نشأته وتعليمه
ولد إرنست جورج بريتيمان في 13 نوفمبر 1859، في عائلة ذات خلفية عسكرية وسياسية. تلقى تعليمه في كلية إيتون، وهي مدرسة عامة مرموقة في إنجلترا، معروفة بتخريج قادة ومفكرين بارزين. بعد إيتون، التحق بالكلية العسكرية الملكية، ساندhurst، حيث تلقى تدريباً عسكرياً صارماً. هذه الخلفية التعليمية والعسكرية شكلت شخصيته ومسيرته المهنية اللاحقة.
حياته العسكرية
بدأ بريتيمان حياته المهنية بالخدمة في الجيش البريطاني. انضم إلى المدفعية الملكية، حيث خدم لعدة سنوات، واكتسب خبرة عملية في الشؤون العسكرية. على الرغم من أن تفاصيل خدمته العسكرية المحددة قد تكون محدودة في السجلات التاريخية، إلا أن مشاركته في الجيش أكسبته انضباطًا والتزامًا، وهما سمتان ستظهران في حياته السياسية لاحقًا. استقال من الجيش برتبة نقيب.
دخول المعترك السياسي
بعد ترك الجيش، دخل بريتيمان السياسة. انضم إلى حزب المحافظين، وهو حزب سياسي رئيسي في بريطانيا، معروف بسياساته المحافظة ودعمه للمؤسسات التقليدية. تم انتخابه عضوًا في البرلمان عن وودبريدج في عام 1895. كانت هذه بداية مسيرة سياسية طويلة وناجحة.
مسيرته البرلمانية
بصفته عضوًا في البرلمان، سرعان ما أثبت بريتيمان نفسه كشخصية نشطة ومؤثرة. ركز على قضايا مثل الزراعة والدفاع، وعمل بجد لتمثيل مصالح ناخبيه. كان معروفًا بخطاباته المدروسة ومواقفه القوية، مما جعله يحظى باحترام زملائه في البرلمان.
المناصب الحكومية
شغل بريتيمان عدة مناصب حكومية مهمة خلال حياته المهنية. من بين أبرز هذه المناصب:
- السكرتير البرلماني لمجلس التجارة: شغل هذا المنصب من عام 1900 إلى عام 1903. وخلال فترة عمله، كان مسؤولاً عن الإشراف على جوانب مختلفة من التجارة البريطانية، بما في ذلك الشحن والتأمين.
- السكرتير المالي للأميرالية: شغل هذا المنصب من عام 1903 إلى عام 1905، ومن عام 1916 إلى عام 1919. كانت مسؤوليته الرئيسية هي إدارة الشؤون المالية للبحرية الملكية، وهي قوة عسكرية حيوية للإمبراطورية البريطانية.
- السكرتير البرلماني لوزارة الزراعة ومصايد الأسماك: شغل هذا المنصب من عام 1919 إلى عام 1921. ركز على تطوير السياسات التي تدعم المزارعين وصناعة صيد الأسماك البريطانية.
في هذه المناصب، لعب بريتيمان دورًا حاسمًا في صياغة وتنفيذ السياسات الحكومية. كان معروفًا بقدرته على فهم القضايا المعقدة وإيجاد حلول عملية.
الزراعة
كان بريتيمان مدافعًا قويًا عن الزراعة البريطانية. كان يعتقد أن الزراعة صناعة حيوية للأمن الاقتصادي والاجتماعي للبلاد. عمل بجد لتعزيز مصالح المزارعين ودعم السياسات التي تحمي الزراعة المحلية من المنافسة الأجنبية.
من بين إسهاماته الرئيسية في مجال الزراعة:
- الدفاع عن التعريفات الحمائية: كان يعتقد أن فرض تعريفات على السلع الزراعية المستوردة سيساعد على حماية المزارعين البريطانيين من المنافسة غير العادلة.
