نشأتها وتعليمها
ولدت مايرا تانر في مدينة نيويورك في عام 1917. انخرطت في السياسة في سن مبكرة، متأثرة بالأفكار الاشتراكية والعمالية. التحقت بكلية ريد في بورتلاند، أوريغون، حيث شاركت في الأنشطة السياسية والحركات الطلابية. خلال فترة وجودها في الكلية، تعمقت في دراسة الماركسية والتروتسكية، مما شكل رؤيتها السياسية المستقبلية.
الانخراط في التروتسكية
بعد تركها الكلية، انضمت مايرا تانر إلى الحركة التروتسكية، وهي فرع من الشيوعية يتبع أفكار ليون تروتسكي، الذي كان من أبرز قادة الثورة البلشفية في روسيا. اعتقد التروتسكيون بضرورة قيام ثورة عالمية للإطاحة بالنظام الرأسمالي وإقامة مجتمع اشتراكي. أصبحت مايرا ناشطة في الحزب الاشتراكي العمالي (SWP)، وهو حزب تروتسكي أمريكي بارز.
النشاط السياسي
كرست مايرا تانر فايس حياتها للنشاط السياسي والدفاع عن حقوق العمال والمهمشين. شاركت في العديد من الاحتجاجات والإضرابات والمظاهرات، وناضلت من أجل قضايا مثل المساواة العرقية، وحقوق المرأة، والسلام. كانت متحدثة بارعة وكاتبة غزيرة الإنتاج، حيث نشرت العديد من المقالات والكتيبات التي تروج للأفكار الاشتراكية وتنتقد الرأسمالية.
من أبرز أنشطتها:
- تنظيم العمال في مختلف الصناعات.
- الدفاع عن الحقوق المدنية للأمريكيين الأفارقة.
- معارضة الحرب في فيتنام.
- الدفاع عن حقوق المرأة في الحصول على المساواة في الأجور وفرص العمل.
الترشح لمنصب نائب الرئيس
ترشحت مايرا تانر فايس لمنصب نائب الرئيس الأمريكي ثلاث مرات على قائمة الحزب الاشتراكي العمالي. كانت مرشحة في الأعوام 1968، 1972، و 1976. على الرغم من أنها لم تفز في أي من هذه الانتخابات، إلا أن ترشيحها كان بمثابة منصة لرفع الوعي حول القضايا الاشتراكية والتروتسكية، وتقديم بديل سياسي للناخبين الأمريكيين.
مواقفها السياسية
تميزت مايرا تانر فايس بمواقفها السياسية المبدئية والجريئة. كانت من أشد المنتقدين للإمبريالية الأمريكية والتدخلات العسكرية في الخارج. كما كانت من أشد المدافعين عن حقوق العمال والمساواة الاجتماعية. دعت إلى تأميم الصناعات الرئيسية، وتوفير الرعاية الصحية الشاملة، والتعليم المجاني للجميع.
بعض من أبرز مواقفها السياسية:
- معارضة الحرب: كانت مايرا معارضة شرسة للحرب، وخاصة حرب فيتنام. اعتقدت أن الحرب كانت حربًا إمبريالية غير عادلة، ودعت إلى انسحاب القوات الأمريكية من فيتنام.
- الحقوق المدنية: كانت مايرا من أشد المدافعين عن الحقوق المدنية للأمريكيين الأفارقة. ناضلت من أجل إنهاء الفصل العنصري والتمييز، ودعت إلى المساواة في الحقوق والفرص للجميع.
- حقوق المرأة: كانت مايرا مدافعة قوية عن حقوق المرأة. دعت إلى المساواة في الأجور وفرص العمل، والحق في الإجهاض، وتوفير رعاية الأطفال بأسعار معقولة.
- حقوق العمال: كانت مايرا من أشد المدافعين عن حقوق العمال. دعت إلى رفع الحد الأدنى للأجور، وتحسين ظروف العمل، والحق في التنظيم النقابي.
كتاباتها
كتبت مايرا تانر فايس العديد من المقالات والكتيبات التي تروج للأفكار الاشتراكية والتروتسكية. تناولت كتاباتها قضايا مثل الحرب، والعنصرية، والتمييز الجنسي، والاستغلال الرأسمالي. كانت كتاباتها تتميز بالوضوح والتحليل العميق، مما جعلها مؤثرة في تشكيل الرأي العام حول القضايا السياسية والاجتماعية.
من أبرز كتاباتها:
- “فيتنام: لماذا يجب أن نفوز” (Vietnam: Why We Must Win)
- “المرأة والاشتراكية” (Women and Socialism)
- “الأزمة الاقتصادية والرأسمالية” (The Economic Crisis and Capitalism)
تأثيرها وإرثها
تركت مايرا تانر فايس إرثًا دائمًا في الحركة العمالية الاشتراكية في الولايات المتحدة. كانت شخصية مؤثرة ألهمت العديد من الأشخاص للانخراط في السياسة والنضال من أجل العدالة الاجتماعية. لا تزال كتاباتها ومواقفها السياسية ذات صلة حتى اليوم، حيث تواصل إلهام المناضلين من أجل عالم أفضل.
على الرغم من أنها لم تحقق النجاح الانتخابي، إلا أن تأثيرها يتجاوز حدود صناديق الاقتراع. كانت مايرا تانر فايس صوتًا قويًا للمهمشين والمستغلين، ورمزًا للأمل في عالم أكثر عدلاً ومساواة.
حياتها الشخصية
تزوجت مايرا تانر من تشارلز فايس، وهو أيضًا ناشط تروتسكي. كان لديهم أطفال وعاشوا حياة ملتزمة بالنضال السياسي. توفيت مايرا تانر فايس في عام 1997 عن عمر يناهز 80 عامًا، تاركة وراءها إرثًا من النشاط السياسي والكتابات المؤثرة.
خاتمة
كانت مايرا تانر فايس شخصية بارزة في الحركة الاشتراكية الأمريكية، وناضلت طوال حياتها من أجل العدالة الاجتماعية والمساواة. على الرغم من أنها لم تفز بأي منصب سياسي، إلا أن تأثيرها على الحركة العمالية والحقوق المدنية كان كبيرًا. ستظل ذكرى مايرا تانر فايس حية كمناضلة من أجل عالم أفضل وأكثر عدلاً.