<![CDATA[
مقدمة
جانغ يونغ-شيل (بالهانغول: 장영실; بالهانجا: 蔣英實; ولد في عام 1390 – وتوفي بعد عام 1442) كان مهندسًا ميكانيكيًا وعالمًا ومخترعًا كوريًا بارزًا خلال عهد مملكة جوسون (1392–1910). على الرغم من وضعه الاجتماعي المتدني كعبد، تمكن جانغ يونغ-شيل من تحقيق إنجازات عظيمة بفضل ذكائه الفطري وموهبته الاستثنائية. لعب دورًا حاسمًا في تطوير العلوم والتكنولوجيا في كوريا خلال القرن الخامس عشر، وساهم في اختراعات مهمة في مجالات علم الفلك، وحفظ الوقت، والزراعة.
نشأته وحياته المبكرة
لم تتوفر معلومات كثيرة عن حياة جانغ يونغ-شيل المبكرة. تشير السجلات التاريخية إلى أنه ولد في عائلة من الطبقة الدنيا، وكانت والدته عبدة في قصر مدينة دونغناي (التي تُعرف الآن ببوسان). كان والده مسؤولًا حكوميًا من الطبقة الرابعة، وهو ما يعني أنه كان لديه بعض النفوذ، ولكنه لم يكن يتمتع بمكانة اجتماعية مرموقة. بسبب وضعه الاجتماعي المتدني، كان من المتوقع أن يقضي جانغ يونغ-شيل حياته في خدمة الطبقة الحاكمة.
ومع ذلك، أظهر جانغ يونغ-شيل منذ صغره ذكاءً استثنائيًا وفضولًا لا ينضب. كان لديه شغف بالتعلم وحب للاختراع. لفتت موهبته انتباه المسؤولين الحكوميين المحليين، الذين أدركوا إمكاناته وقدرته على المساهمة في تطوير المملكة.
بداية مسيرته المهنية
في بداية عهد الملك سيجونغ العظيم، تم استدعاء جانغ يونغ-شيل إلى القصر الملكي في هانسونغ (سيول حاليًا). كان الملك سيجونغ ملكًا مستنيرًا ومحبًا للعلم، وكان يسعى جاهدًا لتعزيز التكنولوجيا والابتكار في المملكة. أدرك الملك سيجونغ موهبة جانغ يونغ-شيل وقدرته على تحقيق إنجازات عظيمة، فقرر منحه فرصة للعمل في خدمة الدولة.
على الرغم من معارضة بعض المسؤولين الحكوميين الذين استنكروا ترقية شخص من طبقة العبيد، أصر الملك سيجونغ على دعم جانغ يونغ-شيل. منح الملك جانغ يونغ-شيل منصبًا حكوميًا ووفر له الدعم المالي والموارد اللازمة لمواصلة أبحاثه واختراعاته.
إنجازاته واختراعاته
خلال فترة عمله في القصر الملكي، حقق جانغ يونغ-شيل العديد من الإنجازات الهامة وساهم في تطوير مجموعة واسعة من التقنيات. من بين أبرز اختراعاته وإسهاماته:
- المزولة الشمسية: قام جانغ يونغ-شيل بتطوير أنواع مختلفة من الساعات الشمسية، بما في ذلك المزولة الشمسية الكبيرة التي تم وضعها في الأماكن العامة لتسهيل معرفة الوقت على عامة الناس. كانت هذه الساعات الشمسية دقيقة للغاية ومزينة بزخارف فنية رائعة.
- الساعة المائية الأوتوماتيكية: قام جانغ يونغ-شيل بتصميم وتطوير ساعة مائية أوتوماتيكية متطورة، والمعروفة باسم “جاغيوت-نو”. كانت هذه الساعة تعمل بنظام معقد من التروس والبكرات، وكانت قادرة على الإعلان عن الوقت تلقائيًا من خلال قرع الطبول والأجراس.
- جهاز قياس الأمطار: قام جانغ يونغ-شيل باختراع جهاز قياس الأمطار، وهو أداة تستخدم لقياس كمية الأمطار المتساقطة. ساعد هذا الجهاز الحكومة على جمع بيانات دقيقة حول هطول الأمطار، مما ساهم في تحسين إدارة الموارد المائية والتخطيط الزراعي.