- دعم البحث الزراعي: أدرك أهمية البحث العلمي في تحسين الإنتاجية الزراعية. عمل على زيادة التمويل للبحث الزراعي وتطوير التقنيات الجديدة.
- تشجيع التعاونيات الزراعية: كان يعتقد أن التعاونيات الزراعية يمكن أن تساعد المزارعين على تحسين قدرتهم التفاوضية وزيادة أرباحهم.
الدفاع
كان بريتيمان أيضًا مهتمًا بشدة بقضايا الدفاع. كان يعتقد أن بريطانيا بحاجة إلى الحفاظ على قوة عسكرية قوية لحماية مصالحها في الداخل والخارج. لعب دورًا هامًا في تعزيز البحرية الملكية، وضمان حصولها على التمويل والموارد اللازمة.
خلال فترة عمله في الأميرالية، ساهم في:
- تحديث الأسطول: عمل على تحديث الأسطول البريطاني بإضافة سفن حربية جديدة وتطوير التكنولوجيا البحرية.
- تحسين التدريب: قام بتحسين برامج التدريب للبحارة والضباط لضمان استعدادهم لمواجهة أي تهديد.
- توسيع القواعد البحرية: عمل على توسيع القواعد البحرية البريطانية في جميع أنحاء العالم لتعزيز القدرة البحرية للبلاد.
آراؤه السياسية
كان بريتيمان سياسيًا محافظًا ملتزمًا. كان يؤمن بأهمية الحفاظ على المؤسسات التقليدية وتعزيز الاستقرار الاجتماعي. كان أيضًا مدافعًا قويًا عن الإمبراطورية البريطانية، وكان يعتقد أن بريطانيا لديها دور تلعبه في نشر الحضارة والتقدم في جميع أنحاء العالم.
من بين آرائه السياسية الرئيسية:
- دعم النظام الملكي: كان يعتقد أن النظام الملكي رمز مهم للوحدة الوطنية والاستقرار.
- الحفاظ على الكنيسة الأنجليكانية: كان يعتقد أن الكنيسة الأنجليكانية تلعب دورًا حيويًا في توفير القيم الأخلاقية والروحية للمجتمع.
- معارضة الاشتراكية: كان يعتقد أن الاشتراكية تهدد الحرية الفردية والازدهار الاقتصادي.
حياته الشخصية
تزوج بريتيمان من السيدة فلورنس إيزابيل مادي من عام 1881 حتى وفاته، وأنجب منها ابنان وبنتان. كانت زوجته داعمة له طوال حياته المهنية، ولعبت دورًا نشطًا في حياته الاجتماعية والسياسية. كان بريتيمان رجلًا يتمتع باحترام كبير من قبل زملائه وأصدقائه. كان معروفًا بنزاهته والتزامه تجاه مبادئه. كان لديه أيضًا حس فكاهة، وكان يتمتع بصحبة الآخرين.
وفاته وإرثه
توفي إرنست جورج بريتيمان في 26 نوفمبر 1931، عن عمر يناهز 72 عامًا. ترك وراءه إرثًا كبيرًا كجندي وسياسي ورجل دولة مخلص. سيظل يتذكره لمساهماته في الزراعة والدفاع والسياسة البريطانية بشكل عام. كانت حياته المهنية مثالاً على كيف يمكن للفرد أن يخدم بلاده بكل إخلاص وتفانٍ.
خاتمة
كان إي. جي. بريتيمان شخصية بارزة في تاريخ بريطانيا في أوائل القرن العشرين. من خلال مسيرته العسكرية والسياسية، أظهر التزامًا قويًا بخدمة بلاده. سواء كان ذلك في الجيش أو في البرلمان أو في المناصب الحكومية، سعى دائمًا إلى تعزيز مصالح بريطانيا وشعبها. سيظل إرثه كمدافع عن الزراعة والدفاع وسياسي محافظ محترم حيًا في الذاكرة التاريخية.