حياته المبكرة وتعليمه
ولد يوري شتيرن في موسكو، الاتحاد السوفيتي، في عام 1949. نشأ في أسرة يهودية مثقفة واجهت تمييزًا بسبب خلفيتها الدينية. تفوق في دراسته وحصل على شهادة في الاقتصاد الرياضي من معهد موسكو للاقتصاد والإحصاء. خلال فترة دراسته، انخرط في الأنشطة السرية المتعلقة بالثقافة اليهودية واللغة العبرية، مما عرضه لخطر الملاحقة من قبل السلطات السوفيتية.
في سبعينيات القرن الماضي، بدأ شتيرن نشاطه العلني من أجل السماح لليهود السوفيت بالهجرة إلى إسرائيل. انضم إلى حركة الرفضنيكس (Refuseniks)، وهي حركة معارضة سلمية طالبت بالسماح لليهود بالهجرة بحرية. تعرض للاعتقال والاستجواب من قبل جهاز الاستخبارات السوفيتي (KGB) بسبب نشاطاته، لكنه استمر في نضاله من أجل حقوق الإنسان.
هجرته إلى إسرائيل ونشاطه السياسي
في عام 1981، سُمح ليوري شتيرن بالهجرة إلى إسرائيل. فور وصوله، انخرط في الحياة السياسية وأسس “المنتدى الصهيوني”، وهي منظمة تهدف إلى تعزيز قيم الصهيونية وتشجيع الهجرة اليهودية من الاتحاد السوفيتي. كما عمل كصحفي وكاتب، وساهم في العديد من الصحف والمجلات الإسرائيلية والناطقة بالروسية.
في عام 1996، انتُخب شتيرن عضوًا في الكنيست عن حزب “إسرائيل بيتنا” بزعامة أفيغدور ليبرمان. خلال فترة ولايته، ركز على قضايا الهجرة والاندماج، وحقوق المهاجرين من دول الاتحاد السوفيتي السابق، والعلاقات بين إسرائيل وروسيا. كان عضوًا نشطًا في العديد من اللجان البرلمانية، بما في ذلك لجنة المالية، ولجنة الخارجية والدفاع، ولجنة الهجرة والاستيعاب.
نشاطه البرلماني وإسهاماته
تميزت مسيرة يوري شتيرن في الكنيست بالعديد من الإنجازات والمبادرات التشريعية. من بين أبرز إسهاماته:
- الدفاع عن حقوق المهاجرين: كان شتيرن مدافعًا شرسًا عن حقوق المهاجرين من دول الاتحاد السوفيتي السابق. عمل على تسهيل عملية الاندماج في المجتمع الإسرائيلي، وتوفير الدعم اللازم لهم في مجالات التعليم والتوظيف والإسكان. كما ناضل ضد التمييز والعنصرية التي واجهها بعض المهاجرين.
- تعزيز العلاقات الإسرائيلية الروسية: لعب شتيرن دورًا هامًا في تعزيز العلاقات بين إسرائيل وروسيا. كان عضوًا في وفود الكنيست التي زارت روسيا، وعمل على تطوير التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والثقافة والأمن.
- مكافحة معاداة السامية: كان شتيرن ناشطًا في مكافحة معاداة السامية والتحريض على الكراهية ضد اليهود. شارك في العديد من المؤتمرات والفعاليات الدولية التي تهدف إلى التصدي لهذه الظاهرة.
- دعم التعليم والثقافة: أولى شتيرن اهتمامًا خاصًا بالتعليم والثقافة. عمل على تعزيز تدريس اللغة العبرية والثقافة اليهودية في المدارس، ودعم المؤسسات الثقافية التي تعزز التراث اليهودي.
- التشريعات الاقتصادية: شارك في صياغة العديد من القوانين الاقتصادية التي تهدف إلى تحسين مناخ الاستثمار وتعزيز النمو الاقتصادي في إسرائيل.
مواقفه السياسية
اتسمت مواقف يوري شتيرن السياسية بالواقعية والبراغماتية. كان يؤمن بأهمية الحفاظ على أمن إسرائيل وتعزيز مصالحها الوطنية. دعم عملية السلام مع الفلسطينيين، لكنه شدد على ضرورة ضمان أمن إسرائيل في أي اتفاق سلام.
كان شتيرن مؤيدًا قويًا للاقتصاد الحر وتشجيع الاستثمار الأجنبي. كان يعتقد أن ذلك سيساهم في خلق فرص عمل جديدة وتحسين مستوى المعيشة في إسرائيل.
كما كان شتيرن مدافعًا عن قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان. كان يعتقد أن إسرائيل يجب أن تكون دولة ديمقراطية تحترم حقوق جميع مواطنيها، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم أو جنسهم.
وفاته وإرثه
توفي يوري شتيرن في 16 يناير 2007، عن عمر يناهز 57 عامًا، بعد صراع طويل مع مرض السرطان. ترك وراءه زوجة وثلاثة أطفال.
يُعتبر يوري شتيرن شخصية بارزة في تاريخ السياسة الإسرائيلية. كان مدافعًا شرسًا عن حقوق المهاجرين، ومساهمًا فاعلًا في تعزيز العلاقات بين إسرائيل وروسيا. سيظل إرثه حيًا في قلوب الكثيرين الذين تأثروا بعمله وتفانيه.
أهم المحطات في حياته
- 1949: الميلاد في موسكو، الاتحاد السوفيتي.
- 1981: الهجرة إلى إسرائيل.
- 1996: انتخابه عضوًا في الكنيست.
- 2007: الوفاة في إسرائيل.
الجوائز والتكريمات
لم يحصل يوري شتيرن على جوائز رسمية كبيرة خلال حياته، ولكن تم تكريمه وتقديره من قبل العديد من المنظمات والمجتمعات لدوره في الدفاع عن حقوق المهاجرين وتعزيز العلاقات الإسرائيلية الروسية. كما تم تخليد ذكراه من خلال تسمية بعض المؤسسات والمشاريع باسمه.
خاتمة
كان يوري شتيرن سياسيًا إسرائيليًا بارزًا، اشتهر بدفاعه عن حقوق المهاجرين من الاتحاد السوفيتي السابق وعمله على تعزيز العلاقات بين إسرائيل وروسيا. ترك إرثًا من العمل الدؤوب والتفاني في خدمة المجتمع، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الكثيرين.