التصنيف والوصف
تنتمي العين البيضاء صفراء الحنجرة إلى جنس Zosterops، وهي مجموعة كبيرة من الطيور الصغيرة المعروفة باسم “العيون البيضاء”. تتميز هذه الطيور بحلقة بيضاء مميزة حول عيونها، وهي صفة مشتركة بين جميع أنواع هذا الجنس. أما العين البيضاء صفراء الحنجرة فهي تتميز على وجه الخصوص بلونها الأصفر الزاهي في منطقة الحلق والرقبة، والذي يميزها عن الأنواع الأخرى.
يبلغ طول هذا الطائر حوالي 11-12 سم. ريشه العلوي أخضر زيتوني، بينما يكون الجزء السفلي منه أصفر باهت إلى أصفر زيتوني. يميزه شريط أسود يمتد من المنقار عبر العين وصولاً إلى الأذنين. المنقار أسود دقيق، والسيقان رمادية زرقاء. العلامة الأكثر تميزًا هي بالطبع حلقة العين البيضاء، وهي سمة مميزة لهذا الجنس.
الموطن والتوزيع
العين البيضاء صفراء الحنجرة متوطنة في غينيا الجديدة، وتحديداً في الجزء الشمالي من الجزيرة. تتواجد في مجموعة متنوعة من الموائل، بما في ذلك الغابات المطيرة الأولية والثانوية، والأراضي المشجرة، والحدائق، وحتى المناطق المزروعة. تفضل هذه الطيور العيش في المناطق التي يتوفر فيها الغطاء النباتي الكثيف، والذي يوفر لها الحماية ومصادر الغذاء.
يمكن العثور عليها في المرتفعات المنخفضة والمتوسطة، على الرغم من أنها قد تتواجد أحيانًا في مناطق أعلى. توزيعها واسع الانتشار نسبيًا داخل المنطقة التي تعيش فيها، مما يشير إلى أنها ليست معرضة لخطر الانقراض بشكل مباشر. مع ذلك، فإن فقدان الموائل والتهديدات الأخرى التي تواجهها الطيور بشكل عام قد تؤثر على أعدادها على المدى الطويل.
السلوك والتغذية
العين البيضاء صفراء الحنجرة طيور اجتماعية، وعادةً ما توجد في مجموعات صغيرة إلى متوسطة الحجم. تتغذى بشكل أساسي على الحشرات والفواكه والرحيق. تساعد مناقيرها الدقيقة والمدببة على استخراج الرحيق من الأزهار، بينما تمكنها براعتها في الطيران من اصطياد الحشرات في الجو أو بين أوراق الأشجار.
تعتبر هذه الطيور نشطة جدًا، وتقضي معظم وقتها في البحث عن الطعام. تتنقل بمهارة بين الأغصان والأوراق، وتبحث عن الطعام في كل مكان. غالباً ما تُرى وهي تتجول مع أنواع أخرى من الطيور الصغيرة، مما يساعدها على اكتشاف مصادر الغذاء وحماية نفسها من الحيوانات المفترسة.
خلال موسم التكاثر، تبني الأنثى عشًا صغيرًا على شكل كوب، مصنوع من الأعشاب والألياف النباتية الأخرى. تضع الأنثى عادةً 2-3 بيضات زرقاء شاحبة، وتفقس البيضات بعد حوالي أسبوعين. يرعى الوالدان الصغار معًا، ويطعمونهم بالحشرات حتى يبلغوا سن الاستقلال.
الحفاظ على العين البيضاء صفراء الحنجرة
على الرغم من أن العين البيضاء صفراء الحنجرة ليست مهددة بالانقراض بشكل مباشر، إلا أن الحفاظ عليها يتطلب اتخاذ بعض الإجراءات. أهم هذه الإجراءات هو حماية الموائل، وتجنب تدمير الغابات والأراضي المشجرة التي تعيش فيها هذه الطيور. كما أن الحد من استخدام المبيدات الحشرية يمكن أن يساعد في الحفاظ على مصادر الغذاء، بما في ذلك الحشرات التي تعتمد عليها هذه الطيور.
من المهم أيضًا مراقبة أعداد الطيور، وفهم التغيرات التي قد تطرأ على توزيعها وسلوكها. تساعد هذه المراقبة في تحديد أي تهديدات جديدة قد تظهر، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية هذه الأنواع من التهديدات المستقبلية. التعليم والتوعية العامة تلعبان دورًا حيويًا في الحفاظ على هذه الطيور وغيرها من أنواع الطيور.
يتطلب الحفاظ على التنوع البيولوجي جهودًا مشتركة من الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية. من خلال التعاون والعمل معًا، يمكننا ضمان بقاء العين البيضاء صفراء الحنجرة في موطنها الطبيعي، والاستمتاع بجمالها وسلوكها الفريد للأجيال القادمة.
خاتمة
العين البيضاء صفراء الحنجرة هي طائر جذاب ومهم في النظام البيئي لغينيا الجديدة. يتميز هذا الطائر بمظهره الفريد وسلوكه الاجتماعي، ويلعب دورًا مهمًا في انتشار البذور والتلقيح. على الرغم من أنها ليست مهددة بشكل مباشر، إلا أن الحفاظ على موائلها وجهود الحفاظ على التنوع البيولوجي أمر بالغ الأهمية لضمان بقائها على المدى الطويل. من خلال فهم أهمية هذا الطائر واتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايته، يمكننا الحفاظ على هذا النوع من الطيور الجميلة للأجيال القادمة.