- آلات طباعة المعادن: ساهم جانغ يونغ-شيل في تطوير آلات طباعة المعادن، مما أدى إلى زيادة إنتاج الكتب والمطبوعات. ساعدت هذه التقنية على نشر المعرفة والثقافة في جميع أنحاء المملكة.
- تحسين الأسلحة: قام جانغ يونغ-شيل بتحسين تصميم الأسلحة الكورية، مما ساهم في تعزيز القدرات الدفاعية للمملكة.
ساعة جاغيوت-نو المائية الأوتوماتيكية
تعتبر ساعة جاغيوت-نو المائية الأوتوماتيكية من أبرز إنجازات جانغ يونغ-شيل. كانت هذه الساعة عبارة عن نظام معقد من الأجهزة الميكانيكية التي تعمل بالطاقة المائية، وكانت قادرة على قياس الوقت والإعلان عنه تلقائيًا.
كانت الساعة تتكون من خزانين للمياه، العلوي والسفلي. يتدفق الماء من الخزان العلوي إلى الخزان السفلي بمعدل ثابت، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى الماء في الخزان السفلي. عندما يصل مستوى الماء إلى مستوى معين، يتم تحريك سلسلة من الأجهزة الميكانيكية، بما في ذلك الكرات والتروس والبكرات.
تقوم هذه الأجهزة بتحريك دمى آلية تمثل مسؤولين حكوميين وحيوانات مختلفة. تقوم هذه الدمى بقرع الطبول والأجراس للإعلان عن الوقت.
كانت ساعة جاغيوت-نو المائية الأوتوماتيكية تحفة فنية وهندسية، وقد أثارت إعجاب العلماء والمهندسين من جميع أنحاء العالم. تم استخدام هذه الساعة في القصر الملكي لعدة قرون، وكانت رمزًا للتقدم العلمي والتكنولوجي في كوريا.
الاعتراف والتقدير
حظي جانغ يونغ-شيل بتقدير كبير من قبل الملك سيجونغ العظيم، الذي أشاد بذكائه وموهبته وإسهاماته في تطوير العلوم والتكنولوجيا في المملكة. تم تكريم جانغ يونغ-شيل ومنحه العديد من الجوائز والأوسمة.
ومع ذلك، لم يحظ جانغ يونغ-شيل بالاعتراف والتقدير الذي يستحقه إلا بعد وفاته. في العصر الحديث، أصبح جانغ يونغ-شيل رمزًا للابتكار والإبداع في كوريا. يتم الاحتفال بإنجازاته في المدارس والمتاحف، ويتم تكريمه كواحد من أعظم العلماء والمخترعين في تاريخ كوريا.
نهايته
في عام 1442، تورط جانغ يونغ-شيل في حادثة تسببت في إتلاف مركبة ملكية. على الرغم من أن الأضرار لم تكن جسيمة، إلا أن المسؤولين الحكوميين استغلوا الحادثة كفرصة للانتقام من جانغ يونغ-شيل بسبب وضعه الاجتماعي المتدني. تم عزل جانغ يونغ-شيل من منصبه الحكومي وتم نفيه من القصر الملكي.
لا توجد معلومات دقيقة حول حياة جانغ يونغ-شيل بعد هذه الحادثة. يُعتقد أنه عاش بقية حياته في عزلة، وتوفي بعد فترة وجيزة. على الرغم من نهايته المؤسفة، إلا أن إنجازات جانغ يونغ-شيل وإسهاماته في تطوير العلوم والتكنولوجيا في كوريا لا تزال حية حتى اليوم.
خاتمة
كان جانغ يونغ-شيل عالمًا ومخترعًا كوريًا عبقريًا عاش في عهد مملكة جوسون. على الرغم من وضعه الاجتماعي المتدني، تمكن جانغ يونغ-شيل من تحقيق إنجازات عظيمة بفضل ذكائه الفطري وموهبته الاستثنائية. ساهم جانغ يونغ-شيل في تطوير مجموعة واسعة من التقنيات، بما في ذلك الساعات الشمسية والساعات المائية وأجهزة قياس الأمطار وآلات طباعة المعادن. يعتبر جانغ يونغ-شيل رمزًا للابتكار والإبداع في كوريا، ويتم تكريمه كواحد من أعظم العلماء والمخترعين في تاريخ البلاد.