مقدمة
جيمس فيني باكستر الثالث (15 فبراير 1893 في بورتلاند، مين – 17 يونيو 1975 في ويليامزتاون، ماساتشوستس) كان مؤرخًا أمريكيًا بارزًا، ورئيسًا لكلية ويليامز، ومسؤولًا حكوميًا خلال الحرب العالمية الثانية. اشتهر بشكل خاص بعمله في تنظيم ودعم البحث العلمي في الولايات المتحدة خلال الحرب، مما ساهم بشكل كبير في تطوير تقنيات حاسمة مثل الرادار والقنبلة الذرية.
نشأته وتعليمه
ولد جيمس فيني باكستر الثالث في بورتلاند، مين، لعائلة ذات تاريخ طويل في الخدمة العامة والتعليم. كان والده، جيمس فيني باكستر الثاني، مؤرخًا ورئيسًا لبلدية بورتلاند. تلقى جيمس تعليمه في أكاديمية فيليبس أندوفر، وهي مدرسة داخلية مرموقة في ماساتشوستس، قبل أن يلتحق بكلية ويليامز، حيث تفوق في دراسته وحصل على درجة البكالوريوس في عام 1914. بعد تخرجه، واصل دراسته في جامعة هارفارد، حيث حصل على درجة الدكتوراه في التاريخ عام 1921.
مسيرته الأكاديمية
بدأ باكستر مسيرته الأكاديمية في كلية ويليامز كأستاذ للتاريخ. سرعان ما أثبت نفسه كباحث متميز ومدرس ملهم. تركزت أبحاثه في المقام الأول على التاريخ الدبلوماسي والعسكري، وخاصة العلاقات بين الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى. في عام 1937، تم تعيينه رئيسًا لكلية ويليامز، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 1961. خلال فترة رئاسته، شهدت الكلية نموًا كبيرًا في عدد الطلاب والمرافق والبرامج الأكاديمية. كان باكستر ملتزمًا بتعزيز التميز الأكاديمي وتشجيع الطلاب على الانخراط في البحث العلمي.
الخدمة الحكومية خلال الحرب العالمية الثانية
خلال الحرب العالمية الثانية، لعب باكستر دورًا حاسمًا في تنظيم ودعم البحث العلمي للحكومة الأمريكية. في عام 1941، تم تعيينه مديرًا للمعلومات في مكتب منسق المعلومات، وهي وكالة تم إنشاؤها حديثًا لجمع وتحليل المعلومات الاستخباراتية. في عام 1942، تم نقله إلى مكتب البحث والتطوير العلمي (OSRD)، حيث شغل منصبًا رفيعًا. كان باكستر مسؤولاً عن الإشراف على عدد من المشاريع البحثية الهامة، بما في ذلك تطوير الرادار وتحسين الأسلحة وتطوير القنبلة الذرية.
أحد أبرز إنجازات باكستر خلال الحرب كان دوره في تنظيم مشروع مانهاتن، وهو مشروع سري للغاية لتطوير القنبلة الذرية. عمل باكستر عن كثب مع العلماء والمهندسين العسكريين لضمان حصول المشروع على التمويل والموارد اللازمة. لقد أدرك الأهمية الاستراتيجية للقنبلة الذرية وكان مصممًا على تطويرها قبل أن يتمكن الألمان من ذلك.
بالإضافة إلى عمله في مشروع مانهاتن، لعب باكستر دورًا رئيسيًا في تطوير الرادار. لقد أدرك إمكانات الرادار في الكشف عن الطائرات والسفن المعادية وكان مصممًا على تطوير هذه التكنولوجيا في أسرع وقت ممكن. عمل باكستر عن كثب مع مختبر الإشعاع بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) للإشراف على تطوير أنظمة الرادار الجديدة. لعب الرادار دورًا حاسمًا في انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، حيث ساعد في حماية الطائرات والسفن من الهجمات المعادية.
إن مساهمات باكستر في المجهود الحربي لم تقتصر على البحث العلمي. لقد كان أيضًا مدافعًا قويًا عن التعاون بين العلماء والمهندسين العسكريين. لقد أدرك أن التعاون الوثيق بين هذين المجتمعين ضروري لتطوير التقنيات الجديدة التي يمكن أن تساعد في الفوز بالحرب. عمل باكستر بلا كلل لتعزيز التعاون بين العلماء والمهندسين العسكريين، وقد أدت جهوده إلى تطوير عدد من التقنيات الهامة التي ساعدت في انتصار الحلفاء.
إرثه
ترك جيمس فيني باكستر الثالث إرثًا دائمًا كمؤرخ بارز ورئيس كلية ويليامز ومسؤول حكومي. كان له دور فعال في تنظيم ودعم البحث العلمي في الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية، وقد ساهم عمله بشكل كبير في تطوير تقنيات حاسمة مثل الرادار والقنبلة الذرية. كما كان باكستر مدافعًا قويًا عن التعليم والبحث العلمي، وقد ألهم العديد من الطلاب لمتابعة وظائف في الأوساط الأكاديمية والحكومة.
تشمل الجوائز والأوسمة التي حصل عليها باكستر:
- وسام الاستحقاق الرئاسي
- زمالة الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم
- الدكتوراه الفخرية من جامعة هارفارد
أعماله المنشورة
نشر باكستر عددًا من الكتب والمقالات حول التاريخ الدبلوماسي والعسكري. تشمل أبرز أعماله:
- The Introduction of the Ironclad Warship (1933)
- Scientists Against Time (1946)
الحياة الشخصية
تزوج باكستر من فيليس رافينيل في عام 1917، وأنجبا أربعة أطفال. كان يتمتع بسمعة طيبة كزميل مرح ومحادث ماهر. خارج نطاق عمله، كان شغوفًا بالبستنة، وخاصة زراعة الورود، والاستمتاع بصحبة أصدقائه وعائلته.
خاتمة
كان جيمس فيني باكستر الثالث شخصية بارزة في القرن العشرين، حيث ساهم بشكل كبير في الأوساط الأكاديمية والحكومة والبحث العلمي. إن تفانيه في التعليم والبحث والخدمة العامة جعله شخصية محترمة ومؤثرة، وسيظل إرثه يلهم الأجيال القادمة.