مقدمة
جانيت إليزابيث سميث (ولدت عام 1950) هي عالمة كلاسيكيات وفيلسوفة أمريكية، وأستاذة سابقة في علم اللاهوت الأخلاقي في معهد القلب المقدس اللاهوتي (Sacre).
حياتها وتعليمها
ولدت جانيت إليزابيث سميث في عام 1950، وحصلت على درجة البكالوريوس من كلية غرينيل في عام 1972. ثم حصلت على درجة الماجستير في الآداب من جامعة ييل في عام 1976، ودرجة الدكتوراه في الفلسفة الكلاسيكية من جامعة تورنتو في عام 1980.
مسيرتها المهنية
بدأت سميث مسيرتها المهنية في التدريس في جامعة نوتردام، حيث عملت كأستاذ مساعد في قسم الفلسفة من عام 1980 إلى عام 1985. ثم انتقلت إلى جامعة دالاس، حيث عملت كأستاذ مشارك في قسم الفلسفة من عام 1985 إلى عام 1991. في عام 1991، انضمت إلى هيئة التدريس في معهد القلب المقدس اللاهوتي، حيث عملت كأستاذة في علم اللاهوت الأخلاقي حتى تقاعدها.
خلال مسيرتها المهنية، كانت سميث أستاذة زائرة في العديد من المؤسسات، بما في ذلك جامعة برنستون وجامعة هارفارد وجامعة أوكسفورد. كما قدمت محاضرات وورش عمل على نطاق واسع حول مجموعة متنوعة من الموضوعات، بما في ذلك الأخلاق واللاهوت والفلسفة.
أعمالها الفكرية ومساهماتها
تُعرف جانيت إي. سميث بعملها في مجال الأخلاق وعلم اللاهوت الأخلاقي. كتبت على نطاق واسع حول مجموعة متنوعة من الموضوعات، بما في ذلك الأخلاق الجنسية والأخلاق الحيوية والأخلاق الاجتماعية. غالبًا ما تستند أعمالها إلى الفلسفة الكلاسيكية واللاهوت المسيحي.
من أبرز مساهمات سميث الفكرية:
- الدفاع عن التعليم المسيحي التقليدي: كانت سميث مدافعًا قويًا عن التعليم المسيحي التقليدي، وخاصة فيما يتعلق بالأخلاق الجنسية. جادلت بأن التعاليم المسيحية التقليدية حول الجنس هي ضرورية لرفاهية الأفراد والمجتمع.
- نقد النسبية الأخلاقية: انتقدت سميث النسبية الأخلاقية، التي ترى أن الحق والباطل هما أمران نسبيان يختلفان باختلاف الثقافات والأفراد. جادلت بأن هناك حقائق أخلاقية موضوعية يمكن اكتشافها من خلال العقل والإيمان.
- تطبيق الفلسفة الكلاسيكية على القضايا المعاصرة: سعت سميث إلى تطبيق مبادئ الفلسفة الكلاسيكية على القضايا الأخلاقية المعاصرة. على سبيل المثال، استخدمت أفكار أرسطو حول الفضيلة لتحليل قضايا مثل الإجهاض والانتحار والموت الرحيم.
مؤلفاتها الرئيسية
ألفت جانيت إي. سميث العديد من الكتب والمقالات المؤثرة، من بينها:
- Humanae Vitae: A Generation Later (1991): وهو تحليل للدائرة البابوية “Humanae Vitae” التي أصدرها البابا بولس السادس حول تنظيم النسل. تدافع سميث في هذا الكتاب عن موقف الكنيسة الكاثوليكية بشأن تنظيم النسل، وتنتقد المعارضة لهذا الموقف.
- The Right to Privacy (1993): وهو نقد لمفهوم “الحق في الخصوصية” كما يتم استخدامه في المناقشات حول الإجهاض وتنظيم النسل. تجادل سميث بأن هذا المفهوم غالبًا ما يُستخدم لتبرير ممارسات غير أخلاقية.
- Life Issues, Medical Choices: Questions and Answers for Catholics (1993, revised 2021): دليل شامل للقضايا الأخلاقية المتعلقة بالحياة والطب، موجه خصيصًا إلى الكاثوليك. يتناول الكتاب موضوعات مثل الإجهاض والاستنساخ والموت الرحيم والتبرع بالأعضاء.
- Self-Gift: Essays on Humanae Vitae and the Thought of John Paul II (2017): مجموعة من المقالات حول الدائرة البابوية “Humanae Vitae” وفكر البابا يوحنا بولس الثاني. تستكشف المقالات العلاقة بين الجنس والحب والزواج والأخلاق.
- On Love, Sex, and Marriage (2018): كتاب يقدم نظرة شاملة على الحب والجنس والزواج من منظور مسيحي. يعالج الكتاب قضايا معاصرة مثل الزواج المثلي والطلاق وتحديد النسل.
أهميتها وتأثيرها
تعتبر جانيت إي. سميث شخصية مؤثرة في مجال الأخلاق وعلم اللاهوت الأخلاقي. لقد أثرت أعمالها على العديد من المفكرين والباحثين والطلاب. كما أنها كانت صوتًا مهمًا في المناقشات العامة حول القضايا الأخلاقية المعاصرة.
تقديرًا لإسهاماتها، حصلت سميث على العديد من الجوائز والتكريمات، بما في ذلك:
- جائزة Cardo Scholar من مركز الكاردو.
- درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة فرانسيسكان في ستوبنفيل.
- جائزة أعضاء هيئة التدريس المتميزين من معهد القلب المقدس اللاهوتي.
جدالات وآراء
على الرغم من تقديرها الواسع، إلا أن آراء جانيت إي. سميث كانت موضوعًا للجدل والنقاش. على سبيل المثال، تعرضت لانتقادات بسبب دفاعها عن التعاليم المسيحية التقليدية حول الأخلاق الجنسية ومعارضتها للإجهاض وتنظيم النسل. يرى منتقدوها أن هذه الآراء متطرفة وغير متوافقة مع القيم الحديثة.
ومع ذلك، يرى أنصارها أن سميث تقدم حججًا قوية ومدروسة جيدًا للدفاع عن معتقداتها. إنهم يقدرون التزامها بالحقيقة واستعدادها للتعبير عن آرائها بصراحة وصدق، حتى عندما تكون غير شعبية.
خاتمة
جانيت إي. سميث هي عالمة وفيلسوفة بارزة، ساهمت بشكل كبير في مجال الأخلاق وعلم اللاهوت الأخلاقي. تتميز أعمالها بالدقة الفكرية والالتزام بالقيم التقليدية والرغبة في معالجة القضايا المعاصرة برؤية واضحة. على الرغم من أنها قد تكون شخصية مثيرة للجدل في بعض الأحيان، إلا أن تأثيرها على الفكر المسيحي والأخلاقي لا يمكن إنكاره.