الوصف والمظهر
يتميز البترول الرمادي بحجمه المتوسط، حيث يبلغ طوله حوالي 48 إلى 50 سم، ويصل طول جناحيّه إلى حوالي 120 إلى 130 سم. يتميز بريش رمادي اللون بشكل عام، مع وجود بقع بنية على الظهر والأجنحة. يكون الرأس والرقبة رماديين أيضًا، مع وجود منقار ضخم بلون قرني. الأرجل والسيقان وردية اللون.
يختلف مظهر البترول الرمادي عن الأنواع الأخرى من طيور البترول، وخاصة البترول البني، الذي يشترك معه في بعض الموائل. يمكن تمييزه من خلال لونه الرمادي المميز، وحجمه الأكبر قليلاً.
التوزيع والموطن
يتواجد البترول الرمادي في المحيطات الجنوبية، وخاصة في المناطق الواقعة حول القارة القطبية الجنوبية. يتكاثر هذا الطائر في المستعمرات الموجودة على الجزر النائية، مثل جزر ماكواري، وجزر كيرغيلين، وجزر برينس إدوارد، وجزر أوكلاند.
يقضي البترول الرمادي معظم حياته في البحر، حيث يطير لمسافات طويلة بحثًا عن الطعام. خلال موسم التكاثر، يعود إلى الجزر للتكاثر وبناء الأعشاش.
السلوك والتغذية
البترول الرمادي هو طائر بحري نشط يقضي معظم وقته في الطيران فوق المحيط. يتغذى بشكل رئيسي على الحبار والأسماك والقشريات التي يصطادها من سطح الماء أو بالغطس فيه. يستخدم منقاره القوي لالتقاط الفريسة، كما أنه ماهر في الطيران والغطس.
يعيش البترول الرمادي في مستعمرات كبيرة خلال موسم التكاثر. يبني أعشاشه على الأرض، وعادة ما تكون في الجحور أو تحت النباتات الكثيفة. يضع الزوج عادة بيضة واحدة في كل موسم تكاثر. يقوم كلا الوالدين برعاية البيض والصغار.
التكاثر
يتكاثر البترول الرمادي في مستعمرات كبيرة على الجزر النائية. يبدأ موسم التكاثر عادة في شهر سبتمبر أو أكتوبر، حيث يعود الطيور إلى مستعمرات التكاثر. تبني الطيور أعشاشها في الجحور أو تحت النباتات الكثيفة لحمايتها من الظروف الجوية والافتراس.
تضع الأنثى بيضة واحدة فقط في كل موسم تكاثر. يفقس البيض بعد حوالي 55 إلى 60 يومًا. يقوم كلا الوالدين برعاية البيض والصغار، حيث يتناوبان على توفير الغذاء والحماية. يستغرق الصغار حوالي 100 إلى 120 يومًا قبل أن يصبحوا قادرين على الطيران وترك العش.
الحالة والحفظ
يصنف البترول الرمادي على أنه “قريب من التهديد” من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN). على الرغم من أن أعداده مستقرة نسبيًا، إلا أن هناك بعض التهديدات التي تواجه هذا النوع، مثل:
- الافتراس من قبل الثدييات الغريبة، مثل القطط والفئران التي تدخل الجزر.
- التغيرات المناخية وتأثيرها على توافر الغذاء.
- التلوث البلاستيكي، حيث يمكن للطيور ابتلاع البلاستيك في المحيط.
- الصيد العرضي في شباك الصيد.
تبذل جهود للحفاظ على البترول الرمادي، بما في ذلك:
- مكافحة الأنواع الغازية في مستعمرات التكاثر.
- حماية المناطق التي تتكاثر فيها هذه الطيور.
- تنظيم أنشطة الصيد للحد من الصيد العرضي.
- زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على هذا النوع.
العلاقة مع البشر
لم يكن البترول الرمادي هدفًا رئيسيًا للصيد من قبل البشر. ومع ذلك، قد يتأثر هذا الطائر بالأنشطة البشرية الأخرى، مثل الصيد والتلوث والتغيرات المناخية. تلعب جهود الحفظ دورًا حيويًا في الحفاظ على هذا النوع.
أهمية البترول الرمادي في النظام البيئي
يلعب البترول الرمادي دورًا هامًا في النظام البيئي للمحيطات الجنوبية. فهو يساعد في تنظيم أعداد الفريسة، مثل الحبار والأسماك، ويوفر الغذاء للحيوانات المفترسة الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، يساعد البترول الرمادي في نقل العناصر الغذائية من البحر إلى البر، من خلال فضلاته.
خاتمة
البترول الرمادي هو طائر بحري رائع يعيش في المحيطات الجنوبية. على الرغم من كونه “قريبًا من التهديد”، إلا أن هناك جهودًا مبذولة للحفاظ عليه وحماية موطنه. من خلال فهم سلوكه وأهميته في النظام البيئي، يمكننا العمل على ضمان بقائه على المدى الطويل.