حياته المبكرة وتعليمه
ولد آرثر إدوارد فيكارز في ليفربول، إنجلترا، وهو الابن الأكبر للعقيد ويليام هنري فيكارز وزوجته جين فرانسيس (اسمها قبل الزواج وود). تلقى تعليمه في كلية ماجدالين في أكسفورد، حيث طور اهتمامًا مبكرًا بالأنساب وعلم شعارات النبالة. لم يكمل شهادته الجامعية، لكنه كرس نفسه لدراسة تاريخ العائلات والأنساب النبيلة.
مسيرته المهنية
بدأ فيكارز مسيرته المهنية في مجال الأنساب في وقت مبكر. قبل بلوغه الثلاثين من عمره، كان قد اكتسب بالفعل سمعة طيبة كباحث دقيق وموثوق. في عام 1893، عُين في منصب كبير “ألستر King of Arms” ومسجلًا لأمر القديس باتريك، وهو منصب مرموق في التسلسل الهرمي لشعارات النبالة البريطانية. كان أصغر شخص يشغل هذا المنصب على الإطلاق.
بصفته كبير “ألستر King of Arms”، كان فيكارز مسؤولاً عن الموافقة على شعارات النبالة الجديدة وتسجيلها في أيرلندا. كما كان مسؤولاً عن الحفاظ على سجلات أمر القديس باتريك، وهو وسام الفروسية الأيرلندي. كان فيكارز دقيقًا للغاية في عمله، وكان حريصًا على التأكد من أن جميع شعارات النبالة المسجلة كانت دقيقة وتتوافق مع قواعد علم شعارات النبالة.
كان فيكارز أيضًا باحثًا غزير الإنتاج، ونشر العديد من الكتب والمقالات حول الأنساب وعلم شعارات النبالة. تشمل أعماله البارزة:
- “Index to the Prerogative Wills of Ireland, 1536-1810” (1897)
- “Heraldic Anomalies” (1897)
- “An Index to the Wills of the Diocese of Dublin” (1897)
كان فيكارز شخصية مثيرة للجدل إلى حد ما. كان لديه شخصية قوية، ولم يكن يخشى التعبير عن رأيه، حتى لو كان ذلك يعني الاختلاف مع رؤسائه. ومع ذلك، كان يحظى باحترام كبير لخبرته ونزاهته.
فقدان جواهر التاج
في عام 1907، اكتشف فيكارز أن جواهر تاج أمر القديس باتريك قد سُرقت من قلعة دبلن. كانت الجواهر عبارة عن مجموعة من الماس والزمرد والياقوت التي كانت تقدر قيمتها بـ 50000 جنيه إسترليني (ما يعادل ملايين الدولارات اليوم). كان فيكارز مسؤولاً عن سلامة الجواهر، وأُلقي عليه اللوم على نطاق واسع في السرقة. تم تشكيل لجنة للتحقيق في السرقة، لكن لم يتم العثور على الجواهر مطلقًا، ولم يتم توجيه الاتهام إلى أي شخص.
أدت السرقة إلى تلطيخ سمعة فيكارز، واستقال من منصبه في عام 1908. كان يعتقد دائمًا أنه كبش فداء لحماية شخص آخر، ربما شخص ذي نفوذ.
حياته اللاحقة ومقتله
بعد استقالته، تقاعد فيكارز إلى منزله، Kilmorna House، بالقرب من ليستاول في مقاطعة كيري. خلال حرب الاستقلال الأيرلندية، تجاهل نصيحة الشرطة بمغادرة منزله الآمن. في 14 أبريل 1921، اقتحم رجال من الجيش الجمهوري الأيرلندي (IRA) منزله وقتلوه. تم إطلاق النار عليه عدة مرات أمام زوجة أخيه. احرقوا Kilmorna House بعد ذلك.
أعتقد الجيش الجمهوري الأيرلندي أن فيكارز كان متعاونًا مع السلطات البريطانية، وأن لديه معلومات حول أنشطة الجيش الجمهوري الأيرلندي. ومع ذلك، لا يوجد دليل يدعم هذه المزاعم. يعتقد الكثيرون أنه قُتل ببساطة لأنه كان يمثل النظام القديم، وكان رمزًا للسلطة البريطانية في أيرلندا.
أثار مقتل فيكارز غضبًا واسع النطاق في بريطانيا وأيرلندا. اعتبره الكثيرون عملاً بربريًا، وكان بمثابة علامة على تدهور الوضع في أيرلندا. لم يتم القبض على أي شخص بتهمة القتل.
الجدل المحيط بمقتله
لا يزال مقتل آرثر فيكارز موضوعًا مثيرًا للجدل حتى اليوم. يرى البعض أنه كان ضحية حرب، وأنه قُتل ببساطة بسبب انتمائه إلى الجانب “الخاطئ”. يرى البعض الآخر أنه كان متعاونًا مع السلطات البريطانية، وأنه يستحق مصيره. الحقيقة على الأرجح تقع في مكان ما بينهما.
من الواضح أن آرثر فيكارز كان شخصية معقدة ومثيرة للجدل. كان عالم أنساب موهوبًا، وموظفًا عامًا مخلصًا، ورجلاً دفع في النهاية الثمن النهائي لآرائه ومعتقداته. سيظل دوره في فقدان جواهر التاج، ومقتله المأساوي، جزءًا من التاريخ الأيرلندي.
إرثه
على الرغم من نهايته المأساوية، ترك آرثر فيكارز إرثًا دائمًا في مجال الأنساب وعلم شعارات النبالة. لا تزال أعماله مرجعًا قياسيًا للباحثين في تاريخ العائلات الأيرلندية. كما يُذكر لخدمته الطويلة والمتميزة كـ “Ulster King of Arms”، ولجهوده في الحفاظ على سجلات أمر القديس باتريك.
تعتبر قصة آرثر فيكارز تذكيرًا بالمصاعب والعنف الذي ميز حرب الاستقلال الأيرلندية، وبالخسائر التي تكبدها الناس من جميع الأطراف خلال تلك الفترة المضطربة.
خاتمة
كان السير آرثر إدوارد فيكارز شخصية بارزة في مجال الأنساب وعلم شعارات النبالة. شغل منصب “Ulster King of Arms” وكان معروفًا بعمله الدقيق. تلطخت سمعته بفعل حادثة سرقة جواهر التاج. انتهت حياته بشكل مأساوي بمقتله خلال حرب الاستقلال الأيرلندية. لا يزال إرثه كعالم أنساب باقياً، على الرغم من الجدل المحيط بحياته وموته.