تاريخ التصميم والبناء
تم وضع عارضة يو إس إس مكين في 29 مارس 1945 في سياتل، واشنطن. تم إطلاقها في 18 أكتوبر 1945، برعاية السيدة إليزابيث مكين ويليس، حفيدة العميد البحري مكين. تم تكليف المدمرة رسميًا في 31 يناير 1946، تحت قيادة القائد سي إتش ماكغريغور.
كانت فئة جيرنج عبارة عن تحسين لفئة سومرز السابقة، مع زيادة التركيز على تحسين الاستقرار والقدرة على البقاء. تم تصميمها لمواجهة تهديد الطائرات اليابانية كاميكازي خلال الحرب العالمية الثانية. تميزت هذه الفئة بهيكل قوي ونظام دفاع جوي متطور نسبيًا في ذلك الوقت.
مواصفات السفينة
كانت يو إس إس مكين مدمرة كبيرة نسبيًا، يبلغ طولها الإجمالي 390 قدمًا و 6 بوصات (119.03 مترًا) وعرضها 40 قدمًا و 10 بوصات (12.45 مترًا). كان لديها إزاحة قياسية تبلغ 2,425 طنًا وإزاحة كاملة تبلغ 3,460 طنًا. تم تشغيلها بواسطة أربعة غلايات تعمل بالوقود النفطي واثنين من التوربينات البخارية، مما يوفر قوة تبلغ 60,000 حصان بخاري (45,000 كيلوواط) ومكنها من الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 36.8 عقدة (68.2 كم/ساعة؛ 42.3 ميل في الساعة).
تضمنت تسليحها الأصلي ستة مدافع عيار 5 بوصات/38، موزعة في ثلاثة أبراج مزدوجة. كانت هذه المدافع قادرة على الاشتباك مع الأهداف السطحية والجوية. بالإضافة إلى ذلك، حملت يو إس إس مكين بطاريات مضادة للطائرات، بما في ذلك مدافع بوفورز عيار 40 ملم ومدافع أورليكون عيار 20 ملم، على الرغم من أن هذه الأسلحة الأصغر تم استبدالها لاحقًا بمدافع بوفورز عيار 40 ملم فقط. تم تجهيزها أيضًا بعشرة أنابيب طوربيد عيار 21 بوصة (533 ملم) وقاذفات عمق للعمليات المضادة للغواصات.
الخدمة في البحرية الأمريكية
بعد التكليف، بدأت يو إس إس مكين فترة تدريب مكثفة قبل الانضمام إلى الأسطول. قضت السنوات القليلة الأولى من خدمتها في إجراء تدريبات وزيارات بحرية في جميع أنحاء المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.
الحرب الكورية
في عام 1950، اندلعت الحرب الكورية، وسرعان ما تم نشر يو إس إس مكين في منطقة العمليات. لعبت المدمرة دورًا حيويًا في حماية حاملات الطائرات وتقديم الدعم النيراني للقوات البرية. شاركت في العديد من العمليات، بما في ذلك قصف المواقع الساحلية للعدو وحراسة القوافل البحرية. أظهرت يو إس إس مكين قدرة عالية في التعامل مع التحديات التي فرضتها الحرب الكورية.
خلال فترة خدمتها في كوريا، تعرضت يو إس إس مكين لنيران معادية في عدة مناسبات، لكنها تمكنت دائمًا من تفادي الضرر الخطير. أثبتت أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها فعاليتها في صد الهجمات الجوية، وأظهر طاقمها احترافية وشجاعة استثنائية.
فترة ما بعد الحرب الكورية
بعد انتهاء الحرب الكورية في عام 1953، عادت يو إس إس مكين إلى الولايات المتحدة وخضعت لعملية تجديد شاملة. تم تحديث أنظمتها الإلكترونية وأسلحتها، مما جعلها أكثر قدرة على مواجهة التهديدات الحديثة. استأنفت المدمرة مهامها الروتينية، والتي تضمنت التدريبات والزيارات البحرية.
خلال الستينيات، شاركت يو إس إس مكين في العديد من العمليات في البحر الكاريبي، بما في ذلك حصار كوبا خلال أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962. لعبت دورًا حاسمًا في منع وصول السفن السوفيتية إلى الجزيرة، مما ساهم في حل الأزمة سلميًا.
