الوصف والمظهر
نقار الخشب ذو الظهر البني هو طائر متوسط الحجم، يبلغ طوله حوالي 17-19 سم. يتميز بريشه ذي اللون البني بشكل أساسي على ظهره وأجنحته، مما يوفر له تمويهًا فعالًا في بيئته الطبيعية. يتدرج لون الريش على الظهر من البني الداكن إلى البني الفاتح، مع وجود بقع أو خطوط خفيفة. أما من ناحية البطن، فإن لون الريش يكون أفتح، وعادة ما يكون أبيض مصفر أو رمادي فاتح. يتميز الرأس بلون رمادي أو بني فاتح، مع وجود خطوط أو بقع سوداء. يمتلك الذكر بقعة حمراء على مؤخرة الرأس، بينما يفتقر إليها الأنثى.
المنقار قوي ومستقيم، وهو مثالي للحفر في الخشب والبحث عن الطعام. اللون العام للمنقار رمادي أو أسود. الأرجل قصيرة وقوية، ولونها رمادي. تساعد هذه الأرجل الطائر على التسلق والتشبث بالأشجار. العيون صغيرة ولونها بني غامق.
النطاق والتوزيع الجغرافي
ينتشر نقار الخشب ذو الظهر البني في نطاق واسع عبر أفريقيا، ويشمل المناطق شبه القاحلة والسافانا والأراضي العشبية المفتوحة. يمتد نطاقه من غرب أفريقيا إلى شرقها، مرورًا بشمال أفريقيا. تشمل الدول التي يتواجد فيها هذا النوع: السنغال، غامبيا، مالي، بوركينا فاسو، النيجر، نيجيريا، الكاميرون، تشاد، السودان، إريتريا، إثيوبيا، الصومال، أوغندا، كينيا، تنزانيا، وزامبيا. بالإضافة إلى ذلك، يتواجد في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية، وبالتحديد في اليمن.
يعيش نقار الخشب ذو الظهر البني في مجموعة متنوعة من البيئات، بما في ذلك:
- الأراضي العشبية المفتوحة
- السافانا
- المناطق شبه القاحلة
- المناطق المشجرة الخفيفة
- الحدائق والمتنزهات في بعض الأحيان
السلوك والتغذية
نقار الخشب ذو الظهر البني هو طائر نشط بشكل عام، وغالبًا ما يمكن رؤيته وهو يبحث عن الطعام على الأشجار. يقضي معظم وقته في البحث عن الحشرات واليرقات داخل الخشب. يستخدم منقاره القوي للحفر في الخشب، واستخراج الحشرات. كما أنه يستخدم لسانه الطويل واللزج لالتقاط الحشرات من الشقوق والفتحات. بالإضافة إلى الحشرات، يتغذى هذا النوع من نقار الخشب على البذور والفواكه في بعض الأحيان.
يعتبر نقار الخشب ذو الظهر البني طائرًا انفراديًا في الغالب، على الرغم من أنه قد يتواجد في أزواج خلال موسم التكاثر. يشتهر هذا النوع بقدرته على قرع الخشب بسرعة، وهي عملية تستخدم للتواصل ولإيجاد الطعام. يصدر الطائر أصواتًا مميزة أثناء القرع، والتي يمكن أن تساعد في تحديد مكانه.
التكاثر: يبني نقار الخشب ذو الظهر البني عشًا في تجويف في شجرة، وعادة ما يقوم بحفره بنفسه. تضع الأنثى عادة 3-5 بيضات بيضاء، ويقوم كلا الوالدين باحتضان البيض ورعاية الصغار. تستغرق فترة الحضانة حوالي 12-14 يومًا. يبقى الصغار في العش لمدة 20-24 يومًا قبل أن يغادروا.
الحالة والحفظ
يعتبر نقار الخشب ذو الظهر البني من الأنواع الشائعة نسبيًا، ولا يواجه تهديدات كبيرة على مستوى العالم. ومع ذلك، فإن فقدان الموائل وتدهورها بسبب إزالة الغابات والزراعة المكثفة قد يؤثر سلبًا على أعداد هذا الطائر في بعض المناطق. تعتبر جهود الحفظ ضرورية للحفاظ على بيئاته الطبيعية، وضمان بقاء هذا النوع من نقار الخشب على المدى الطويل.
التكيفات
تمتلك نقارات الخشب، بما في ذلك نقار الخشب ذو الظهر البني، العديد من التكيفات التي تساعدها على البقاء على قيد الحياة في بيئتها. وتشمل هذه التكيفات:
- المنقار القوي: يستخدم للحفر في الخشب والبحث عن الطعام.
- اللسان الطويل واللزج: يساعد في التقاط الحشرات من الشقوق والفتحات.
- الأرجل القوية: تساعد على التسلق والتشبث بالأشجار.
- الريش المتين: يوفر الحماية من الصدمات أثناء القرع على الخشب.
- الجمجمة القوية: تساعد على امتصاص الصدمات أثناء القرع على الخشب.
أهمية نقار الخشب ذو الظهر البني في النظام البيئي
يلعب نقار الخشب ذو الظهر البني دورًا مهمًا في النظام البيئي. فهو يساعد في التحكم في أعداد الحشرات، وبالتالي يساهم في الحفاظ على صحة الأشجار. كما أن الثقوب التي يحفرها في الأشجار يمكن أن توفر مأوى لأنواع أخرى من الطيور والحيوانات. بالإضافة إلى ذلك، تساعد أنشطة القرع التي يقوم بها في نشر البذور، مما يساهم في تجديد الغابات والمناطق المشجرة.
التحديات والمخاطر
على الرغم من أن نقار الخشب ذو الظهر البني لا يواجه تهديدات كبيرة على مستوى العالم، إلا أنه يواجه بعض التحديات والمخاطر في بعض المناطق. وتشمل هذه التحديات:
- فقدان الموائل: إزالة الغابات والزراعة المكثفة يمكن أن تقلل من المساحات المتاحة لهذا الطائر.
- تدهور الموائل: التلوث وتغير المناخ يمكن أن يؤثرا على صحة الأشجار، وبالتالي على قدرة نقار الخشب على الحصول على الطعام والمأوى.
- المنافسة: قد يواجه نقار الخشب ذو الظهر البني منافسة من أنواع أخرى من نقار الخشب على الموارد.
خاتمة
نقار الخشب ذو الظهر البني هو طائر جذاب ومهم، يلعب دورًا حيويًا في النظم البيئية التي يعيش فيها. من خلال فهم سلوكه وموئله، يمكننا اتخاذ خطوات لحماية هذا النوع والحفاظ عليه للأجيال القادمة. إن جهود الحفظ، بما في ذلك حماية الموائل والتوعية بأهمية هذا الطائر، ضرورية لضمان بقائه على المدى الطويل. يمكننا من خلال هذه الجهود، ضمان استمرار هذا الطائر في تزيين المناظر الطبيعية الأفريقية واليمنية، والمساهمة في التوازن البيئي.