نشأته وتعليمه
ولد أورييل بيرنباوم في فيينا لعائلة يهودية مثقفة. كان والده، يعقوب بيرنباوم، كاتبًا وفيلسوفًا صهيونيًا بارزًا. تلقى أورييل تعليمًا جيدًا في الفنون والأدب. درس في أكاديمية فيينا للفنون الجميلة، حيث تعلم الرسم والتصوير على يد أساتذة مشهورين. تأثر في بداية مسيرته الفنية بالتعبيرية الألمانية، وبأعمال فنانين مثل إميل نولده وإرنست لودفيغ كيرشنر.
مسيرته الفنية
بعد الانتهاء من دراسته، بدأ بيرنباوم مسيرته الفنية كرسام مستقل. سرعان ما اكتسب شهرة بفضل أعماله المميزة التي جمعت بين التعبيرية والتصويرية. تميزت لوحاته بألوانها الزاهية وخطوطها القوية، وغالبًا ما صورت شخصيات دينية وتاريخية ومشاهد من الحياة اليومية. بالإضافة إلى الرسم، عمل بيرنباوم أيضًا كرسام كاريكاتير، ونشر رسوماته في العديد من الصحف والمجلات النمساوية والألمانية. كانت رسوماته الكاريكاتورية تتميز بأسلوبها الساخر واللاذع، وكانت تنتقد الأوضاع السياسية والاجتماعية في عصره.
خلال الحرب العالمية الأولى، خدم بيرنباوم في الجيش النمساوي. بعد الحرب، عاد إلى فيينا وواصل مسيرته الفنية. في هذه الفترة، بدأ يركز بشكل أكبر على المواضيع الدينية والروحية. رسم العديد من اللوحات التي تصور مشاهد من الكتاب المقدس وقصصًا من التراث اليهودي. كما كتب العديد من القصائد والمقالات التي تعبر عن رؤيته الدينية والفلسفية.
الهجرة إلى هولندا
في عام 1933، مع صعود الحزب النازي إلى السلطة في ألمانيا، قرر بيرنباوم الهجرة إلى هولندا. كان يشعر بالقلق إزاء تصاعد معاداة السامية في أوروبا، وكان يخشى على سلامته وسلامة عائلته. استقر في مدينة آمرسفورت، حيث واصل مسيرته الفنية. في هولندا، تعرف بيرنباوم على العديد من الفنانين والمثقفين الهولنديين، وأقام معهم علاقات صداقة قوية. شارك في العديد من المعارض الفنية في هولندا وخارجها، وحظيت أعماله بتقدير كبير.
خلال الحرب العالمية الثانية، احتلت ألمانيا النازية هولندا. تعرض بيرنباوم وعائلته للاضطهاد من قبل النازيين بسبب أصولهم اليهودية. تم اعتقاله عدة مرات، لكنه تمكن في النهاية من الهروب والاختباء بمساعدة أصدقائه الهولنديين. بعد الحرب، عاد بيرنباوم إلى آمرسفورت وواصل مسيرته الفنية. في هذه الفترة، رسم العديد من اللوحات التي تعبر عن تجربته في الحرب والاضطهاد. كما كتب العديد من القصائد والمقالات التي تدعو إلى السلام والتسامح.
أعماله الفنية
تتميز أعمال أورييل بيرنباوم بتنوعها وغناها. رسم العديد من اللوحات الزيتية والمائية، بالإضافة إلى الرسومات الكاريكاتورية والرسوم التوضيحية. تتناول أعماله مواضيع متنوعة، بما في ذلك:
- المواضيع الدينية: رسم بيرنباوم العديد من اللوحات التي تصور مشاهد من الكتاب المقدس وقصصًا من التراث اليهودي. من بين أعماله الدينية الشهيرة لوحة “صلب المسيح” ولوحة “يهوديت وهولوفرنيس”.
- المواضيع التاريخية: رسم بيرنباوم العديد من اللوحات التي تصور شخصيات تاريخية وأحداثًا مهمة. من بين أعماله التاريخية الشهيرة لوحة “نابليون في روسيا” ولوحة “الثورة الفرنسية”.
- المواضيع الاجتماعية: رسم بيرنباوم العديد من اللوحات التي تصور مشاهد من الحياة اليومية وتنتقد الأوضاع الاجتماعية في عصره. من بين أعماله الاجتماعية الشهيرة لوحة “الفقر في فيينا” ولوحة “العمال المهاجرون”.
- البورتريهات: رسم بيرنباوم العديد من البورتريهات لشخصيات مشهورة وأصدقاء وعائلة. من بين بورتريهاته الشهيرة بورتريه والده يعقوب بيرنباوم وبورتريه زوجته روث بيرنباوم.
- الرسومات الكاريكاتورية: رسم بيرنباوم العديد من الرسومات الكاريكاتورية التي انتقدت الأوضاع السياسية والاجتماعية في عصره. نشر رسوماته في العديد من الصحف والمجلات النمساوية والألمانية.
أسلوبه الفني
يتميز أسلوب أورييل بيرنباوم الفني بالجمع بين التعبيرية والتصويرية. تأثر في بداية مسيرته الفنية بالتعبيرية الألمانية، وبأعمال فنانين مثل إميل نولده وإرنست لودفيغ كيرشنر. تميزت لوحاته بألوانها الزاهية وخطوطها القوية، وتعبر عن المشاعر والأحاسيس بشكل قوي ومباشر. في وقت لاحق، بدأ بيرنباوم يركز بشكل أكبر على التصويرية، وأصبح أسلوبه أكثر واقعية وتفصيلاً. استخدم تقنيات الرسم التقليدية، واهتم بتصوير التفاصيل الدقيقة للأشياء والأشخاص. جمع بيرنباوم بين التعبيرية والتصويرية لخلق أسلوب فني فريد ومميز.
تراثه وإرثه
توفي أورييل بيرنباوم في 9 ديسمبر 1956 في آمرسفورت، هولندا. ترك وراءه إرثًا فنيًا غنيًا ومتنوعًا. تعتبر أعماله من أهم الأعمال الفنية في القرن العشرين. تعرض أعماله في العديد من المتاحف والمعارض الفنية في جميع أنحاء العالم. يتم الاحتفال به كفنان موهوب ومبدع، وكشخصية مهمة في تاريخ الفن النمساوي والهولندي.
لا تزال أعمال أورييل بيرنباوم تلهم الفنانين والمثقفين حتى اليوم. تعبر أعماله عن رؤية عميقة للإنسان والعالم، وتدعو إلى السلام والتسامح والعدالة الاجتماعية. يتم الاحتفال به كفنان وإنسان عظيم.
خاتمة
كان أورييل بيرنباوم فنانًا متعدد المواهب، رسامًا ورسام كاريكاتير وشاعرًا. تميز أسلوبه الفني بالجمع بين التعبيرية والتصويرية، وغالبًا ما تناول مواضيع دينية وروحية وإنسانية. ترك بيرنباوم إرثًا فنيًا غنيًا ومتنوعًا، ولا تزال أعماله تلهم الفنانين والمثقفين حتى اليوم.