الخلفية
في الثمانينيات، كان لواء شرق تيرون التابع للجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت نشطًا للغاية، حيث شن سلسلة من الهجمات على قوات الأمن البريطانية، بما في ذلك الشرطة الملكية في أولستر والجيش البريطاني. كان اللواء بقيادة برايان كيني، الذي يعتبر أحد أكثر قادة الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت كفاءة ووحشية. كانت المنطقة المحيطة بـ Drumnakilly، وهي قرية صغيرة في مقاطعة تيرون، منطقة معروفة بنشاط الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت.
في الأشهر التي سبقت الكمين، كثف الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت هجماته في المنطقة، مما أدى إلى زيادة التوترات بين المجتمعين القوميين والوحدويين. كانت الشرطة الملكية في أولستر هدفًا خاصًا، حيث اعتبرها الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت قوة احتلال.
التخطيط للكمين
قرر برايان كيني نصب كمين لدورية للشرطة الملكية في أولستر في منطقة Drumnakilly. اختار الموقع بعناية، مع الأخذ في الاعتبار التضاريس وخطوط الهروب المحتملة. كان الطريق ضيقًا ومتعرجًا، مما يجعله مثاليًا للكمين.
خطط الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت لاستخدام قنبلة جانبية لتعطيل مركبة الشرطة الملكية في أولستر، ثم إطلاق النار على الضباط بالأسلحة النارية. جمعوا فريقًا من المتطوعين ذوي الخبرة، وقاموا بتجهيزهم بالأسلحة والذخيرة.
تنفيذ الكمين
في 30 أغسطس 1988، كانت دورية غير مُميَّزة من الشرطة الملكية في أولستر تسافر على طريق Drumnakilly. كانت الدورية تتكون من أربعة ضباط في سيارة مدنية. عندما اقتربت الدورية من موقع الكمين، فجر الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت القنبلة الجانبية. انفجرت القنبلة تحت السيارة، مما أدى إلى تعطيلها وإصابة الضباط.
بعد الانفجار مباشرة، فتح فريق الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت النار على السيارة ببنادق هجومية. قُتل ثلاثة ضباط على الفور، وأصيب الضابط الرابع بجروح خطيرة. تمكن فريق الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت من الفرار من مكان الحادث قبل وصول التعزيزات.
الضباط الذين قتلوا هم:
- المفتش ويليام جيبسون (44 عامًا)
- الملازم الأول ديفيد كوكس (30 عامًا)
- احتياطي الشرطة جاري دنلوب (27 عامًا)
ما بعد الكَمين
أثار الكمين غضبًا واسع النطاق، وأدانته السياسيون من كلا الجانبين. أطلقت الشرطة الملكية في أولستر عملية واسعة النطاق للقبض على المسؤولين عن الهجوم.
أثار الكمين أيضًا أسئلة حول فعالية استراتيجية الأمن المستخدمة في المنطقة. جادل البعض بأنه يجب على الشرطة الملكية في أولستر استخدام مركبات مصفحة أكثر والسفر في قوافل أكبر. ومع ذلك، جادل آخرون بأن مثل هذه الإجراءات ستزيد ببساطة من خطر التصعيد.
بعد عدة أشهر، ألقت الشرطة الملكية في أولستر القبض على عدة أشخاص فيما يتعلق بالكمين. وحُكم على عدد منهم بالسجن لمدد طويلة.
أدين برايان كيني في وقت لاحق بالعديد من الجرائم المتعلقة بالإرهاب، بما في ذلك دوره في كمين Drumnakilly. حُكم عليه بالسجن مدى الحياة.
التأثير
كان لكمين Drumnakilly تأثير كبير على الصراع في أيرلندا الشمالية. أظهر الكمين قدرة الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت على شن هجمات جريئة على قوات الأمن. كما سلط الضوء على التحديات التي تواجه الشرطة الملكية في أولستر في مكافحة الإرهاب.
أدى الكمين إلى زيادة التوترات بين المجتمعين القوميين والوحدويين. ورد الوحدويون بمظاهرات وأعمال عنف، بينما عبر القوميون عن تعاطفهم مع الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت. أثر الكمين سلبًا على الثقة بين المجتمعين، وجعل من الصعب تحقيق السلام.
ردود الفعل
أدان رئيس الوزراء البريطاني مارغريت تاتشر الكمين ووصفه بأنه “عمل جبان”. وقالت إن الحكومة البريطانية لن “تخضع للإرهاب”.
أدان جون هيوم، زعيم الحزب الاشتراكي العمالي الديمقراطي، الكمين أيضًا. وقال إنه “لا يوجد مبرر للعنف”.
أصدر الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت بيانًا يتبنى فيه مسؤولية الكمين. وقالوا إن الهجوم كان ردًا على “الاحتلال البريطاني لأيرلندا الشمالية”.
أدانت منظمات حقوق الإنسان الكمين، مشيرة إلى أن الهجوم كان انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي.
إرث الكمين
لا يزال كمين Drumnakilly قضية حساسة في أيرلندا الشمالية. لا يزال أقارب الضحايا يعانون من فقدان أحبائهم. يتذكر العديد من الناس الكمين باعتباره لحظة مأساوية في تاريخ أيرلندا الشمالية.
أصبح الكمين رمزًا للعنف الذي ميز الصراع في أيرلندا الشمالية. إنه تذكير بالتكلفة البشرية للصراع وأهمية العمل من أجل السلام.
تداعيات لاحقة
بعد اتفاقية الجمعة العظيمة في عام 1998، أطلق سراح برايان كيني بموجب شروط اتفاقية إطلاق سراح السجناء. ولا يزال شخصية مثيرة للجدل، ولا يزال الكمين الذي خطط له يمثل جرحًا عميقًا في المجتمع.
في السنوات الأخيرة، كانت هناك دعوات متزايدة للحقيقة والمصالحة فيما يتعلق بأحداث الماضي. ومع ذلك، لا يزال تحقيق العدالة للضحايا يمثل تحديًا كبيرًا.
خاتمة
كمين درومناكيللي كان حدثًا مأساويًا في تاريخ أيرلندا الشمالية. أدى الكمين إلى مقتل ثلاثة ضباط شرطة وإصابة آخر. أثار الكمين غضبًا واسع النطاق وزاد التوترات بين المجتمعين القوميين والوحدويين. لا يزال الكمين قضية حساسة، وهو تذكير بالتكلفة البشرية للصراع وأهمية العمل من أجل السلام.