التصميم والتطوير
بحلول عام 1916، كان الطلب على محركات الطائرات مرتفعًا للغاية بسبب الحرب المستمرة. كانت شركة شعاع الشمس، المعروفة بالفعل بصناعة السيارات عالية الجودة، في وضع جيد للاستفادة من هذا الطلب. بدأوا في تطوير محرك طائرات جديد تحت إشراف لويس كوتالان، وهو مهندس موهوب انضم إلى الشركة قبل الحرب.
تم تصميم محرك شعاع الشمس العربي ليكون محركًا قويًا وموثوقًا به. كان محركًا بست أسطوانات في خط مستقيم ومبرد بالماء. تميز بتصميم متطور في ذلك الوقت، بما في ذلك عمود كامات علوي مزدوج وأربع صمامات لكل أسطوانة. سمح هذا التصميم للمحرك بالعمل بسرعات أعلى وإنتاج المزيد من الطاقة.
كانت إحدى الميزات الرئيسية لمحرك شعاع الشمس العربي هي استخدامه المكثف لسبائك الألومنيوم. ساعد ذلك على تقليل وزن المحرك، مما حسن من أدائه في الطائرات. كما استخدم المحرك نظام إشعال مزدوج لزيادة الموثوقية.
عانى المحرك في البداية من بعض المشاكل المتعلقة بالموثوقية، لكن شركة شعاع الشمس عملت بجد للتغلب عليها. تم إجراء عدد من التحسينات على التصميم، وفي النهاية أصبح المحرك موثوقًا به للغاية.
الاستخدام التشغيلي
تم استخدام محرك شعاع الشمس العربي في عدد من الطائرات المختلفة خلال الحرب العالمية الأولى. وشملت هذه الطائرات:
- أرمسترونغ ويتورث FK.8
- مارتنسايد جي.100
- سوبويث 1½ ستراتر
- شورت 184
أثبت المحرك أنه يحظى بشعبية كبيرة بين الطيارين بسبب قوته وموثوقيته. لعب دورًا مهمًا في المجهود الحربي، وساعد في تحقيق النصر للحلفاء.
كان أرمسترونغ ويتورث FK.8 طائرة استطلاع وقاذفة قنابل بريطانية ذات مقعدين تم استخدامها على نطاق واسع خلال الحرب العالمية الأولى. تم تشغيلها بواسطة محرك شعاع الشمس العربي بقوة 150 حصانًا. كانت FK.8 طائرة قوية وقادرة، ولعبت دورًا مهمًا في المجهود الحربي.
كانت مارتنسايد جي.100 طائرة مقاتلة بريطانية تم استخدامها خلال الحرب العالمية الأولى. تم تشغيلها أيضًا بواسطة محرك شعاع الشمس العربي. كانت G.100 طائرة سريعة ورشيقة، وكانت ناجحة في القتال الجوي.
كانت سوبويث 1½ ستراتر طائرة مقاتلة بريطانية تم استخدامها خلال الحرب العالمية الأولى. تم تشغيلها بواسطة محرك شعاع الشمس العربي بقوة 110 حصانًا. كانت 1½ ستراتر طائرة صغيرة ورشيقة، وكانت شائعة بين الطيارين.
كان شورت 184 طائرة برمائية بريطانية تم استخدامها خلال الحرب العالمية الأولى. تم تشغيلها بواسطة محرك شعاع الشمس العربي بقوة 240 حصانًا. كانت 184 طائرة متعددة الاستخدامات، وتم استخدامها لمجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك الاستطلاع وقصف الغواصات.
المواصفات
فيما يلي بعض المواصفات لمحرك شعاع الشمس العربي:
- النوع: محرك بست أسطوانات في خط مستقيم ومبرد بالماء
- التجويف: 120 ملم
- الشوط: 140 ملم
- الإزاحة: 9.5 لتر
- الطاقة: 150 حصانًا عند 1400 دورة في الدقيقة
- الوزن: 272 كجم
النماذج
تم إنتاج عدد قليل من النماذج المختلفة من محرك شعاع الشمس العربي، بما في ذلك:
- العربي الأول: النموذج الأصلي، الذي ينتج 150 حصانًا.
- العربي الثاني: نسخة محسنة، تنتج 170 حصانًا.
- العربي 3: نسخة عالية الضغط، تنتج 200 حصان.
كان العربي 3 هو الأقوى بين النماذج الثلاثة، ولكنه كان أيضًا الأكثر عرضة للمشاكل المتعلقة بالموثوقية. تم استخدام العربي الأول والثاني على نطاق واسع، وأثبتا أنهما يتمتعان بموثوقية عالية.
البقاء على قيد الحياة
نجا عدد قليل من محركات شعاع الشمس العربي حتى يومنا هذا، والعديد منها معروض في المتاحف. يمثل المحرك قطعة مهمة من تاريخ الطيران، وهو شهادة على مهارة المهندسين الذين قاموا بتصميمه وتصنيعه.
الإرث
يُذكر محرك شعاع الشمس العربي لمساهمته في المجهود الحربي خلال الحرب العالمية الأولى. كان محركًا قويًا وموثوقًا به ساعد في تشغيل بعض أهم الطائرات في ذلك الوقت. كما لعب دورًا في تطوير تكنولوجيا محركات الطائرات، وساعد في تمهيد الطريق للتطورات المستقبلية.
اليوم، يُنظر إلى محرك شعاع الشمس العربي على أنه تحفة هندسية. إنه تذكير بإبداع وابتكار المهندسين الأوائل الذين ساعدوا في جعل الطيران حقيقة واقعة.
خاتمة
كان محرك شعاع الشمس العربي محرك طائرات بريطانيًا هامًا من فترة الحرب العالمية الأولى. تميز بتصميمه المبتكر واستخدامه للمواد خفيفة الوزن، وقد ساهم بشكل كبير في قوة الطائرات التي استخدمته. على الرغم من بعض المشاكل الأولية، أصبح المحرك موثوقًا به ولعب دورًا حاسمًا في المجهود الحربي. يظل إرثه كتحفة هندسية وعلامة فارقة في تاريخ الطيران.