حرب فيتنام
في منتصف الستينيات، تصاعدت حرب فيتنام، وتم نشر يو إس إس مكين في منطقة العمليات. قدمت الدعم النيراني للقوات البرية في فيتنام الجنوبية، وقامت بدوريات في المياه الساحلية لمنع تهريب الأسلحة والإمدادات إلى قوات فيت كونغ. شاركت في العديد من العمليات القتالية وأثبتت قيمتها في دعم المجهود الحربي.
خلال فترة خدمتها في فيتنام، تعرضت يو إس إس مكين لنيران معادية في عدة مناسبات، بما في ذلك نيران المدفعية الساحلية وهجمات الزوارق السريعة. ومع ذلك، تمكنت دائمًا من تفادي الضرر الخطير والاستمرار في مهمتها. أظهر طاقمها شجاعة وتفانيًا استثنائيين في مواجهة التحديات التي فرضتها الحرب.
التحديثات والتحسينات
على مر السنين، خضعت يو إس إس مكين لعدة تحديثات وتحسينات لضمان بقائها في طليعة التكنولوجيا البحرية. وشملت هذه التحديثات تركيب أنظمة رادار وسونار جديدة، بالإضافة إلى تحسينات في أنظمة الأسلحة الخاصة بها. تم تصميم هذه التحديثات لتعزيز قدرتها على الاشتباك مع الأهداف السطحية والجوية وتحسين قدرتها على البقاء في بيئة قتالية معادية.
- تحديثات الرادار: تم تركيب رادار حديث لتحسين قدرات الكشف والتتبع، مما يسمح للسفينة بتحديد الأهداف من مسافة بعيدة وبدقة أكبر.
- تحسينات السونار: تم دمج سونار متقدم للكشف عن الغواصات وتتبعها، مما يعزز قدرات السفينة في العمليات المضادة للغواصات.
- تحديثات الأسلحة: تم تحسين أنظمة الأسلحة، بما في ذلك المدافع والصواريخ، لزيادة مداها ودقتها وفعاليتها.
الجوائز والأوسمة
حصلت يو إس إس مكين على العديد من الجوائز والأوسمة طوال مسيرتها المهنية المتميزة. وشملت هذه الجوائز أوسمة الخدمة في الحرب الكورية، وأوسمة الخدمة في فيتنام، وأوسمة الوحدة البحرية. تعكس هذه الجوائز الخدمة المتميزة والتفاني الذي أظهره طاقم يو إس إس مكين على مر السنين.
التقاعد والإرث
بعد أكثر من 20 عامًا من الخدمة المتميزة، تم إيقاف تشغيل يو إس إس مكين في عام 1969. تم بيعها لاحقًا للخردة. على الرغم من تقاعدها، إلا أن إرث يو إس إس مكين لا يزال قائمًا. كانت بمثابة تذكير بأهمية القوة البحرية في حماية مصالح الولايات المتحدة ودعم حلفائها في جميع أنحاء العالم. خدم العديد من البحارة والضباط على متن يو إس إس مكين، وقد ساهموا جميعًا في نجاحها.
الأهمية التاريخية
تمثل يو إس إس مكين جزءًا مهمًا من التاريخ البحري للولايات المتحدة. شاركت في بعض أهم الأحداث في القرن العشرين، بما في ذلك الحرب الكورية وأزمة الصواريخ الكوبية وحرب فيتنام. لعبت دورًا حيويًا في حماية مصالح الولايات المتحدة ودعم حلفائها في جميع أنحاء العالم. ستظل يو إس إس مكين دائمًا تذكيرًا بأهمية القوة البحرية والتضحيات التي قدمها البحارة والضباط الذين خدموا على متنها.
خاتمة
كانت يو إس إس مكين (DD-784) مدمرة من فئة جيرنج خدمت بامتياز في البحرية الأمريكية من عام 1946 إلى عام 1969. شاركت في الحرب الكورية وحرب فيتنام وأزمة الصواريخ الكوبية، ولعبت دورًا حيويًا في حماية مصالح الولايات المتحدة. على الرغم من تقاعدها، إلا أن إرث يو إس إس مكين لا يزال قائمًا كتذكير بأهمية القوة البحرية والتضحيات التي قدمها البحارة والضباط الذين خدموا على متنها.