<![CDATA[
مقدمة
هيلويزا هيلينا ليما دي مورايس كارفاليو (بالبرتغالية: Heloísa Helena Lima de Moraes Carvalho؛ ولدت في 6 يونيو 1962 في باو دي أكوكار، ألاغواس) ممرضة ومعلمة وسياسية برازيلية. اشتهرت بنشاطها في مجال حقوق الإنسان والدفاع عن العدالة الاجتماعية، ولعبت دورًا بارزًا في المشهد السياسي البرازيلي على مدى عقود.
الحياة المبكرة والتعليم
ولدت هيلويزا هيلينا في عائلة متواضعة في ولاية ألاغواس، وهي واحدة من أفقر الولايات في البرازيل. عانت في طفولتها من الفقر والحرمان، مما أثر بشكل كبير على رؤيتها للعالم ورغبتها في تحقيق العدالة الاجتماعية. عملت في سن مبكرة لمساعدة أسرتها، ولكنها أدركت أهمية التعليم كوسيلة للخروج من دائرة الفقر.
اجتهدت هيلويزا في دراستها وحصلت على شهادة في التمريض، ثم تابعت دراسات عليا في مجال التعليم. عملت كممرضة ومعلمة في المدارس الحكومية، حيث شهدت بشكل مباشر التحديات التي يواجهها الفقراء والمهمشون في المجتمع البرازيلي.
النشاط السياسي المبكر
بدأت هيلويزا هيلينا نشاطها السياسي في الثمانينيات من القرن الماضي، وانضمت إلى حزب العمال (PT)، الذي كان يمثل آنذاك قوة صاعدة في المعارضة البرازيلية. شاركت في العديد من الحركات الاجتماعية والنقابية، ودافعت عن حقوق العمال والمزارعين والنساء والسكان الأصليين.
تميزت هيلويزا بشخصيتها القوية وخطاباتها الحماسية، وسرعان ما أصبحت واحدة من أبرز قادة حزب العمال في ولاية ألاغواس. انتخبت لعضوية المجلس التشريعي للولاية في عام 1990، وأعيد انتخابها لعدة دورات لاحقة.
الخلاف مع حزب العمال والخروج منه
على الرغم من نجاحها في حزب العمال، إلا أن هيلويزا هيلينا بدأت تشعر بخيبة أمل متزايدة من سياسات الحزب، خاصة بعد وصول الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى السلطة في عام 2003. انتقدت هيلويزا ما اعتبرته تحولًا نحو سياسات ليبرالية جديدة وتجاهلًا للوعود التي قطعها الحزب على نفسه.
تصاعد الخلاف بين هيلويزا وقيادة حزب العمال في عام 2005، عندما اتهمت الحكومة بالتورط في فضائح فساد. صوتت هيلويزا ضد بعض القرارات الحكومية الهامة، مما أدى إلى تجميد عضويتها في الحزب. وفي نهاية المطاف، قررت هيلويزا الانسحاب من حزب العمال وتأسيس حزب جديد.
تأسيس حزب الاشتراكية والحرية (PSOL)
في عام 2005، شاركت هيلويزا هيلينا في تأسيس حزب الاشتراكية والحرية (PSOL)، وهو حزب يساري يهدف إلى تقديم بديل راديكالي لسياسات الحكومة. انضم إلى الحزب الجديد العديد من النشطاء والسياسيين الذين كانوا يشعرون بخيبة أمل من حزب العمال.
ترشحت هيلويزا هيلينا للرئاسة في انتخابات عام 2006، وحصلت على نسبة جيدة من الأصوات، مما يدل على شعبيتها الكبيرة. استمرت في لعب دور بارز في حزب الاشتراكية والحرية، ودافعت عن سياسات اشتراكية وديمقراطية.
العمل في مجلس الشيوخ
انتخبت هيلويزا هيلينا لعضوية مجلس الشيوخ البرازيلي في عام 2006، ومثلت ولاية ألاغواس. خلال فترة ولايتها، عملت على تعزيز قضايا العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، وانتقدت الفساد والظلم.
