مقدمة
لويس بونين (28 مارس 1904 – 17 فبراير 1994) كان رسامًا أمريكيًا ومحركًا للدمى ورائدًا في مجال الرسوم المتحركة بالإيقاف الحركي. اشتهر بعمله المبتكر في الرسوم المتحركة للدمى، وخاصة فيلمه “الحارس الجشع” (The Greedy Guard) وفيلمه الطويل المثير للجدل “بابا الفيل” (Papa the Elephant) الذي صدر عام 1957، والذي أثار خلافًا مع شركة والت ديزني.
حياته المبكرة
ولد لو بونين في روسيا عام 1904. هاجرت عائلته إلى الولايات المتحدة عندما كان طفلاً. نشأ في مدينة نيويورك، حيث أظهر موهبة فنية مبكرة. درس في رابطة طلاب الفنون في نيويورك، حيث صقل مهاراته في الرسم والنحت. خلال فترة الكساد الكبير، عمل بونين في مشاريع مختلفة لدعم نفسه، بما في ذلك الرسم والنحت وصناعة الدمى.
بداياته في صناعة الدمى
بدأ بونين حياته المهنية في صناعة الدمى في الثلاثينيات من القرن الماضي. أسس ورشة عمل في مدينة نيويورك، حيث قام بتصميم وصنع الدمى لمجموعة متنوعة من العملاء، بما في ذلك المسارح والمدارس والمتاجر الكبرى. سرعان ما اكتسب سمعة طيبة في مهارته وحرفيته، وأصبح مطلوبًا للغاية كصانع دمى.
الرسوم المتحركة بالإيقاف الحركي
في الأربعينيات من القرن الماضي، بدأ بونين في تجربة الرسوم المتحركة بالإيقاف الحركي. كان مفتونًا بإمكانية إضفاء الحيوية على دمىه، وسرعان ما أصبح ماهرًا في هذه التقنية. أنتج عددًا من الأفلام القصيرة المتحركة بالإيقاف الحركي، والتي نالت استحسان النقاد والجماهير.
- “الحارس الجشع” (The Greedy Guard): أحد أشهر أفلامه القصيرة، وهو فيلم رسوم متحركة ساخر يروي قصة حارس بخيل يحاول منع الآخرين من الاستمتاع بمتنزه.
- “بيتر يذهب إلى القمر” (Peter Goes to the Moon): فيلم رسوم متحركة تعليمي يهدف إلى تعريف الأطفال بمفهوم السفر إلى الفضاء.
تميزت أعمال بونين في الرسوم المتحركة بالإيقاف الحركي بأسلوبه الفريد والمميز. كان معروفًا باهتمامه بالتفاصيل، وشخصياته المعبرة، وسرد القصص الخيالي. غالبًا ما كان يستخدم الفكاهة والسخرية في أفلامه، مما جعلها جذابة للبالغين والأطفال على حد سواء.
فيلم “بابا الفيل” والنزاع مع ديزني
في الخمسينيات من القرن الماضي، شرع بونين في مشروعه الأكثر طموحًا: فيلم روائي طويل متحرك بالإيقاف الحركي بعنوان “بابا الفيل” (Papa the Elephant). استند الفيلم إلى قصة للأطفال كتبها بونين نفسه، وروى قصة فيل يتيم يهرب من السيرك وينطلق في مغامرة عبر الغابة. واجه بونين العديد من التحديات في إنتاج الفيلم، بما في ذلك الصعوبات المالية والمشاكل التقنية. ومع ذلك، استمر في عمله، وفي النهاية أكمل الفيلم في عام 1957.
عند إصدار “بابا الفيل”، أثار جدلاً فوريًا. اتهمت شركة والت ديزني بونين بانتهاك حقوق الطبع والنشر، مدعية أن الفيلم كان مشابهًا جدًا لفيلم ديزني “دامبو”. رفع ديزني دعوى قضائية ضد بونين، وطالبوا بتعويضات ومنع الفيلم من العرض. استمرت القضية لعدة سنوات، واكتسبت اهتمامًا إعلاميًا واسع النطاق. في النهاية، تمت تسوية القضية خارج المحكمة، مع عدم اعتراف بونين بالذنب لكنه وافق على إجراء بعض التغييرات على الفيلم. على الرغم من الجدل، اكتسب “بابا الفيل” سمعة طيبة باعتباره عملاً فنيًا مبتكرًا ومثيرًا للاهتمام.
أعمال أخرى
بالإضافة إلى الرسوم المتحركة، أنتج بونين أيضًا مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية الأخرى، بما في ذلك اللوحات والمنحوتات والرسوم التوضيحية. غالبًا ما تميزت أعماله بأسلوبه الفريد والمميز، فضلاً عن استخدامه الماهر للألوان والضوء.
- الرسم: رسم بونين العديد من اللوحات التي تصور المناظر الطبيعية والصور الشخصية والمواضيع المجردة.
- النحت: نحت بونين مجموعة متنوعة من التماثيل، بما في ذلك التماثيل الصغيرة والمنحوتات الكبيرة.
- الرسوم التوضيحية: قام بونين بتوضيح العديد من الكتب والمجلات، بما في ذلك كتب الأطفال والمجلات الأدبية.
إرثه
يعتبر لو بونين شخصية مهمة في تاريخ الرسوم المتحركة. كان رائدًا في مجال الرسوم المتحركة بالإيقاف الحركي، وألهم عمله العديد من الفنانين وصانعي الأفلام الآخرين. يُذكر بونين أيضًا لمساهماته في عالم الفن، ولوحاته ومنحوتاته ورسومه التوضيحية تحظى بتقدير كبير من قبل هواة الجمع والمؤرخين الفنيين.
حياته الشخصية
تزوج لو بونين من ألما بونين، وهي فنانة أيضًا، وأنجبا ابنة اسمها ميشيل. كان بونين شخصًا مبدعًا وموهوبًا للغاية، وكان شغوفًا بعمله. كان أيضًا معروفًا بلطفه وكرمه، وكان دائمًا على استعداد لمساعدة الآخرين.
وفاته
توفي لو بونين في 17 فبراير 1994، عن عمر يناهز 89 عامًا. لقد ترك وراءه إرثًا غنيًا من الأعمال الفنية التي لا تزال تلهم وتسلي الأجيال القادمة.
خاتمة
كان لو بونين فنانًا أمريكيًا متعدد المواهب، اشتهر بعمله الرائد في مجال الرسوم المتحركة بالإيقاف الحركي. ابتكر أفلامًا قصيرة مميزة، بالإضافة إلى فيلمه الروائي الطويل “بابا الفيل” الذي أثار جدلاً واسعًا. إلى جانب الرسوم المتحركة، أنتج لوحات ومنحوتات ورسومًا توضيحية. يظل إرثه مصدر إلهام للفنانين وصانعي الأفلام حتى اليوم.