نشأته وبداياته
ولد لي بروير في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، ونشأ في كاليفورنيا. درس في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA)، حيث بدأ اهتمامه بالمسرح يتشكل. بعد تخرجه، انخرط في عالم المسرح التجريبي في سان فرانسيسكو، حيث عمل مع العديد من المجموعات الطليعية.
في ستينيات القرن الماضي، انتقل بروير إلى نيويورك، حيث سرعان ما أصبح جزءًا من المشهد الفني المزدهر في المدينة. هناك، التقى بالعديد من الفنانين والمفكرين الذين سيؤثرون على عمله، بما في ذلك جوزيف تشايكين وروث مالكزيك.
تأسيس فرقة مابو ماينز
في عام 1970، شارك بروير مع جوزيف تشايكين وروث مالكزيك وشيرون بورغ ودايفيد واريل في تأسيس فرقة “مابو ماينز”. سُميت الفرقة على اسم منجم مهجور في نوفا سكوشا، وكانت تهدف إلى استكشاف أشكال جديدة من المسرح تتجاوز التقاليد السائدة.
أصبحت “مابو ماينز” واحدة من أبرز فرق المسرح التجريبي في الولايات المتحدة، واشتهرت بإنتاجاتها الجريئة والمبتكرة. غالبًا ما تعاملت أعمال الفرقة مع قضايا سياسية واجتماعية معقدة، واستخدمت مجموعة متنوعة من التقنيات المسرحية لخلق تجارب فريدة للجمهور.
أعماله البارزة
أخرج لي بروير العديد من المسرحيات التي نالت استحسان النقاد، سواء مع “مابو ماينز” أو بشكل مستقل. من بين أعماله البارزة:
- The Red Horse Animation: عمل يعتمد على رؤى القديسة هيلدغارد من بينغن، ويجمع بين الموسيقى والعروض المرئية المذهلة.
- Dollhouse: إعادة تصور جريئة لمسرحية هنريك إبسن “بيت الدمية”، حيث تلعب الممثلة دور نورا بحجم طبيعي بينما يلعب باقي الممثلين أدوارًا مصغرة.
- The Gospel at Colonus: مزيج فريد من الإنجيل والمأساة اليونانية، يروي قصة أوديب من خلال موسيقى الإنجيل.
- An Epidog: مسرحية تجمع بين العناصر السيرة الذاتية والخيالية، وتستكشف مواضيع مثل الذاكرة والهوية.
تميزت أعمال بروير بتجريبيتها الجريئة واستخدامه المبتكر للتكنولوجيا. غالبًا ما كان يستخدم العرائس والأفلام والإسقاطات لخلق عوالم مسرحية غامرة ومثيرة للتفكير.
أسلوبه الإخراجي
كان لي بروير معروفًا بأسلوبه الإخراجي المميز، الذي يجمع بين عناصر مختلفة لخلق تجارب مسرحية فريدة من نوعها. كان يولي اهتمامًا خاصًا بالجوانب البصرية لأعماله، وغالبًا ما كان يستخدم الإضاءة والأزياء والديكور لخلق أجواء معينة.
كان بروير أيضًا مهتمًا باستكشاف العلاقة بين الممثل والجمهور. غالبًا ما كان يحطم الجدار الرابع، ويشجع الممثلين على التفاعل مباشرة مع الجمهور. كان يعتقد أن المسرح يجب أن يكون تجربة تفاعلية، وليس مجرد عرض سلبي.
بالإضافة إلى ذلك، كان بروير ملتزمًا بدعم الفنانين الشباب. قام بتدريس العديد من الممثلين والمخرجين، وساعدهم على تطوير مواهبهم. كان يعتقد أن المسرح يجب أن يكون مكانًا للإبداع والتجريب، وليس مجرد تكرار للأفكار القديمة.
الجوائز والتكريمات
حصل لي بروير على العديد من الجوائز والتكريمات طوال حياته المهنية، بما في ذلك:
- جوائز أوبي (Obie Awards) متعددة عن إخراجه ومسرحياته.
- ترشيح لجائزة بوليتزر عن مسرحيته “The Gospel at Colonus”.
- ترشيح لجائزة غرامي عن تسجيل “The Gospel at Colonus”.
- ترشيح لجائزة إيمي عن عمله في التلفزيون.
- ترشيح لجائزة توني عن إخراجه لمسرحية “Mabou Mines DollHouse”.
تعتبر هذه الجوائز شهادة على موهبة بروير وإسهاماته الكبيرة في عالم المسرح.
إرثه وتأثيره
ترك لي بروير إرثًا دائمًا في عالم المسرح. ألهم عمله أجيالًا من الفنانين، وساعد في تشكيل المسرح التجريبي في الولايات المتحدة. سيستمر إرثه في التأثير على المسرح لسنوات عديدة قادمة.
كان بروير رائدًا حقيقيًا، ولم يخف أبدًا من المخاطرة واستكشاف أفكار جديدة. كان يعتقد أن المسرح يجب أن يكون مكانًا للتحدي والتساؤل، وليس مجرد ترفيه سلبي. سيُذكر دائمًا لابتكاره وشجاعته والتزامه بفن المسرح.
حياته الشخصية ووفاته
تزوج لي بروير من الممثلة روث مالكزيك، وكانت شريكته في العمل والحياة لسنوات عديدة. كان لديهم طفل واحد معًا. توفي بروير في 3 يناير 2021، عن عمر يناهز 83 عامًا.
خاتمة
كان لي بروير شخصية بارزة في المسرح التجريبي الأمريكي، ومؤسسًا مشاركًا لفرقة “مابو ماينز”. اشتهر بأعماله المبتكرة والجريئة التي جمعت بين الموسيقى والعرائس والتكنولوجيا. حصل على العديد من الجوائز والتكريمات طوال حياته المهنية، وترك إرثًا دائمًا في عالم المسرح. سيظل لي بروير رمزًا للإبداع والتجريب في المسرح.