مقدمة
ماتيو كيا ين-وين (بالصينية التقليدية: 賈彥文; بالصينية المبسطة: 贾彦文; بنظام بينيين: Jiǎ Yànwén; 17 يناير 1925 – 22 أغسطس 2017) كان أسقفًا لهوالين وتشيياي، ورئيس أساقفة تايبيه، والمدير الرسولي لجزر كينمن وماتسو. لعب دورًا هامًا في الكنيسة الكاثوليكية في تايوان، وكان شخصية مؤثرة في تعزيز الحوار بين الأديان.
حياته المبكرة وتعليمه
ولد ماتيو كيا ين-وين في مقاطعة خبي بالصين في عام 1925. انضم إلى معهد اللاهوت في بكين بعد فترة وجيزة من بلوغه سن الرشد. بعد ذلك، سافر إلى الفلبين لإكمال دراساته اللاهوتية والفلسفية في جامعة سانتو توماس في مانيلا. حصل على درجة الدكتوراه في اللاهوت، مما يدل على تفانيه العميق في دراسة العقيدة الكاثوليكية.
الخدمة الكهنوتية
تم رسامة كيا كاهنًا في 15 أغسطس 1951، ليبدأ مسيرة طويلة ومثمرة في خدمة الكنيسة. بعد رسامته، عاد إلى تايوان، حيث شغل مناصب مختلفة في الأبرشيات المحلية. عمل كأستاذ في معهد اللاهوت، حيث قام بتدريس الأجيال القادمة من الكهنة. كما شغل منصب مدير كاريتاس تايوان، وهي منظمة خيرية كاثوليكية تساعد المحتاجين.
أسقف هوالين
في 21 مايو 1970، تم تعيين الأب كيا أسقفًا لهوالين. تم رسامته أسقفًا في 16 يوليو 1970. خلال فترة ولايته كأسقف لهوالين، عمل بجد لتحسين حياة شعب الأبرشية. قام ببناء الكنائس والمدارس والمستشفيات. كما عمل على تعزيز التعليم المسيحي والعدالة الاجتماعية.
- بناء الكنائس والمدارس: سعى الأسقف كيا جاهدًا لتوفير أماكن للعبادة والتعليم، مدركًا لأهمية هذه المؤسسات في بناء مجتمع قوي ومتدين.
- تعزيز التعليم المسيحي: أولى اهتمامًا خاصًا بتعليم العقيدة الكاثوليكية، وخاصة بين الشباب، لضمان استمرار الإيمان.
- العدالة الاجتماعية: دافع عن حقوق الفقراء والمهمشين، وعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية في الأبرشية.
أسقف تشيايي
في 14 ديسمبر 1974، تم نقل الأسقف كيا إلى أبرشية تشيايي، حيث استمر في خدمة المؤمنين بتفانٍ. واصل عمله في بناء الكنائس والمدارس، وقام بتوسيع نطاق الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الأبرشية.
رئيس أساقفة تايبيه
في 1 يوليو 1989، تم تعيين الأسقف كيا رئيسًا لأساقفة تايبيه، وهي أبرشية رئيسية في تايوان. شغل هذا المنصب حتى تقاعده في 24 يناير 2004. خلال فترة ولايته كرئيس أساقفة، لعب دورًا قياديًا في الكنيسة الكاثوليكية في تايوان. عمل على تعزيز الوحدة بين الكاثوليك، ودعا إلى الحوار بين الأديان، ودافع عن حقوق الإنسان. كان معروفًا بحكمته وحسن قيادته.
- تعزيز الوحدة الكاثوليكية: سعى إلى توحيد جهود الكاثوليك في تايوان، لتعزيز تأثير الكنيسة في المجتمع.
- الحوار بين الأديان: دعا إلى التفاهم والاحترام المتبادل بين مختلف الأديان، معتقدًا أن الحوار يمكن أن يؤدي إلى السلام والوئام.
- الدفاع عن حقوق الإنسان: كان مدافعًا قويًا عن حقوق الإنسان، وخاصة حقوق الفقراء والمهمشين.
المدير الرسولي لجزر كينمن وماتسو
بالإضافة إلى مهامه كرئيس أساقفة تايبيه، شغل كيا أيضًا منصب المدير الرسولي لجزر كينمن وماتسو، وهما مجموعتان من الجزر تقعان قبالة ساحل الصين القارية. كان مسؤولاً عن رعاية الكاثوليك في هذه الجزر، وعمل على توفير الخدمات الرعوية والاجتماعية لهم.
الحوار بين الأديان
كان كيا مؤيدًا قويًا للحوار بين الأديان. اعتقد أن الحوار يمكن أن يساعد في تعزيز السلام والتفاهم بين مختلف الأديان. شارك في العديد من المبادرات للحوار بين الأديان، وعمل على بناء علاقات مع قادة الأديان الأخرى. كان عضوًا في العديد من المنظمات التي تعنى بالحوار بين الأديان، وحصل على العديد من الجوائز لعمله في هذا المجال.
إرثه
ترك ماتيو كيا ين-وين إرثًا دائمًا في الكنيسة الكاثوليكية في تايوان. كان قائدًا حكيمًا ومحبًا، وخدم شعبه بتفانٍ وإخلاص. سيتم تذكره لعمله في تعزيز الوحدة بين الكاثوليك، والدعوة إلى الحوار بين الأديان، والدفاع عن حقوق الإنسان. كان شخصية مؤثرة في المجتمع التايواني، ومساهماته ستظل ملهمة للأجيال القادمة.
وفاته
توفي ماتيو كيا ين-وين في 22 أغسطس 2017، عن عمر يناهز 92 عامًا. ترك وراءه إرثًا غنيًا من الخدمة والتفاني. تم تذكره كقائد روحي عظيم وصديق للجميع.
أبرز الإنجازات
- أسقف هوالين (1970-1974)
- أسقف تشيايي (1974-1989)
- رئيس أساقفة تايبيه (1989-2004)
- المدير الرسولي لجزر كينمن وماتسو
- داعم قوي للحوار بين الأديان
الجوائز والتكريمات
حصل ماتيو كيا ين-وين على العديد من الجوائز والتكريمات لخدمته للكنيسة والمجتمع، بما في ذلك:
- وسام الاستحقاق من الحكومة التايوانية
- جائزة السلام من منظمة الحوار بين الأديان
- الدكتوراه الفخرية من جامعة فو جين الكاثوليكية
خاتمة
كان ماتيو كيا ين-وين شخصية بارزة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية في تايوان. من خلال خدمته كأسقف، ورئيس أساقفة، ومدافع عن الحوار بين الأديان، ترك بصمة لا تمحى على المجتمع التايواني والعالم. سيظل إرثه يلهم الأجيال القادمة من القادة الروحيين والعاملين من أجل السلام والعدالة.