المدمرة إتش إم إيه إس سكسس (1918)
كانت المدمرة “إتش إم إيه إس سكسس” (HMAS Success) أول سفينة تحمل هذا الاسم في البحرية الملكية الأسترالية. كانت هذه المدمرة جزءًا من فئة “إس” (S-class) من المدمرات، والتي صُممت وبُنيت خلال الحرب العالمية الأولى. تم إطلاقها في عام 1918، أي في المراحل الأخيرة من الحرب، وشاركت في بعض العمليات قبل نهاية الحرب.
المواصفات الفنية:
- الإزاحة: حوالي 1,075 طنًا
- الطول: 276 قدمًا (84 مترًا)
- الشعاع: 26 قدمًا و 8 بوصات (8.1 مترًا)
- السرعة: تصل إلى 36 عقدة (67 كم/ساعة)
- التسليح:
- 3 × مدافع عيار 4 بوصات (102 ملم)
- 1 × مدفع مضاد للطائرات عيار 3 بوصات (76 ملم)
- 4 × أنابيب طوربيد عيار 21 بوصة (533 ملم)
الخدمة في الحرب العالمية الأولى وما بعدها:
على الرغم من أن “إتش إم إيه إس سكسس” أُطلقت في نهاية الحرب العالمية الأولى، إلا أنها لم تشارك في معارك كبيرة. بعد الحرب، خدمت السفينة في مهام مختلفة، بما في ذلك التدريب والدوريات. لعبت دورًا هامًا في فترة ما بين الحربين، حيث شاركت في العديد من المناورات البحرية وتمارين التدريب التي ساهمت في الحفاظ على جاهزية البحرية الأسترالية.
التقاعد:
تم إخراج المدمرة “إتش إم إيه إس سكسس” من الخدمة في عام 1930. بحلول ذلك الوقت، كانت المدمرات الأحدث والأكثر تطوراً قد دخلت الخدمة، مما جعل السفن القديمة مثل “إتش إم إيه إس سكسس” أقل فعالية في مواجهة التهديدات البحرية الحديثة. بيعت السفينة للخردة في وقت لاحق.
سفينة الإمداد القتالية إتش إم إيه إس سكسس (1984-2019)
السفينة الثانية التي حملت اسم “إتش إم إيه إس سكسس” كانت سفينة إمداد قتالية (AOR – Auxiliary Oiler Replenishment). تم بناؤها في أستراليا ودخلت الخدمة في عام 1986، وكانت جزءًا حيويًا من الأسطول الأسترالي لأكثر من ثلاثة عقود.
التصميم والبناء:
تم تصميم “إتش إم إيه إس سكسس” لتوفير الدعم اللوجستي للأسطول الأسترالي، مما يسمح للسفن الحربية بالبقاء في البحر لفترات أطول دون الحاجة إلى العودة إلى الميناء لإعادة التزود بالإمدادات. كانت السفينة قادرة على نقل الوقود والمياه والمؤن والذخائر، مما يجعلها منصة دعم متعددة الاستخدامات.
المواصفات الفنية:
- الإزاحة: حوالي 17,720 طنًا (حمولة كاملة)
- الطول: 172.4 مترًا
- الشعاع: 25.3 مترًا
- السرعة: تصل إلى 20 عقدة (37 كم/ساعة)
- السعة:
- حوالي 8,000 طن من زيت الوقود البحري
- حوالي 250 طنًا من وقود الطائرات
- حوالي 270 طنًا من المياه العذبة
- كميات كبيرة من الذخائر والمؤن
- التسليح:
- مدافع رشاشة
- نظام دفاع صاروخي قريب المدى (CIWS) للدفاع عن النفس
المهام والعمليات:
شاركت “إتش إم إيه إس سكسس” في مجموعة واسعة من المهام والعمليات، بما في ذلك:
- العمليات البحرية الروتينية: توفير الدعم اللوجستي للسفن الأسترالية العاملة في المحيط الهادئ والمحيط الهندي والمناطق الأخرى.
