التصميم والتطوير
بدأ تطوير محرك “شعاع الشمس السيخي” في عام 1916 استجابةً لطلب من الحكومة البريطانية على محرك قوي وموثوق به للسفن الهوائية. كانت شركة “شعاع الشمس” (Sunbeam) بالفعل شركة تصنيع محركات راسخة، ولديها خبرة في إنتاج محركات الطائرات عالية الأداء. تم تكليف فريق من المهندسين بقيادة لويس كوتالينتي بتصميم المحرك الجديد.
كان تصميم “شعاع الشمس السيخي” طموحًا للغاية. كان من المقرر أن يكون محركًا مكبسًا كبيرًا ذو 12 أسطوانة على شكل V، قادرًا على إنتاج 350 حصانًا. تم تصميم المحرك ليكون قويًا وموثوقًا به، مع التركيز على سهولة الصيانة. تضمنت بعض الميزات الرئيسية للتصميم:
- تصميم على شكل V: سمح تصميم الأسطوانات على شكل V بالحصول على محرك أكثر إحكاما وأخف وزنًا مقارنةً بتصميم الأسطوانات المستقيمة.
- تبريد المياه: استخدم المحرك نظام تبريد بالمياه للحفاظ على درجة حرارة التشغيل المثلى.
- عمود مرفقي واحد: استخدم المحرك عمودًا مرفقيًا واحدًا مصنوعًا من قطعة واحدة من الصلب، مما ساهم في قوته ومتانته.
- أربع صمامات لكل أسطوانة: سمح استخدام أربع صمامات لكل أسطوانة بتحسين كفاءة المحرك وأدائه.
واجه تطوير “شعاع الشمس السيخي” العديد من التحديات. كان التصميم معقدًا، وكان إنتاج المكونات المطلوبة أمرًا صعبًا. بالإضافة إلى ذلك، كانت الحرب العالمية الأولى جارية، مما أدى إلى نقص في المواد والعمال. على الرغم من هذه التحديات، استمر فريق “شعاع الشمس” في العمل على المحرك.
الاختبار والتقييم
تم الانتهاء من عدد قليل من النماذج الأولية من محرك “شعاع الشمس السيخي” في عام 1918. تم إخضاع هذه المحركات لاختبارات مكثفة في مصنع “شعاع الشمس” وفي موقع الاختبار الحكومي في فارنبورو. أظهرت النتائج الأولية أن المحرك كان واعدًا، حيث أنتج قوة حصانية كبيرة وأظهر موثوقية جيدة.
ومع ذلك، كشفت الاختبارات أيضًا عن بعض المشكلات. كان المحرك ثقيلًا جدًا وبطيئًا، وكان استهلاكه للوقود مرتفعًا. بالإضافة إلى ذلك، كان المحرك عرضة للاهتزاز، مما تسبب في مشاكل في المكونات الأخرى. حاول فريق “شعاع الشمس” معالجة هذه المشكلات من خلال إجراء تعديلات على التصميم.
بحلول نهاية الحرب العالمية الأولى في نوفمبر 1918، كان تطوير “شعاع الشمس السيخي” لا يزال قيد التقدم. ألغت الحكومة البريطانية طلبها على المحرك، ولم يتم بذل أي جهد إضافي لإكماله.
النتائج والتأثير
على الرغم من أن محرك “شعاع الشمس السيخي” لم يدخل حيز الإنتاج أبدًا، إلا أنه كان له تأثير كبير على تطوير محركات الطائرات. كان تصميم المحرك مبتكرًا، وقدم العديد من الميزات الجديدة التي تم استخدامها لاحقًا في محركات أخرى. بالإضافة إلى ذلك، ساعدت الخبرة المكتسبة في تطوير “شعاع الشمس السيخي” شركة “شعاع الشمس” على أن تصبح واحدة من الشركات الرائدة في تصنيع محركات الطائرات في فترة ما بين الحربين.
يمكن تلخيص نتائج وتأثير “شعاع الشمس السيخي” فيما يلي:
- لم يتم الانتهاء منه مطلقًا: لم يدخل المحرك حيز الإنتاج بسبب نهاية الحرب العالمية الأولى وتغير الأولويات.
- تصميم مبتكر: قدم تصميم المحرك العديد من الميزات الجديدة التي أثرت على تصميمات المحركات اللاحقة.
- تأثير على “شعاع الشمس”: ساعدت الخبرة المكتسبة في تطوير المحرك شركة “شعاع الشمس” على أن تصبح رائدة في تصنيع محركات الطائرات.
المواصفات (المقدرة)
نظرًا لعدم اكتمال المحرك وعدم دخوله حيز الإنتاج، فإن المواصفات التالية هي تقديرات تستند إلى التصميم المقصود والبيانات المتاحة من النماذج الأولية التي تم اختبارها:
- النوع: محرك مكبسي ذو 12 أسطوانة على شكل V.
- الإزاحة: حوالي 29.4 لتر (1794 بوصة مكعبة).
- القوة المقدرة: حوالي 350 حصانًا.
- نظام التبريد: تبريد بالمياه.
- الوزن: حوالي 840 كجم (1850 رطلاً).
إرث “شعاع الشمس السيخي”
على الرغم من أنه لم يحلق في السماء أبدًا، إلا أن “شعاع الشمس السيخي” يظل مثالًا على الابتكار الهندسي الطموح في فترة الحرب العالمية الأولى. يمثل المحرك قفزة جريئة إلى الأمام في تصميم المحركات، ويسلط الضوء على التحديات التي واجهها المهندسون في ذلك الوقت في سعيهم لإنشاء آلات أكثر قوة وموثوقية للطائرات والسفن الهوائية. إن قصته بمثابة تذكير بأن التقدم غالبًا ما يتحقق من خلال مشاريع لم تكتمل أبدًا، ولكنها مهدت الطريق للابتكارات المستقبلية.
خاتمة
كان محرك “شعاع الشمس السيخي” مشروعًا طموحًا لتطوير محرك قوي للسفن الهوائية خلال الحرب العالمية الأولى. على الرغم من أن المحرك لم يكتمل أبدًا، إلا أنه كان له تأثير كبير على تطوير محركات الطائرات، وساهم في جعل شركة “شعاع الشمس” رائدة في هذا المجال. يظل “شعاع الشمس السيخي” مثالًا على الابتكار الهندسي في ذلك الوقت.