شاركت هيلويزا في العديد من اللجان البرلمانية، وقدمت العديد من المقترحات التشريعية التي تهدف إلى تحسين حياة الفقراء والمهمشين. كما دافعت عن حقوق المرأة والسكان الأصليين والأقليات الأخرى.
العودة إلى التدريس والنشاط الاجتماعي
بعد انتهاء فترة ولايتها في مجلس الشيوخ في عام 2015، قررت هيلويزا هيلينا العودة إلى التدريس والنشاط الاجتماعي. عملت كمدرسة في إحدى المدارس الحكومية في ولاية ألاغواس، وواصلت نشاطها في مجال حقوق الإنسان والدفاع عن العدالة الاجتماعية.
كما شاركت في العديد من الحركات الاجتماعية والنقابية، ودافعت عن حقوق العمال والمزارعين والنساء والسكان الأصليين. تعتبر هيلويزا هيلينا شخصية محترمة ومؤثرة في المشهد السياسي البرازيلي، وتلهم الكثيرين بنضالها من أجل العدالة والمساواة.
مواقفها السياسية
تتبنى هيلويزا هيلينا مواقف سياسية يسارية واشتراكية. تؤمن بالعدالة الاجتماعية والمساواة، وتدافع عن حقوق العمال والمزارعين والنساء والسكان الأصليين والأقليات الأخرى. تنتقد الفساد والظلم، وتدعو إلى إصلاحات سياسية واقتصادية عميقة.
تؤيد هيلويزا هيلينا تدخل الدولة في الاقتصاد لضمان توفير الخدمات الأساسية للجميع، مثل التعليم والصحة والإسكان. كما تؤيد فرض ضرائب تصاعدية على الأغنياء لتمويل البرامج الاجتماعية.
تعارض هيلويزا هيلينا السياسات الليبرالية الجديدة التي تعتبرها تخدم مصالح الأغنياء على حساب الفقراء. كما تعارض العولمة النيوليبرالية التي تعتبرها تؤدي إلى تفاقم الفقر وعدم المساواة.
الجوائز والتكريمات
حصلت هيلويزا هيلينا على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لعملها في مجال حقوق الإنسان والدفاع عن العدالة الاجتماعية. من بين هذه الجوائز:
- جائزة حقوق الإنسان من منظمة العفو الدولية
- جائزة حقوق الإنسان من الأمم المتحدة
- جائزة حقوق الإنسان من الحكومة البرازيلية
تأثيرها وإرثها
تعتبر هيلويزا هيلينا شخصية مؤثرة في المشهد السياسي البرازيلي. ألهمت الكثيرين بنضالها من أجل العدالة والمساواة. لعبت دورًا بارزًا في تعزيز قضايا العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، وانتقدت الفساد والظلم.
يستمر إرث هيلويزا هيلينا في إلهام الأجيال الجديدة من النشطاء والسياسيين في البرازيل. تعتبر رمزًا للمقاومة والنضال من أجل عالم أفضل.
خاتمة
هيلويزا هيلينا هي سياسية وممرضة ومعلمة برازيلية بارزة، اشتهرت بنشاطها في مجال حقوق الإنسان والدفاع عن العدالة الاجتماعية. بدأت نشاطها السياسي في الثمانينيات من القرن الماضي، ولعبت دورًا بارزًا في حزب العمال قبل أن تنسحب منه وتشارك في تأسيس حزب الاشتراكية والحرية. ترشحت للرئاسة وعملت في مجلس الشيوخ، ثم عادت إلى التدريس والنشاط الاجتماعي. تتبنى مواقف سياسية يسارية واشتراكية، وتدافع عن حقوق العمال والمزارعين والنساء والسكان الأصليين والأقليات الأخرى. حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لعملها، وتعتبر شخصية مؤثرة في المشهد السياسي البرازيلي.