التوزيع الجغرافي والبيئة
كما ذكرنا، العصفور أبيض العين نحيل المنقار متوطن في جزيرة نورفولك، وهي جزيرة بركانية تبلغ مساحتها حوالي 35 كيلومترًا مربعًا. تقع الجزيرة في المحيط الهادئ، على بعد حوالي 1400 كيلومتر شرق أستراليا و 1000 كيلومتر غرب نيوزيلندا. تعتبر الجزيرة موطنًا لعدد كبير من النباتات والحيوانات الفريدة، بما في ذلك العديد من أنواع الطيور المتوطنة. يعيش هذا الطائر بشكل أساسي في الغابات والأراضي العشبية في الجزيرة. يفضل العيش في المناطق ذات الغطاء النباتي الكثيف، حيث يمكنه العثور على الغذاء والمأوى.
تتميز بيئة جزيرة نورفولك بمناخها المعتدل والرطب على مدار العام. يساهم هذا المناخ في نمو الغابات المطيرة الكثيفة، والتي تعد موطنًا مثاليًا للعديد من أنواع الطيور. تلعب الغابات دورًا حيويًا في توفير الغذاء والمأوى للعصفور أبيض العين نحيل المنقار، بالإضافة إلى توفير بيئة آمنة للتكاثر.
الوصف والمظهر
يتميز العصفور أبيض العين نحيل المنقار بمظهره المميز. يبلغ طول هذا الطائر حوالي 11 سم، ويتميز بريشه الزيتوني الأخضر على الظهر والجناحين والذيل. أما الجزء السفلي من الجسم، فيكون عادة أبيضًا أو مصفرًا باهتًا. يتميز الطائر بحلقة بيضاء واضحة حول العين، وهي السمة المميزة التي تطلق عليها اسم “أبيض العين”.
أهم ما يميز هذا الطائر هو منقاره النحيل والطويل، والذي يستخدمه لاستخراج الحشرات والرحيق من الزهور. يعتبر المنقار أداة أساسية لبقاء هذا الطائر، حيث يعتمد عليه في الحصول على الغذاء. لون المنقار أسود، بينما تكون الأرجل رمادية داكنة. يمتلك الذكر والأنثى نفس المظهر، مما يجعل من الصعب التمييز بينهما بالعين المجردة.
السلوك والتغذية
العصفور أبيض العين نحيل المنقار هو طائر نشط وحركي، وغالبًا ما يُرى وهو يتنقل بين الأشجار والشجيرات بحثًا عن الغذاء. يتغذى هذا الطائر بشكل رئيسي على الحشرات الصغيرة، مثل اليرقات والخنافس والعناكب. كما أنه يستهلك الرحيق من الزهور، وخاصة أزهار النباتات المتوطنة في الجزيرة. يلعب هذا الطائر دورًا مهمًا في تلقيح النباتات، حيث ينقل حبوب اللقاح أثناء بحثه عن الرحيق.
يتواجد العصفور أبيض العين نحيل المنقار عادة في مجموعات صغيرة، وتعتبر هذه الطيور اجتماعية بشكل عام. تتواصل هذه الطيور مع بعضها البعض من خلال مجموعة متنوعة من الأصوات، بما في ذلك التغريدات والنقرات. يساعد هذا التواصل على الحفاظ على تماسك المجموعة وتنسيق الأنشطة المختلفة، مثل البحث عن الطعام والتحذير من الأخطار.
التكاثر
يتكاثر العصفور أبيض العين نحيل المنقار خلال موسم التكاثر، والذي يمتد عادة من سبتمبر إلى يناير. تبني الأنثى عشًا على شكل كوب صغير من الألياف النباتية والأغصان الدقيقة، وعادة ما يكون العش مخفيًا في الشجيرات الكثيفة أو الأشجار. تضع الأنثى عادة من بيضتين إلى ثلاث بيضات بيضاء اللون مع بقع بنية صغيرة.
يتشارك كلا الوالدين في رعاية البيض والصغار. تحتضن الأنثى البيض لمدة تتراوح بين 12 إلى 14 يومًا. بعد الفقس، يقوم الوالدان بإطعام الصغار بالحشرات والرحيق. يبقى الصغار في العش لمدة تتراوح بين 14 إلى 16 يومًا قبل أن يغادروا العش ويبدأوا في الاعتماد على أنفسهم. يساهم هذا التكاثر في الحفاظ على أعداد الطيور في الجزيرة.
حالة الحفظ والتهديدات
يعتبر العصفور أبيض العين نحيل المنقار من الأنواع المهددة بالانقراض. تعرضت أعداد هذا الطائر للانخفاض بشكل كبير في الماضي بسبب عدة عوامل، بما في ذلك تدمير الموائل، وإدخال الأنواع الغازية، والأمراض. أدى إزالة الغابات لتوسيع الأراضي الزراعية إلى تقليل المساحات المتاحة لهذا الطائر للعيش والتكاثر. تعتبر الأنواع الغازية، مثل الجرذان والقطط، من المفترسات الرئيسية التي تهدد البيض والصغار، وكذلك الطيور البالغة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي الأمراض التي تنتقل عن طريق الطيور الأخرى إلى تفشي الأمراض بين هذه الطيور.
بذلت جهود كبيرة للحفاظ على هذا النوع، بما في ذلك برامج مكافحة الأنواع الغازية، وإعادة التشجير، وحماية الموائل المتبقية. يعتبر العصفور أبيض العين نحيل المنقار من الأنواع المحمية بموجب القانون في جزيرة نورفولك. يتم رصد أعداد الطيور بانتظام لتقييم حالة السكان وتحديد التدابير اللازمة للحفاظ عليها.
خاتمة
العصفور أبيض العين نحيل المنقار هو طائر فريد من نوعه، موطنه جزيرة نورفولك. يتميز هذا الطائر بمنقاره النحيل والريش الأخضر الزيتوني، وهو يلعب دورًا مهمًا في نظامها البيئي. ومع ذلك، يواجه هذا الطائر تهديدات كبيرة بسبب فقدان الموائل والأنواع الغازية. من خلال جهود الحفظ المستمرة، هناك أمل في الحفاظ على هذا النوع من الانقراض وضمان بقائه للأجيال القادمة.