<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد كريستوفر دي باوس في سكيدسمو، النرويج، لعائلة باوس، وهي عائلة نرويجية بارزة تنحدر من القاضي باولوس “باول” كلوسين، الذي كان يعيش في أواخر القرن السادس عشر. كان والده هو مالك الأراضي والمحامي والمشرع هينريك كريستوفرسن باوس، وكانت والدته صوفي فرانسيسكا تينسبرغ. كان لديه العديد من الأشقاء، بمن فيهم المهندس نيكولاي نيسن باوس، والقبطان أوقست ثوران باوس، والطبيب كارل لودفيغ باوس.
تلقى كريستوفر دي باوس تعليمه في البداية على يد معلمين خصوصيين في المنزل. لاحقًا، التحق بمدرسة نيسن في كريستيانيا (أوسلو حاليًا). بعد الانتهاء من تعليمه الثانوي، درس القانون في جامعة كريستيانيا، وحصل على شهادته في عام 1886.
حياته المهنية
بعد حصوله على شهادة في القانون، انخرط كريستوفر دي باوس في إدارة ممتلكات عائلته الواسعة. كانت عائلة باوس تمتلك مساحات كبيرة من الأراضي الحرجية في شرق النرويج، وكانت تعمل في تجارة الأخشاب لعدة أجيال. أظهر كريستوفر دي باوس كفاءة كبيرة في إدارة هذه الممتلكات، وساهم في زيادة ثروة العائلة.
بالإضافة إلى إدارة ممتلكاته الخاصة، شغل كريستوفر دي باوس العديد من المناصب العامة. كان عضوًا في مجلس إدارة العديد من الشركات، بما في ذلك بنك النرويج المركزي. كما كان نشطًا في السياسة المحلية، وشغل منصب عضو في مجلس بلدية سكيدسمو لعدة سنوات.
جمعه للأعمال الفنية
كان كريستوفر دي باوس جامعًا شغوفًا للأعمال الفنية. جمع مجموعة كبيرة من اللوحات والمنحوتات والأعمال الفنية الأخرى. تضمنت مجموعته أعمالًا لفنانين نرويجيين بارزين، مثل إدفارد مونك وكريستيان كروغ. كان كريستوفر دي باوس معروفًا بدعمه للفنانين الشباب، وكثيرًا ما كان يشتري أعمالهم لمساعدتهم على بدء حياتهم المهنية.
بعد وفاته، تم التبرع بمجموعة كريستوفر دي باوس الفنية للمتحف الوطني للفنون والتصميم والهندسة المعمارية في أوسلو. تُعرض المجموعة الآن بشكل دائم في المتحف.
علاقاته بالعائلة المالكة النرويجية
كان كريستوفر دي باوس يتمتع بعلاقات وثيقة بالعديد من أفراد العائلة المالكة النرويجية. كان صديقًا شخصيًا للملك هاكون السابع والملكة مود، وكثيرًا ما كان يُدعى لحضور المناسبات الرسمية في القصر الملكي. كان أيضًا صديقًا مقربًا للأمير أولاف (الملك أولاف الخامس لاحقًا). يعود هذا القرب بسبب علاقة القرابة البعيدة بين عائلة باوس والعائلة المالكة الدنماركية-النرويجية.
في عام 1923، منح البابا بيوس الحادي عشر كريستوفر دي باوس لقب كونت روماني وراثي. كان هذا اللقب اعترافًا بخدمات عائلة باوس للكنيسة الكاثوليكية. كان كريستوفر دي باوس كاثوليكيًا متدينًا، وقدم تبرعات كبيرة للكنيسة على مر السنين.
حياته الشخصية
تزوج كريستوفر دي باوس من إيرين بينيديكتسين في عام 1892. أنجبا ثلاثة أطفال: هينريك باوس، وإينيغيرد باوس، وهيرمان باوس. توفيت إيرين في عام 1921.
عاش كريستوفر دي باوس في عزبة عائلته في سكيدسمو معظم حياته. كان معروفًا بكرم ضيافته واهتمامه بالمجتمع المحلي. توفي في 10 سبتمبر 1943، في عيد ميلاده الحادي والثمانين.
إرثه
يُذكر كريستوفر دي باوس باعتباره مالك أراضٍ ناجحًا وجامعًا فنيًا وشخصية اجتماعية بارزة. لعب دورًا مهمًا في تطوير صناعة الأخشاب النرويجية، ودعم الفنون والثقافة النرويجية. تظل مجموعته الفنية شهادة على ذوقه الرفيع وسخائه.
خاتمة
كان كريستوفر دي باوس شخصية بارزة في النرويج في أوائل القرن العشرين. من خلال إدارته الناجحة لممتلكات عائلته، ودعمه للفنون، وعلاقاته الوثيقة بالعائلة المالكة، ترك بصمة واضحة على المجتمع النرويجي. سيظل إرثه حيًا من خلال مجموعته الفنية القيمة التي يتم عرضها في المتحف الوطني في أوسلو.