الوصف والمظهر
يتميز النقار الذهبي الشائع بحجمه الذي يتراوح بين 28 و 30 سم. يتميز الذكور والإناث بتباينات طفيفة في المظهر. بشكل عام، يتمتع هذا الطائر بريش ذهبي على ظهره وأجنحته، مما يعطيه اسمه الشائع. يمتلك الذكور بقعة حمراء على الرأس، بينما تقتصر هذه البقعة على مؤخرة العنق لدى الإناث. يمتلك كلا الجنسين وجهًا أبيض مع خط أسود يمتد من المنقار إلى مؤخرة الرأس. الصدر أبيض أو كريمي مع خطوط سوداء أو بقع. يتميز بمنقاره القوي والمدبب الذي يستخدمه لحفر الأشجار والبحث عن الطعام. قدميه قصيرتان نسبيًا، مع ثلاث أصابع موجهة للأمام وواحدة للخلف، مما يساعده على التسلق والتمسك بالأشجار.
التوزيع والموطن
يتواجد النقار الذهبي الشائع في مناطق واسعة من جنوب شرق آسيا، بما في ذلك الهند، جنوب الصين، بورما، تايلاند، ماليزيا، إندونيسيا، والفلبين. يفضل هذا الطائر العيش في الغابات المتنوعة، بما في ذلك الغابات المطيرة والغابات المتساقطة الأوراق. يمكن العثور عليه أيضًا في الحدائق والمتنزهات والمناطق الزراعية ذات الأشجار الكبيرة. إنه طائر مقيم بشكل عام، على الرغم من أنه قد يقوم ببعض التحركات الموسمية القصيرة بحثًا عن الطعام أو الموائل المناسبة.
السلوك والتغذية
النقار الذهبي الشائع هو طائر نشط ونادراً ما يظل صامتاً. غالبًا ما يُرى وهو يطير من شجرة إلى أخرى، أو يضرب على الأشجار بحثًا عن الطعام. يتغذى بشكل أساسي على الحشرات واليرقات التي يجدها في لحاء الأشجار أو داخلها. كما أنه يتناول الفاكهة والبذور والعصارة في بعض الأحيان. يستخدم منقاره القوي لحفر الأشجار بحثًا عن الطعام، ويستخدم لسانه الطويل واللزج لاستخلاص الحشرات من الشقوق والفتحات. يتواصل النقار الذهبي الشائع مع الطيور الأخرى من خلال مجموعة متنوعة من الأصوات، بما في ذلك الصرخات والنقرات.
التكاثر
يبني النقار الذهبي الشائع عشًا في تجويف في شجرة، وعادة ما يكون التجويف من صنعه هو نفسه عن طريق النقر على الخشب بمنقاره. تضع الأنثى ما بين 2 إلى 4 بيضات بيضاء، وتشارك كلا الوالدين في حضانة البيض ورعاية الصغار. تستغرق فترة الحضانة حوالي 14-16 يومًا. يفقس الصغار عميانًا وعاجزين، ويعتمدون على والديهم في الحصول على الطعام والرعاية. يغادر الصغار العش بعد حوالي 24-28 يومًا.
حالة الحفظ
يعتبر النقار الذهبي الشائع طائرًا شائعًا نسبيًا، ولا يواجه حاليًا تهديدات كبيرة بالانقراض. ومع ذلك، فإن فقدان الموائل وتدهورها بسبب إزالة الغابات والزراعة المكثفة يشكلان تهديدًا محتملاً على المدى الطويل. يتمتع هذا الطائر بقدرة على التكيف مع مجموعة متنوعة من البيئات، مما يساعد على الحفاظ على أعداده مستقرة. يتمتع النقار الذهبي الشائع بحماية قانونية في بعض المناطق، ويتم اتخاذ تدابير للحفاظ على موائله.
أهمية النقار الذهبي الشائع في النظام البيئي
يلعب النقار الذهبي الشائع دورًا مهمًا في النظام البيئي. من خلال حفر الأشجار، فإنه يساعد على التحكم في أعداد الحشرات الضارة. كما أنه يساهم في نشر البذور، حيث قد ينقل البذور عن طريق الخطأ أثناء البحث عن الطعام. بالإضافة إلى ذلك، توفر تجاويف الأشجار التي يحفرها أعشاشًا لأنواع أخرى من الطيور والثدييات. يعتبر النقار الذهبي الشائع مؤشرًا على صحة الغابات، حيث أن وجوده يشير إلى وجود موائل مناسبة وغذاء وفير.
السلوك والتواصل
النقار الذهبي الشائع طائر اجتماعي نسبيًا، وغالبًا ما يُرى في أزواج أو مجموعات صغيرة. يتواصل مع الطيور الأخرى من خلال مجموعة متنوعة من الأصوات، بما في ذلك النداءات القصيرة والمتكررة والنقرات. يستخدم الذكور والإناث أيضًا سلوكيات بصرية للتواصل، مثل عرض الريش أثناء موسم التكاثر. غالبًا ما يمكن سماع النقار الذهبي الشائع وهو يقرع على الأشجار، وهي علامة على تحديد المنطقة أو لجذب الأزواج. هذا الطائر نشط بشكل خاص في الصباح الباكر وفي وقت متأخر بعد الظهر.
التكيفات
النقار الذهبي الشائع لديه عدد من التكيفات التي تساعده على البقاء على قيد الحياة في بيئته. منقاره القوي هو أداة فعالة للحفر في الأشجار. لسانه الطويل واللزج مثالي لاستخراج الحشرات من الشقوق. تساعد أقدامه القوية وأصابعه على التمسك بالأشجار أثناء التسلق والنقر. يساعد ريشه الذهبي على التمويه في الغابات، مما يجعله أقل عرضة للافتراس. عيونه محمية بغشاء شفاف يحميها من الحطام المتطاير أثناء الحفر.
خاتمة
النقار الذهبي الشائع هو طائر جذاب ومهم في النظام البيئي، يتميز بريشه الذهبي وأسلوب حياته الفريد. يلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة الغابات من خلال التحكم في أعداد الحشرات وتوفير الموائل لأنواع أخرى. على الرغم من أنه لا يواجه حاليًا تهديدات كبيرة بالانقراض، إلا أن الحفاظ على موائله أمر بالغ الأهمية لضمان بقائه على المدى الطويل.