- التمارين البحرية: المشاركة في التمارين البحرية الثنائية والمتعددة الأطراف مع دول أخرى، لتعزيز التعاون والتكامل بين القوات البحرية المختلفة.
- العمليات الإنسانية: تقديم المساعدة الإنسانية والإغاثة في حالات الكوارث الطبيعية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. على سبيل المثال، شاركت السفينة في جهود الإغاثة بعد تسونامي المحيط الهندي في عام 2004.
- حفظ السلام: دعم عمليات حفظ السلام الدولية التي تشارك فيها أستراليا.
- مكافحة القرصنة: المشاركة في جهود مكافحة القرصنة في المياه قبالة سواحل الصومال وغيرها من المناطق المعرضة للخطر.
الابتكارات والتحديثات:
خضعت “إتش إم إيه إس سكسس” لعدة تحديثات خلال فترة خدمتها، بهدف تحسين قدراتها وإطالة عمرها التشغيلي. تضمنت هذه التحديثات ترقية الأنظمة الإلكترونية وأنظمة الملاحة، بالإضافة إلى تحسينات في أنظمة الدفع والتحكم. كما تم تجهيز السفينة بتقنيات حديثة لتحسين كفاءة استهلاك الوقود وتقليل الأثر البيئي لعملياتها.
حادثة 2011:
في عام 2011، تعرضت السفينة لحادث عندما اشتعلت النيران في غرفة المحركات أثناء وجودها في البحر. تمكن الطاقم من إخماد الحريق بسرعة، ولم تقع إصابات خطيرة. ومع ذلك، تسبب الحريق في أضرار كبيرة للسفينة، مما استدعى إجراء إصلاحات مكلفة.
التقاعد والاستبدال:
تم إخراج “إتش إم إيه إس سكسس” من الخدمة في يونيو 2019، بعد أكثر من 30 عامًا من الخدمة المتميزة. تم استبدالها بسفينتي إمداد جديدتين، هما “إتش إم إيه إس ستيرلنج” و “إتش إم إيه إس سيريوس”، اللتين تتمتعان بقدرات أكبر وتقنيات أحدث.
الأهمية التاريخية:
كانت “إتش إم إيه إس سكسس” سفينة حيوية في البحرية الملكية الأسترالية، حيث قدمت الدعم اللوجستي الضروري للأسطول الأسترالي على مدى ثلاثة عقود. لعبت دورًا هامًا في ضمان قدرة البحرية الأسترالية على العمل بفعالية في جميع أنحاء العالم، وساهمت في حماية المصالح الأسترالية وتقديم المساعدة الإنسانية للمحتاجين.
إرث “إتش إم إيه إس سكسس”
يعكس اسم “إتش إم إيه إس سكسس” تاريخًا من الخدمة والتفاني في البحرية الملكية الأسترالية. سواء كانت مدمرة شاركت في الحرب العالمية الأولى أو سفينة إمداد قتالية خدمت لأكثر من ثلاثة عقود، فقد تركت كلتا السفينتين بصمة واضحة في تاريخ البحرية الأسترالية. يظل اسم “سكسس” رمزًا للجودة والكفاءة والالتزام بأمن أستراليا وحلفائها.
خاتمة
إن قصة “إتش إم إيه إس سكسس” هي قصة سفينتين لعبتا أدوارًا مهمة في تاريخ البحرية الملكية الأسترالية. المدمرة “إتش إم إيه إس سكسس” التي أطلقت في عام 1918، على الرغم من قصر فترة خدمتها، إلا أنها مثلت جزءًا من القدرات البحرية الأسترالية في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى. أما سفينة الإمداد القتالية “إتش إم إيه إس سكسس” التي خدمت من عام 1986 حتى 2019، فقد كانت حجر الزاوية في دعم العمليات البحرية الأسترالية، مما سمح للأسطول بالبقاء في البحر لفترات طويلة والمشاركة في مهام متنوعة، من العمليات الروتينية إلى الإغاثة الإنسانية ومكافحة القرصنة. يبقى اسم “إتش إم إيه إس سكسس” محفورًا في تاريخ البحرية الأسترالية كرمز للنجاح والتميز.