نشأته وحياته المبكرة
ولد رولون جيفس في 6 ديسمبر 1909، في ساندي، يوتا. كان والده ديفيد ويليام جيفس، الذي كان أيضًا من قادة الكنيسة الأصولية. نشأ رولون في مجتمع يؤمن بتعدد الزوجات، وهو ما أثر بشكل كبير على قيمه ومعتقداته.
تلقى جيفس تعليمه في المدارس المحلية، وعلى الرغم من عدم حصوله على تعليم جامعي رسمي، إلا أنه كان قارئًا نهمًا ومثقفًا بشكل واسع في الأمور الدينية والتاريخية. انخرط في شبابه في الكنيسة الأصولية، وسرعان ما برز كشخصية مؤثرة.
توليه قيادة الكنيسة الأصولية
بعد وفاة جوزيف سميث جيسوب في عام 1986، أصبح رولون جيفس رئيسًا للكنيسة الأصولية ليسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. كانت هذه فترة حرجة بالنسبة للطائفة، حيث كانت تواجه تحديات قانونية واجتماعية متزايدة بسبب ممارستها لتعدد الزوجات.
تميزت فترة قيادة جيفس بالتشدد في تطبيق التعاليم الدينية والاجتماعية. سعى إلى الحفاظ على نقاء الطائفة وعزلها عن التأثيرات الخارجية. قام بتشديد القواعد المتعلقة بالملابس والسلوك، وفرض عقوبات صارمة على المخالفين.
ممارسته لتعدد الزوجات
كان رولون جيفس معروفًا بممارسته لتعدد الزوجات على نطاق واسع. تزوج من عشرات النساء وأنجب عددًا كبيرًا من الأطفال. يعتبر تعدد الزوجات مبدأً دينيًا أساسيًا في الكنيسة الأصولية، ويعتقد أتباعها أنه ضروري للخلاص الأبدي.
أثارت ممارسات جيفس المتعلقة بتعدد الزوجات جدلاً واسعًا وانتقادات من المجتمع الأوسع. واجه اتهامات باستغلال النساء والقاصرات، لكنه دافع عن ممارساته باعتبارها جزءًا من عقيدته الدينية.
تأثيره على الكنيسة الأصولية
كان لرولون جيفس تأثير عميق على الكنيسة الأصولية ليسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. عزز سلطة الكنيسة كقوة مهيمنة في حياة أتباعها، وأرسى قواعد صارمة للحفاظ على نقاء الطائفة.
قام جيفس بتطوير نظام معقد من القواعد واللوائح التي تحكم جميع جوانب حياة أتباعه، من الزواج والأسرة إلى العمل والترفيه. كان يُنظر إليه على أنه نبي وقائد روحي، وكانت كلماته تعتبر قانونًا.
بعد وفاة رولون جيفس في عام 2002، خلفه ابنه وارن جيفس في قيادة الكنيسة الأصولية. استمر وارن في تطبيق سياسات والده، لكنه اتخذ أيضًا خطوات أكثر تطرفًا، مما أدى إلى انقسامات داخل الطائفة وصراعات مع السلطات القانونية.
الخلافات والانتقادات
واجه رولون جيفس العديد من الخلافات والانتقادات خلال فترة قيادته للكنيسة الأصولية. اتهم بالاستغلال المالي والروحي لأتباعه، وبالتحكم في حياتهم بشكل مفرط.
كما تعرض لانتقادات بسبب ممارساته المتعلقة بتعدد الزوجات، والتي اعتبرها البعض شكلاً من أشكال الاعتداء على حقوق المرأة. واجه تحقيقًا من السلطات القانونية، لكنه لم يُدان بأي جرائم.
بالإضافة إلى ذلك، اتُهم جيفس بالعنصرية والتمييز ضد الأقليات العرقية. كانت الكنيسة الأصولية تاريخياً معادية للأشخاص ذوي البشرة السوداء، وقد أيد جيفس هذه السياسات علنًا.
إرثه
لا يزال إرث رولون جيفس موضوعًا للجدل والنقاش. يعتبره أتباعه نبيًا وقائدًا روحيًا، بينما يراه المنتقدون شخصية مثيرة للجدل استغلت سلطته لإيذاء الآخرين.
بغض النظر عن وجهة النظر، لا يمكن إنكار أن رولون جيفس كان له تأثير كبير على الكنيسة الأصولية ليسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة وعلى حياة أتباعها. سيظل اسمه مرتبطًا بممارسة تعدد الزوجات والتشدد الديني والانقسامات الاجتماعية.
