مقدمة
ديفيد كامبل مولفورد (بالإنجليزية: David Campbell Mulford) دبلوماسي أمريكي بارز، ولد في 27 يونيو 1937. شغل منصب سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى الهند من 23 فبراير 2004 إلى 15 يناير 2009. يتمتع مولفورد بخبرة واسعة في مجال السياسة الخارجية والاقتصاد الدولي، وقد ساهم بشكل كبير في تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة والهند خلال فترة توليه منصبه.
حياته المبكرة وتعليمه
ولد ديفيد سي. مولفورد في 27 يونيو 1937. تلقى تعليمه في جامعة هارفارد، حيث حصل على درجة البكالوريوس في عام 1959. ثم واصل دراسته في جامعة أكسفورد كباحث في منحة رودس، وحصل على درجة الدكتوراه في عام 1963. تركزت أبحاثه الأكاديمية على الاقتصاد الدولي والسياسة النقدية، مما مهد له الطريق لمسيرة مهنية متميزة في هذا المجال.
مسيرته المهنية
بدأ ديفيد سي. مولفورد مسيرته المهنية في القطاع المالي، حيث عمل في بنك الاستثمار وايت ويلد وشركاه (White, Weld & Co.) في نيويورك. ثم انتقل إلى القطاع العام، حيث شغل مناصب مهمة في وزارة الخزانة الأمريكية. عمل كمساعد لوزير الخزانة للشؤون الدولية في عهد الرئيس رونالد ريغان، ولعب دورًا حاسمًا في صياغة السياسات الاقتصادية الأمريكية خلال تلك الفترة. كما عمل كنائب مساعد وزير الخزانة لشؤون التمويل الدولي.
قبل تعيينه سفيرًا للولايات المتحدة في الهند، شغل مولفورد منصب رئيس مجلس إدارة بنك كريدي سويس في لندن. وقد أكسبته هذه التجربة فهمًا عميقًا للأسواق المالية العالمية والتحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي.
سفير الولايات المتحدة في الهند
في عام 2004، تم تعيين ديفيد سي. مولفورد سفيرًا للولايات المتحدة في الهند من قبل الرئيس جورج دبليو بوش. وقد كانت هذه الفترة حاسمة في تاريخ العلاقات بين البلدين، حيث شهدت نموًا كبيرًا في التعاون الاقتصادي والعسكري والسياسي. خلال فترة ولايته، عمل مولفورد بجد لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والهند، ولعب دورًا محوريًا في إبرام اتفاقية التعاون النووي المدني بين البلدين.
اتفاقية التعاون النووي المدني: كانت هذه الاتفاقية نقطة تحول في العلاقات الأمريكية الهندية، حيث سمحت للهند بالحصول على التكنولوجيا النووية المدنية من الولايات المتحدة، على الرغم من أنها ليست طرفًا في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. واجهت الاتفاقية معارضة شديدة من بعض الدوائر في الولايات المتحدة والهند، ولكن مولفورد تمكن من تذليل العقبات وإقناع الأطراف المعنية بأهمية الاتفاقية للمصالح الاستراتيجية للبلدين.
تعزيز العلاقات الاقتصادية: بالإضافة إلى ذلك، عمل مولفورد على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والهند. وقد شهدت التجارة الثنائية والاستثمارات المتبادلة نموًا كبيرًا خلال فترة ولايته. شجع الشركات الأمريكية على الاستثمار في الهند، وعمل على إزالة الحواجز التجارية التي تعيق نمو التجارة بين البلدين.
التعاون الأمني: كما لعب مولفورد دورًا مهمًا في تعزيز التعاون الأمني بين الولايات المتحدة والهند. وقد شهدت التدريبات العسكرية المشتركة والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب زيادة ملحوظة خلال فترة ولايته. ساهم مولفورد في بناء الثقة بين القوات المسلحة في البلدين، وعمل على تعزيز قدرة الهند على مواجهة التحديات الأمنية في المنطقة.
مواقفه وآراؤه
عرف ديفيد سي. مولفورد بمواقفه الصريحة وآرائه الواضحة حول القضايا السياسية والاقتصادية. كان مؤيدًا قويًا للعلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة والهند، وكان يعتقد أن هذه العلاقة ضرورية لتحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة. كما كان مدافعًا عن التجارة الحرة والاستثمار الأجنبي، وكان يرى أنهما محركان أساسيان للنمو الاقتصادي.
خلال فترة ولايته كسفير في الهند، أثار مولفورد بعض الجدل بسبب تصريحاته العلنية حول القضايا السياسية الهندية. ومع ذلك، كان يُنظر إليه عمومًا على أنه دبلوماسي محنك يتمتع بفهم عميق للسياسة الهندية والثقافة الهندية.
الجوائز والتكريمات
حصل ديفيد سي. مولفورد على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لخدماته المتميزة في مجال السياسة الخارجية والاقتصاد الدولي. وقد حصل على وسام الاستحقاق من وزارة الخارجية الأمريكية، وهو أعلى وسام يمكن أن يحصل عليه دبلوماسي أمريكي. كما حصل على العديد من الجوائز الأخرى من منظمات حكومية وغير حكومية.
- وسام الاستحقاق من وزارة الخارجية الأمريكية
- زمالة فخرية من كلية سانت أنتوني، جامعة أكسفورد
الحياة الشخصية
ديفيد سي. مولفورد متزوج ولديه أطفال. يعيش حاليًا في لندن ويعمل كمستشار في مجال الاستثمار والسياسة الدولية.
إسهاماته وميراثه
يعتبر ديفيد سي. مولفورد شخصية بارزة في تاريخ العلاقات الأمريكية الهندية. لقد ساهم بشكل كبير في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ولعب دورًا حاسمًا في إبرام اتفاقية التعاون النووي المدني. كما عمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية بين الولايات المتحدة والهند. سيظل مولفورد يُذكر كمدافع قوي عن العلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة والهند، وكمساهم رئيسي في بناء مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا للمنطقة.
خاتمة
باختصار، ديفيد سي. مولفورد هو دبلوماسي أمريكي مخضرم ترك بصمة واضحة في العلاقات بين الولايات المتحدة والهند. من خلال خبرته الواسعة في السياسة الخارجية والاقتصاد الدولي، لعب دورًا حاسمًا في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتحقيق تقدم كبير في التعاون الاقتصادي والأمني. تظل إسهاماته وميراثه قيمة لا تقدر بثمن في تاريخ العلاقات الأمريكية الهندية.