ملامح عامة
بشكل عام، كانت الملابس في هذه الفترة فضفاضة، تعتمد على القصات البسيطة. كان الرجال يرتدون قمصانًا طويلة وسراويل واسعة، بينما كانت النساء يرتدين فساتين طويلة. كانت الأقمشة المستخدمة متنوعة، تشمل الكتان والصوف والحرير، وكانت الأقمشة باهظة الثمن مخصصة للأثرياء. استخدمت الألوان الطبيعية بشكل شائع، مع تفضيل الألوان الزاهية مثل الأحمر والأزرق والأخضر. بدأ استخدام الزخارف والتطريز يزداد شيوعًا، خاصة في ملابس النبلاء.
ملابس الرجال
كانت ملابس الرجال تتكون من عدة طبقات. الطبقة الداخلية كانت تتكون من قميص طويل مصنوع من الكتان، يصل إلى الركبتين أو الكاحلين. فوق القميص، كان الرجال يرتدون سروالًا فضفاضًا، غالبًا ما يكون مصنوعًا من الصوف. كان السروال يربط عند الخصر باستخدام حزام أو رباط. فوق القميص والسروال، كانوا يرتدون العباءة، وهي قطعة قماش طويلة مستطيلة الشكل يتم لفها حول الجسم أو تثبيتها على الكتف. كما ارتدى الرجال معطفًا، وهو قطعة خارجية أطول وأكثر سمكًا لحماية الجسم من البرد.
من الإكسسوارات الشائعة لدى الرجال في هذه الفترة:
- الأحزمة الجلدية
- الأحذية الجلدية ذات الرقبة القصيرة
- القبعات بأنواعها المختلفة، مثل القبعات ذات الحواف العريضة أو القبعات الضيقة
بدأت تظهر في هذه الفترة “الكورتيل” أو “الجركن”، وهو نوع من السترات الضيقة التي تصل إلى الخصر أو الركبتين، وعادة ما تكون مصنوعة من الجلد أو القماش السميك. كان الكورتيل يتميز بأكمام ضيقة وأحيانًا كان مبطّنًا لتوفير الحماية والدفء.
ملابس النساء
كانت ملابس النساء أكثر تعقيدًا من ملابس الرجال. الطبقة الداخلية كانت تتكون من ثوب داخلي مصنوع من الكتان، مشابه للقميص الرجالي ولكنه أطول. فوق الثوب الداخلي، كانت النساء يرتدين الفستان الرئيسي، والذي كان عادةً طويلاً وفضفاضًا. كان الفستان غالبًا ما يكون مصنوعًا من الصوف أو الحرير، ويتسع تدريجيًا من الكتفين إلى الأسفل. كانت الأكمام طويلة وضيقة عند الرسغين.
كانت النساء يرتدين العباءات، وهي مشابهة للعباءات الرجالية، ولكنها غالبًا ما كانت أكثر زخرفة. من الإكسسوارات الشائعة لدى النساء:
- الأوشحة، التي كانت تستخدم لتغطية الرأس والرقبة
- الحُلي والمجوهرات، مثل القلائد والأساور والخواتم
- الأحذية الجلدية
مع نهاية القرن الثاني عشر، بدأت تظهر بعض التغييرات في تصميم الفساتين النسائية. أصبحت الفساتين أكثر تحديدًا لشكل الجسم، مع إضافة درزات أو أربطة في منطقة الخصر لإبراز القوام. كما أصبحت الأكمام أكثر اتساعًا، خاصة في منطقة المعصم.
الأقمشة والألوان والزخارف
كانت الأقمشة المستخدمة في هذه الفترة تعتمد على الطبقة الاجتماعية. استخدم الكتان بشكل شائع للملابس الداخلية، نظرًا لأنه مريح وسهل الغسل. استخدم الصوف على نطاق واسع للملابس الخارجية، لأنه دافئ ومتين. استخدم الحرير للأثرياء، لأنه كان باهظ الثمن ويستورد من الشرق. بدأت صناعة النسيج في أوروبا في التطور، مع ظهور تقنيات جديدة لإنتاج الأقمشة عالية الجودة.
كانت الألوان الطبيعية هي السائدة. تم الحصول على الألوان من الأصباغ النباتية والحيوانية. كانت الألوان الزاهية، مثل الأحمر والأزرق والأخضر، مفضلة. استخدمت الألوان الداكنة، مثل البني والرمادي، للملابس العملية. بدأ استخدام الزخارف والتطريز في الازدياد. كانت الزخارف غالبًا ما تتضمن الأشكال الهندسية والزهور والطيور والحيوانات. استخدمت الزخارف لتزيين الحواف والأكمام والياقات.
الأزياء الملكية والنبلاء
كانت ملابس الملك والنبلاء أكثر فخامة وتعقيدًا من ملابس عامة الناس. استخدمت الأقمشة الفاخرة، مثل الحرير والمخمل، في صناعة ملابسهم. زينت الملابس بالمجوهرات والأحجار الكريمة. كانت العباءات الملكية غالبًا ما تكون طويلة وواسعة، ومصنوعة من أقمشة ثمينة، ومزينة بالتطريز المعقد والشعارات النبالية. كانت ملابسهم تعكس ثرواتهم ومكانتهم الاجتماعية.
الأزياء الدينية
كانت الملابس الدينية متميزة عن غيرها. كان رجال الدين يرتدون ملابس طويلة وفضفاضة، مثل القمصان والأردية. كانت الألوان المستخدمة في الملابس الدينية تعتمد على المناسبة. استخدمت الألوان الداكنة، مثل الأسود والأزرق الداكن، للمناسبات الرسمية. استخدمت الألوان الفاتحة، مثل الأبيض والأصفر، للمناسبات الاحتفالية. ارتدى الرهبان والراهبات ملابس بسيطة وعملية، غالبًا ما تكون مصنوعة من الصوف.
تأثيرات خارجية
تأثرت الأزياء الأوروبية في القرن الثاني عشر بالعلاقات التجارية والثقافية مع الشرق. جلبت الحملات الصليبية تأثيرات جديدة على الموضة، مثل استخدام الأقمشة الشرقية والزخارف. كما تأثرت الأزياء بالفن المعماري والنحت في تلك الفترة، مما انعكس في تفاصيل الملابس والزخارف.
الخياطة والتقنيات
شهدت هذه الفترة تطورات في تقنيات الخياطة. استخدمت الإبر والخيوط لخياطة الملابس. استخدمت التقنيات الأساسية، مثل الغرزة البسيطة وغرزة الحاشية. بدأ استخدام القصات المنحنية في تصميم الملابس، مما ساعد على تحسين ملاءمتها وشكلها. تطورت تقنيات التطريز، مما سمح بإنشاء زخارف أكثر تعقيدًا وتفصيلاً.
خاتمة
في الختام، كانت الأزياء الأوروبية في الفترة من 1100 إلى 1200 بسيطة في تصميمها، ولكنها شهدت تطورات مهمة في صناعة النسيج وتقنيات الخياطة. عكست الأزياء التمايز الطبقي والاجتماعي، وكانت تعتمد على الأقمشة والألوان الطبيعية. تأثرت الأزياء بالعلاقات التجارية والثقافية مع الشرق، وشهدت تطورات في مجال الزخرفة والتصميم. أصبحت الملابس أكثر تحديدًا لشكل الجسم مع نهاية هذه الفترة، مما يمهد الطريق للتغييرات الكبيرة التي ستأتي في القرون التالية.