<![CDATA[
مقدمة
ويليام دونالد بوردرز (9 أكتوبر 1913 – 19 أبريل 2010) كان أسقفًا أمريكيًا في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. شغل منصب رئيس أساقفة بالتيمور الثالث عشر، وهي أبرشية رئيسية في الولايات المتحدة.
نشأته وتعليمه
ولد ويليام دونالد بوردرز في واشنطن، إنديانا، وهو ابن جوزيف والاس بوردرز وزوجته ماري بيرديتا (ني هيتون). بعد تخرجه من مدرسة القديس سيمون الابتدائية في واشنطن، درس بوردرز في كلية القديس مينراد في سانت مينراد، إنديانا. ثم واصل دراسته في جامعة نوتردام في نوتردام، إنديانا، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الفلسفة. بدأ بوردرز دراساته اللاهوتية في معهد جبل القديسة ماري في إيميتسبيرج، ماريلاند، قبل أن يتم إرساله إلى روما لمواصلة دراسته في الكلية البابوية الأمريكية الشمالية. خلال فترة وجوده في روما، حصل على درجة الدكتوراه في اللاهوت المقدس من الجامعة الحبرية الأوربانية.
الكهنوت
رُسم ويليام دونالد بوردرز كاهنًا في 18 مايو 1940، في روما. بعد عودته إلى الولايات المتحدة، عُين بوردرز أستاذًا للاهوت في كلية سيدة النصر في إنديانابوليس. كما شغل منصب أمين سر الأبرشية ورئيس جمعية الكهنة. في عام 1945، أصبح بوردرز مديرًا لمجلس الشؤون الكاثوليكية في إنديانابوليس، وهو المنصب الذي شغله لمدة 11 عامًا. خلال فترة وجوده في المجلس، عمل بوردرز على تحسين العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والمجتمع المدني.
الخدمة الأسقفية
في 5 يوليو 1968، عُين ويليام دونالد بوردرز أسقفًا لأورلاندو من قبل البابا بولس السادس. تلقى تكريسه الأسقفي في 14 يونيو من الكاردينال جون ديغاردين، بمشاركة الأسقف بول ليبولد هاجارتي والأسقف فرانسيس فريدريك ريه. خلال فترة وجوده في أورلاندو، كان بوردرز معروفًا بالتزامه بالعدالة الاجتماعية ودفاعه عن حقوق العمال والمهمشين. كما لعب دورًا فعالًا في تعزيز التعليم الكاثوليكي وتوسيع نطاق الخدمات الصحية الكاثوليكية في المنطقة.
في 25 مارس 1974، عُين بوردرز رئيسًا لأساقفة بالتيمور. تم تنصيبه رسميًا في 14 مايو 1974. كرئيس أساقفة، قاد بوردرز الأبرشية خلال فترة من التغيير والتحدي. عمل على تعزيز الوحدة بين مختلف الجماعات العرقية والإثنية في الأبرشية، ودعم برامج التعليم الكاثوليكي، ودافع عن حقوق الفقراء والمحتاجين. خلال فترة ولايته، أشرف على ترميم كاتدرائية بالتيمور التاريخية.
مواقفه وآراؤه
كان ويليام دونالد بوردرز يعتبر أسقفًا تقدميًا، وكان معروفًا بدعمه للعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان. كان مؤيدًا قويًا لحركة الحقوق المدنية، وعمل على تحسين العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والجماعات الأخرى. كان بوردرز أيضًا مدافعًا عن حقوق العمال، ودعا إلى زيادة الحد الأدنى للأجور وتحسين ظروف العمل. لقد كان صريحًا في معارضته للحرب النووية ودعا إلى السلام والنزع العالمي للسلاح.
فيما يتعلق بقضايا الكنيسة الداخلية، كان بوردرز يعتبر معتدلًا. كان يؤمن بأهمية الحفاظ على التقاليد الكاثوليكية، لكنه كان أيضًا منفتحًا على التغيير والتحديث. كان بوردرز مدافعًا عن دور أكبر للمرأة في الكنيسة، ودعم السماح للنساء بالخدمة كشمامسة. كما دعا إلى حوار أكبر بين الكاثوليك وغير الكاثوليك.
التقاعد والوفاة
تقاعد ويليام دونالد بوردرز كرئيس لأساقفة بالتيمور في 23 مايو 1989، عن عمر يناهز 75 عامًا، وخلفه رئيس الأساقفة ويليام هنري كيلر. بعد تقاعده، واصل بوردرز العيش في بالتيمور، حيث ظل نشطًا في الشؤون الكاثوليكية. توفي في 19 أبريل 2010، في بالتيمور عن عمر يناهز 96 عامًا. تم دفنه في سرداب الكاتدرائية في بالتيمور.
إنجازاته وإرثه
ترك ويليام دونالد بوردرز إرثًا دائمًا كرجل دين ملتزم بالعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان. خلال فترة ولايته كأسقف ورئيس أساقفة، عمل بوردرز بلا كلل لتحسين حياة الآخرين والدفاع عن حقوق المهمشين. لقد كان قائدًا محبوبًا ومحترمًا داخل الكنيسة الكاثوليكية وخارجها. تتضمن بعض إنجازاته البارزة ما يلي:
- تعزيز العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.
- تحسين العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والمجتمع المدني.
- دعم التعليم الكاثوليكي.
- توسيع نطاق الخدمات الصحية الكاثوليكية.
- تعزيز الوحدة بين مختلف الجماعات العرقية والإثنية.
- ترميم كاتدرائية بالتيمور التاريخية.
الأوسمة والجوائز
حصل ويليام دونالد بوردرز على العديد من الأوسمة والجوائز خلال حياته، بما في ذلك:
- دكتوراه فخرية في القانون من جامعة نوتردام.
- جائزة الإنجاز مدى الحياة من الرابطة الوطنية للتعليم الكاثوليكي.
- وسام ميريلاند للخدمة المتميزة.
خلافته
خلف ويليام دونالد بوردرز في منصب رئيس أساقفة بالتيمور ويليام هنري كيلر. واصل كيلر العمل الذي بدأه بوردرز، وقاد الأبرشية خلال فترة من النمو والتغيير.
تأثيره على الكنيسة الكاثوليكية
كان لويليام دونالد بوردرز تأثير كبير على الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة. لقد كان قائدًا تقدميًا عمل على تعزيز العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان. كان بوردرز أيضًا مدافعًا عن دور أكبر للمرأة في الكنيسة ودعا إلى حوار أكبر بين الكاثوليك وغير الكاثوليك. سيظل إرثه يلهم الأجيال القادمة من الكاثوليك.
خاتمة
كان ويليام دونالد بوردرز شخصية بارزة في الكنيسة الكاثوليكية الأمريكية. خدم بإخلاص وتفانٍ، وكان له تأثير عميق على المجتمع. سيظل اسمه محفورًا في الذاكرة كقائد ملتزم بالعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، وكرجل سعى دائمًا إلى خدمة الآخرين.