الكنائس.
الردود على الانتقادات: دافعت وايت عن نفسها ضد الانتقادات، مؤكدة أنها ملتزمة بالشفافية والمسؤولية. قالت إنها تستخدم الأموال التي تتلقاها من التبرعات لدعم العمل الكنسي، ومساعدة المحتاجين. كما أشارت إلى أنها تعمل على تحسين الشفافية المالية في كنيستها.
الحياة الشخصية
تزوجت بولا وايت ثلاث مرات. كان زواجها الأول من ريتشارد وايت، والثاني من القس راندال وايت. تزوجت من الآن جونز في عام 2014. لديها ابن واحد من زواجها الأول.
إرثها
يُعتبر إرث بولا وايت معقدًا. إنها شخصية مؤثرة في عالم التبشير، ولها تأثير كبير على المجتمع الإنجيلي. ومع ذلك، فإنها تواجه أيضًا انتقادات كبيرة بسبب آرائها الدينية والسياسية، وطريقة إدارتها لأموال الكنيسة. يبقى أن نرى كيف سيُنظر إليها في المستقبل، وما إذا كانت ستتمكن من الحفاظ على نفوذها وتأثيرها.
خاتمة
بولا وايت هي شخصية مثيرة للجدل في المشهد الديني الأمريكي. اشتهرت كواحدة من المبشرين التلفزيونيين البارزين، وكداعمة للاهوت الرخاء، ومستشارة روحية للرئيس السابق دونالد ترامب. على الرغم من تأثيرها الكبير، واجهت وايت انتقادات واسعة النطاق بسبب ممارساتها المالية، وآرائها الدينية، وعلاقتها بالشخصيات السياسية البارزة. يبقى تقييم إرثها معقدًا ومتنازعًا عليه.