مقدمة
وارد ليروي تشرشل (ولد في 2 أكتوبر 1947) هو مؤلف وناشط سياسي أمريكي. كان أستاذاً في دراسات الشعوب الأصلية في جامعة كولورادو بولدر. اشتهر تشرشل بآرائه المثيرة للجدل حول قضايا مثل الإرهاب، والأمريكيين الأصليين، والسياسة الخارجية الأمريكية. وقد أثارت كتاباته ومحاضراته جدلاً واسعاً، مما أدى إلى تدقيق أكاديمي وتقاعده المبكر من جامعة كولورادو.
حياته المبكرة وتعليمه
ولد وارد تشرشل في إلينوي ونشأ في منطقة بيوريا. التحق بكلية مجتمع إلينوي الوسطى قبل أن ينتقل إلى جامعة إلينوي في سبرينغفيلد، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الاتصالات عام 1975 وعلى درجة الماجستير في الاتصالات عام 1978.
خدم تشرشل في البحرية الأمريكية خلال حرب فيتنام. بعد خدمته العسكرية، انخرط في حركة الأمريكيين الأصليين وعمل كناشط وصحفي. بدأ حياته الأكاديمية في أواخر الثمانينيات، حيث قام بالتدريس في عدد من الكليات والجامعات قبل انضمامه إلى جامعة كولورادو بولدر في عام 1990.
مسيرته الأكاديمية
قضى وارد تشرشل معظم حياته المهنية الأكاديمية في جامعة كولورادو بولدر، حيث حصل على منصب الأستاذية في دراسات الشعوب الأصلية. ركزت أبحاثه وكتاباته على تاريخ وثقافة وقضايا الأمريكيين الأصليين، بالإضافة إلى قضايا أوسع تتعلق بالإمبريالية والعنصرية والعدالة الاجتماعية.
بعض أبرز أعماله تشمل:
- “Fantacies of the Master Race: Literature, Cinema and the Colonization of American Indians”
- “Struggle for the Land: Indigenous Resistance to Genocide, Ecocide and Expropriation in Contemporary North America”
- “A Little Matter of Genocide: Holocaust and Denial in the Americas 1492 to the Present”
أثارت أعمال تشرشل الأكاديمية إعجاباً وتقديراً من بعض الباحثين، بينما انتقدها آخرون بسبب منهجيتها ومواقفها السياسية الظاهرة.
الجدل والانتقادات
أثارت آراء وارد تشرشل وكتاباته جدلاً واسعاً، خاصة فيما يتعلق بهجمات 11 سبتمبر. في مقال نُشر عام 2001، وصف ضحايا مركز التجارة العالمي بأنهم “فنيون صغار” في “النظام التكنولوجي” للإمبريالية الأمريكية. أثارت هذه التصريحات غضباً شديداً ودعوات إلى فصله من جامعة كولورادو.
أجرت الجامعة تحقيقاً في كتابات تشرشل وأدائه الأكاديمي. وخلص التحقيق إلى أنه ارتكب سوء سلوك أكاديمي، بما في ذلك الانتحال والتزوير. تم فصل تشرشل في عام 2007.
رفع تشرشل دعوى قضائية ضد جامعة كولورادو، مدعياً أنه تم فصله بشكل غير قانوني بسبب آرائه السياسية. في عام 2009، حكمت هيئة محلفين لصالحه ووجدت أن الجامعة قد انتهكت حقوقه الدستورية. ومع ذلك، لم تمنح هيئة المحلفين تشرشل أي تعويضات مالية.
بالإضافة إلى الجدل حول كتاباته حول 11 سبتمبر، واجه تشرشل انتقادات بسبب ادعائه بأنه أمريكي أصلي. شكك بعض النقاد في أصوله القبلية وأكدوا أنه لا يستوفي معايير التسجيل في أي قبيلة معترف بها فيدرالياً.
ردود الفعل على الجدل
كان للجدل المحيط بـ وارد تشرشل تأثير كبير على مسيرته الأكاديمية وسمعته. أدت تصريحاته وكتاباته إلى رد فعل عنيف واسع النطاق، وأدت تحقيقات سوء السلوك الأكاديمي إلى فصله من جامعة كولورادو. ومع ذلك، ظل تشرشل شخصية مثيرة للجدل واستمر في الكتابة والتحدث عن القضايا التي يهتم بها.
أثار الجدل حول تشرشل أسئلة مهمة حول حرية التعبير، والمسؤولية الأكاديمية، ودور الجامعات في معالجة الآراء المثيرة للجدل. كما سلط الضوء على التوترات المستمرة بين الأوساط الأكاديمية والسياسة، وبين الحقوق الفردية وحماية المجتمع.
إرثه وتأثيره
على الرغم من الجدل المحيط به، كان لوارد تشرشل تأثير كبير على دراسات الشعوب الأصلية وعلى الخطاب السياسي حول قضايا مثل الإمبريالية والعنصرية والعدالة الاجتماعية. ألهمت كتاباته ونشاطه العديد من الطلاب والناشطين، وساهم في زيادة الوعي بقضايا الأمريكيين الأصليين.
ومع ذلك، يظل تشرشل شخصية مثيرة للجدل، ولا يزال إرثه موضع نقاش. يرى البعض أنه مدافع شجاع عن حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، بينما يرى آخرون أنه مثير للجدل ويستحق الانتقاد بسبب آرائه وكتاباته.
المنشورات الرئيسية
- “Marxism and Native Americans” (1983)
- “Indians Are Us?: Culture and Genocide in Native North America” (1994)
- “From a Native Son: Selected Essays on Indigenism, Sovereignty, and Reconciliation” (1996)
- “Acts of Rebellion: Indigenous Insurgents, Cultural Warriors” (2003)
- “Pacifying the Homeland: Intelligence Fusion and Mass Supervision” (2018)
جوائز وتكريمات
على الرغم من الجدل المحيط به، حصل وارد تشرشل على عدد من الجوائز والتكريمات خلال حياته المهنية، بما في ذلك:
- جائزة Gustavus Myers للكتاب المتميز في حقوق الإنسان (1994)
- جائزة American Book Award عن كتابه “Indians Are Us?” (1994)
خاتمة
وارد تشرشل هو شخصية معقدة ومثيرة للجدل، اشتهر بآرائه القوية وكتاباته حول قضايا مثل الإرهاب والأمريكيين الأصليين والسياسة الخارجية الأمريكية. على الرغم من الجدل والانتقادات التي واجهها، كان له تأثير كبير على دراسات الشعوب الأصلية وعلى الخطاب السياسي حول قضايا العدالة الاجتماعية. سواء اعتبر مدافعًا شجاعًا أو شخصية مثيرة للجدل، فمن المؤكد أن إرث وارد تشرشل سيستمر في إثارة النقاش والتفكير.