نظرة عامة على الكنيسة الأصولية ليسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة (FLDS Church)
الكنيسة الأصولية ليسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة هي طائفة مورمونية أصولية تؤمن بتعدد الزوجات، وتعتبره مبدأً دينيًا أساسيًا للخلاص الأبدي. انفصلت الكنيسة الأصولية عن كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة (الكنيسة المورمونية الرئيسية) في أواخر القرن التاسع عشر، بعد أن تخلت الكنيسة المورمونية الرئيسية عن ممارسة تعدد الزوجات.
تعتبر الكنيسة الأصولية مجتمعًا مغلقًا ومنعزلاً، حيث يعيش أتباعها في مجتمعات صغيرة في غرب الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. تتميز هذه المجتمعات بتطبيق صارم للقواعد الدينية والاجتماعية، والتركيز على الأسرة والمجتمع.
واجهت الكنيسة الأصولية العديد من التحديات القانونية والاجتماعية بسبب ممارستها لتعدد الزوجات، والتي تعتبر غير قانونية في الولايات المتحدة. تعرض قادة الكنيسة الأصولية للاعتقال والمحاكمة بتهم تتعلق بتعدد الزوجات والاستغلال الجنسي للأطفال.
على الرغم من هذه التحديات، لا تزال الكنيسة الأصولية موجودة وتضم آلاف الأتباع. تعتبر الكنيسة الأصولية جزءًا من حركة أوسع من المورمونية الأصولية، والتي تضم العديد من الطوائف والجماعات التي تؤمن بتعدد الزوجات.
تحديات تواجه الكنيسة الأصولية اليوم
تواجه الكنيسة الأصولية ليسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة العديد من التحديات في العصر الحديث. من بين هذه التحديات:
- التحديات القانونية: لا تزال ممارسة تعدد الزوجات غير قانونية في الولايات المتحدة، وتواجه الكنيسة الأصولية خطر الملاحقة القانونية.
- التحديات الاجتماعية: يرفض المجتمع الأوسع ممارسة تعدد الزوجات، وتواجه الكنيسة الأصولية التمييز والتحيز.
- التحديات الداخلية: تعاني الكنيسة الأصولية من الانقسامات الداخلية والصراعات على السلطة، مما يهدد وحدتها واستقرارها.
- التحديات الاقتصادية: تعتمد الكنيسة الأصولية على نظام اقتصادي يقوم على التبرعات والعمل التطوعي، مما يجعلها عرضة للأزمات الاقتصادية.
- التحديات التكنولوجية: تواجه الكنيسة الأصولية صعوبة في التكيف مع التكنولوجيا الحديثة، حيث تحظر استخدام الإنترنت والتلفزيون ووسائل الإعلام الأخرى.
على الرغم من هذه التحديات، تحاول الكنيسة الأصولية البقاء على قيد الحياة والحفاظ على تقاليدها ومعتقداتها. ومع ذلك، يرى العديد من المراقبين أن مستقبل الكنيسة الأصولية غير مؤكد، وأنها قد تواجه صعوبة في البقاء على قيد الحياة في العصر الحديث.
آراء مختلفة حول رولون جيفس
تتفاوت الآراء حول رولون جيفس بشكل كبير. يعتبره أتباعه شخصية مقدسة وقائدًا روحيًا ألهمهم وعلمهم الطريق إلى الخلاص. يرون فيه تجسيدًا للفضيلة والتقوى والتفاني في خدمة الله.
من ناحية أخرى، يرى المنتقدون رولون جيفس على أنه شخصية استغلالية ومتلاعبة استخدمت سلطته لإيذاء الآخرين. يتهمونه بالتحكم في حياة أتباعه بشكل مفرط، وبالاستغلال المالي والروحي لهم.
هناك أيضًا آراء معتدلة ترى أن رولون جيفس كان شخصية معقدة ومتناقضة، وأن أفعاله كانت مدفوعة بمزيج من الإيمان الحقيقي والرغبة في السلطة والسيطرة. يعتقدون أنه كان ضحية لظروفه الاجتماعية والثقافية، وأنه كان يعيش في عالم مختلف تمامًا عن العالم الحديث.
بغض النظر عن الرأي، لا يمكن إنكار أن رولون جيفس كان شخصية مؤثرة تركت بصمة عميقة على الكنيسة الأصولية وعلى حياة أتباعها. سيظل اسمه مرتبطًا بتاريخ هذه الطائفة المثيرة للجدل.
خاتمة
كان رولون جيفس شخصية محورية في تاريخ الكنيسة الأصولية ليسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. قاد الطائفة لفترة طويلة ومثيرة للجدل، ولا يزال إرثه يثير النقاش والجدل. سواء كان يُنظر إليه كقائد روحي أو شخصية استغلالية، لا يمكن إنكار تأثيره العميق على أتباعه وعلى المجتمع الأوسع.