نشأته وتعليمه
ولد إدوارد أرشيبالد راجلز-بريز في 19 سبتمبر 1882، وهو ابن إيفلين راجلز-بريز. تلقى تعليمه في كلية إيتون، وهي مدرسة داخلية مرموقة للبنين، ثم التحق بكلية ترينيتي في كامبريدج، إحدى أعرق الكليات في جامعة كامبريدج. هذه الخلفية التعليمية المتميزة وفرت له أساسًا قويًا لمسيرته المهنية اللاحقة في السياسة والإدارة العامة.
حياته المهنية العسكرية
انضم راجلز-بريز إلى الجيش البريطاني، وخدم في فوج إسكس. شارك في الحرب العالمية الأولى، حيث تمت ترقيته إلى رتبة عقيد. خدمت تجربته العسكرية في تشكيل شخصيته ومهاراته القيادية، مما جعله مؤهلاً للمناصب اللاحقة التي شغلها.
دخوله المعترك السياسي
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، دخل راجلز-بريز المعترك السياسي. انتخب عضوًا في البرلمان عن دائرة مالدون في إسكس في الانتخابات الفرعية عام 1922. خسر مقعده في عام 1923، لكنه استعاده في عام 1924 وظل عضوًا في البرلمان حتى عام 1929. خلال فترة وجوده في البرلمان، لعب دورًا نشطًا في المناقشات واللجان المختلفة، حيث دافع عن قضايا الإصلاح الاجتماعي وتحسين الظروف المعيشية.
مفوض السجون
في عام 1921، عُين راجلز-بريز مفوضًا للسجون، وهو منصب شغله حتى عام 1939. خلال فترة ولايته، أحدث تغييرات جذرية في نظام السجون البريطاني، بهدف جعله أكثر إنسانية وإصلاحية. كان يؤمن إيمانًا راسخًا بأن السجون يجب ألا تكون مجرد أماكن للعقاب، بل يجب أن تكون أيضًا مراكز لإعادة التأهيل وإعداد السجناء للعودة إلى المجتمع كمواطنين صالحين.
إصلاحات نظام السجون
أدخل راجلز-بريز العديد من الإصلاحات الهامة في نظام السجون، بما في ذلك:
- تحسين الظروف المعيشية: عمل على تحسين الظروف الصحية والنظافة في السجون، وتوفير الغذاء المناسب والملابس النظيفة للسجناء.
- توفير التعليم والتدريب المهني: أدرك أهمية التعليم والتدريب المهني في إعادة تأهيل السجناء، لذلك قام بتوفير برامج تعليمية وتدريبية متنوعة لمساعدة السجناء على اكتساب مهارات جديدة تمكنهم من الحصول على وظائف بعد إطلاق سراحهم.
- تطوير نظام الإفراج المشروط: قام بتطوير نظام الإفراج المشروط، الذي يسمح بالإفراج عن السجناء قبل انتهاء مدة عقوبتهم، بشرط أن يلتزموا بشروط معينة، مثل حسن السلوك والعمل المنتظم.
- تحسين معاملة السجناء: أكد على أهمية معاملة السجناء باحترام وكرامة، ومنع استخدام العنف والإيذاء ضدهم.
- إنشاء سجون مفتوحة: قام بإنشاء سجون مفتوحة، وهي سجون ذات إجراءات أمنية أقل، تسمح للسجناء بالعمل والدراسة خارج السجن، وتساعدهم على الاندماج التدريجي في المجتمع.
كان لهذه الإصلاحات تأثير كبير على نظام السجون البريطاني، حيث ساهمت في تحسين الظروف المعيشية للسجناء، وزيادة فرص إعادة تأهيلهم، وخفض معدلات الجريمة.
تكريمه
تقديراً لخدماته الجليلة، حصل راجلز-بريز على لقب بارونيت في عام 1935. هذا اللقب الوراثي يعكس المكانة الرفيعة التي وصل إليها في المجتمع البريطاني، والتقدير الذي حظي به من قبل الحكومة والشعب.
حياته الشخصية
تزوج السير إدوارد راجلز-بريز من دوروثي فرانسيس هودجكينز، وأنجبا ثلاثة أبناء. كان يتمتع بسمعة طيبة كشخص نزيه ومخلص، وكان يحظى باحترام زملائه ومرؤوسيه.
وفاته
توفي السير إدوارد راجلز-بريز في 12 مايو 1942 عن عمر يناهز 59 عامًا. ترك وراءه إرثًا كبيرًا كواحد من أبرز الشخصيات في إصلاح نظام السجون في بريطانيا. لا تزال إصلاحاته تلهم العاملين في مجال العدالة الجنائية حتى يومنا هذا.
أفكاره حول العدالة والإصلاح
كان راجلز-بريز يؤمن بأن نظام العدالة يجب أن يركز على إعادة التأهيل وليس مجرد العقاب. كان يرى أن السجون يجب أن تكون أماكن لإصلاح السلوك، وتوفير الفرص للسجناء لتغيير حياتهم. كان يعتقد أيضًا أن المجتمع يتحمل مسؤولية مساعدة السجناء السابقين على الاندماج مرة أخرى في المجتمع، وتوفير الدعم اللازم لهم لتجنب العودة إلى الجريمة. هذه الأفكار كانت تعتبر تقدمية للغاية في عصره، لكنها أصبحت الآن جزءًا أساسيًا من فلسفة العدالة الجنائية الحديثة.
تأثيره المستمر
لا يزال إرث السير إدوارد راجلز-بريز يلهم العاملين في مجال العدالة الجنائية في جميع أنحاء العالم. تُدرس إصلاحاته في الجامعات والمعاهد المتخصصة، وتُستخدم كنموذج لتحسين نظام السجون في العديد من البلدان. يُعتبر راجلز-بريز رائدًا في مجال إصلاح السجون، وشخصية بارزة في تاريخ العدالة الجنائية.
خاتمة
كان السير إدوارد أرشيبالد راجلز-بريز شخصية بارزة في تاريخ بريطانيا، حيث ترك بصمة واضحة في مجال إصلاح نظام السجون. من خلال إصلاحاته الرائدة، ساهم في تحسين الظروف المعيشية للسجناء، وزيادة فرص إعادة تأهيلهم، وخفض معدلات الجريمة. يعتبر إرثه مصدر إلهام للعاملين في مجال العدالة الجنائية حتى يومنا هذا.