العوامل المسببة
المسبب الرئيسي لداء التواء هو فيروس التواء (Louping ill virus – LIV)، وهو فيروس من عائلة Flaviviridae. ينتقل الفيروس بشكل رئيسي عن طريق لدغات القراد، وخاصة قراد الأغنام (Ixodes ricinus). يمكن للفيروس أيضًا أن ينتقل من الأم المصابة إلى حملها. القراد هو الناقل الأساسي للفيروس، حيث يقوم بنقله بين الحيوانات المختلفة، بما في ذلك الأغنام والأبقار والخنازير وبعض أنواع الطيور. يعيش القراد في المناطق العشبية والغابات، وينشط بشكل خاص خلال فصلي الربيع والخريف.
الأعراض
تختلف أعراض داء التواء اعتمادًا على مرحلة المرض وشدته. يمكن تقسيم الأعراض إلى مرحلتين رئيسيتين:
- المرحلة الأولى (الحمى): تتميز بارتفاع درجة الحرارة، وفقدان الشهية، والخمول، والاكتئاب. قد تظهر على الأغنام المصابة أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، مثل العطس والسعال. تستمر هذه المرحلة عادةً لمدة 2-3 أيام.
- المرحلة الثانية (العصبية): تظهر بعد فترة وجيزة من المرحلة الأولى، وتتميز بأعراض عصبية خطيرة. تشمل هذه الأعراض الترنح (فقدان التوازن)، والتشنجات العضلية، والارتعاش، والضعف العام، والشلل. قد تصبح الأغنام غير قادرة على الوقوف أو الأكل، ويمكن أن تؤدي هذه المرحلة إلى الوفاة.
تظهر الأعراض بشكل أسرع وأكثر حدة في الحملان الصغيرة. قد تشمل الأعراض الأخرى إفراز اللعاب المفرط، وطحن الأسنان، والتصرفات غير الطبيعية. في بعض الحالات، قد تظهر الأعراض بشكل خفيف، مما يجعل التشخيص صعبًا.
التشخيص
يعتمد تشخيص داء التواء على عدة عوامل، بما في ذلك الأعراض السريرية، والتاريخ المرضي، والفحوصات المخبرية. تشمل طرق التشخيص:
- الفحص السريري: يقوم الطبيب البيطري بفحص الأغنام المصابة للتحقق من الأعراض المميزة للمرض، مثل الحمى والترنح والتشنجات.
- تحاليل الدم: يتم إجراء تحاليل الدم للكشف عن الأجسام المضادة للفيروس أو لتأكيد وجود الفيروس نفسه. يمكن استخدام تقنيات مثل تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) لتحديد وجود الفيروس في عينات الدم أو الأنسجة.
- عزل الفيروس: يمكن عزل الفيروس من عينات الدم أو الأنسجة في المختبر، ولكن هذه العملية تستغرق وقتًا طويلاً.
- فحص السائل النخاعي: في بعض الحالات، يمكن فحص السائل النخاعي للكشف عن علامات الالتهاب أو وجود الفيروس.
العلاج
لا يوجد علاج شافٍ لداء التواء. يركز العلاج على تخفيف الأعراض ودعم الحيوانات المصابة. تشمل طرق العلاج:
- العلاج الداعم: يشمل توفير الرعاية الداعمة للأغنام المصابة، مثل توفير مأوى دافئ ونظيف، وتوفير الغذاء والماء بسهولة، ومراقبة درجة الحرارة والنشاط.
- الأدوية: يمكن استخدام الأدوية المضادة للالتهابات لتقليل الالتهاب والتورم في الدماغ، والأدوية المضادة للتشنجات للسيطرة على التشنجات العضلية.
- المضادات الحيوية: تستخدم المضادات الحيوية للسيطرة على الالتهابات البكتيرية الثانوية التي قد تصاحب المرض.
تعتمد فرص الشفاء على شدة المرض وسرعة التدخل العلاجي. قد يتعافى بعض الأغنام من المرض، ولكن قد تظل تعاني من بعض المشاكل العصبية الدائمة. معدل الوفيات مرتفع، خاصة في الحالات الشديدة.
الوقاية والسيطرة
تعتبر الوقاية هي أفضل طريقة للسيطرة على داء التواء. تشمل طرق الوقاية:
- التطعيم: يتوفر لقاح فعال ضد فيروس التواء. يجب تطعيم الأغنام بانتظام، خاصة في المناطق التي ينتشر فيها المرض.
- مكافحة القراد: يمكن استخدام مبيدات الحشرات للسيطرة على القراد في المراعي والأماكن التي تعيش فيها الأغنام. يجب فحص الأغنام بانتظام للتأكد من عدم وجود القراد وإزالته في حالة وجوده.
- إدارة المراعي: يجب إدارة المراعي بشكل صحيح لتقليل وجود القراد، مثل إزالة الحشائش الطويلة والأعشاب الضارة، والحفاظ على نظافة المراعي.
- العزل: يجب عزل الأغنام المصابة عن الأغنام السليمة لمنع انتشار المرض.
من المهم التعاون بين المزارعين والأطباء البيطريين والسلطات الصحية لضمان تطبيق إجراءات الوقاية والسيطرة بشكل فعال.
التأثير الاقتصادي
يمثل داء التواء تهديدًا اقتصاديًا كبيرًا لصناعة الأغنام. يمكن أن يؤدي المرض إلى:
- خسائر في الإنتاج: انخفاض إنتاج اللحوم والصوف.
- وفاة الأغنام: خسارة الحيوانات المصابة.
- تكاليف العلاج: تكاليف الأدوية والرعاية البيطرية.
- قيود على التجارة: قد تفرض بعض الدول قيودًا على استيراد الأغنام من المناطق التي ينتشر فيها المرض.
لذلك، فإن تطبيق إجراءات الوقاية والسيطرة أمر ضروري لحماية صحة الحيوانات وتقليل الخسائر الاقتصادية.
خاتمة
داء التواء هو مرض فيروسي خطير يصيب الأغنام ويسبب أعراضًا عصبية حادة. على الرغم من عدم وجود علاج شافٍ، إلا أن الوقاية من خلال التطعيم ومكافحة القراد هي أفضل طريقة للسيطرة على المرض وتقليل تأثيره على صحة الأغنام والاقتصاد. يجب على المزارعين والأطباء البيطريين التعاون لتطبيق إجراءات الوقاية والسيطرة بشكل فعال لحماية الثروة الحيوانية.