<![CDATA[
الأصول والتاريخ
تعود جذور الحركة الرسولية النبوية إلى حركات التجديد الكاريزماتية والخمسينية في القرن العشرين. ومع ذلك، اكتسبت الحركة زخمًا كبيرًا في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ويرجع ذلك جزئيًا إلى قيادة شخصيات مؤثرة مثل سي بي بيتر فاغنر. لعب فاغنر دورًا محوريًا في نشر أفكار الحركة من خلال شبكة القيادة الرسولية (ALN) والمعهد العالمي لنمو الكنيسة (Global Harvest Ministries).
تؤمن الحركة بأن الرسل والأنبياء المعاصرين يتمتعون بسلطة روحية مكافئة لتلك التي كانت للرسل والأنبياء في الكتاب المقدس. يزعمون أنهم يتلقون وحيًا مباشرًا من الله، والذي يستخدمونه لتوجيه الكنيسة وتشكيل المجتمع. غالبًا ما تتضمن ممارسات الحركة النبوءات والشفاء الإلهي وطرد الأرواح الشريرة.
المعتقدات الأساسية
تتميز الحركة الرسولية النبوية بعدة معتقدات أساسية تميزها عن المسيحية التقليدية:
- استعادة المناصب الرسولية والنبوية: تؤمن الحركة بأن الله يعيد الآن المناصب الرسولية والنبوية إلى الكنيسة. يُنظر إلى الرسل والأنبياء على أنهم قادة رئيسيون مكلفون بتوجيه الكنيسة نحو تحقيق مصيرها.
- السيادة الإقليمية: تعتقد الحركة أن الأرواح الشريرة تسيطر على مناطق جغرافية معينة، وأن الكنيسة مكلفة “بالحرب الروحية” لطرد هذه الأرواح وإنشاء “ملكوت الله” في تلك المناطق.
- الجيل المنتصر: تؤمن الحركة بأن جيلًا من المؤمنين سينشأ قبل عودة المسيح، وسيهزمون قوى الشر ويؤسسون ملكوت الله على الأرض. غالبًا ما يرتبط هذا الاعتقاد بمفهوم “الاستعادة”، أي استعادة الكنيسة إلى مجدها الكامل قبل نهاية الزمان.
- الوحي المباشر: تشدد الحركة على أهمية الوحي المباشر من الله من خلال النبوءات والأحلام والرؤى. يُنظر إلى هذا الوحي على أنه دليل موثوق به لاتخاذ القرارات وتوجيه الكنيسة.
- الشفاء الإلهي والمعجزات: تؤمن الحركة بقوة الشفاء الإلهي والمعجزات. غالبًا ما يتم تشجيع المؤمنين على طلب الشفاء من الأمراض والإعاقات من خلال الصلاة و”الخدمات المعجزية”.
الممارسات
تتضمن ممارسات الحركة الرسولية النبوية مجموعة متنوعة من الأنشطة، بما في ذلك:
- النبوءات: يلعب التنبؤ دورًا مركزيًا في الحركة. يُعتقد أن الأنبياء قادرون على تلقي رسائل مباشرة من الله ونقلها إلى الكنيسة. غالبًا ما تستخدم النبوءات لتوجيه الأفراد والكنائس والمجتمعات.
- الحرب الروحية: تشارك الحركة في “الحرب الروحية” لطرد الأرواح الشريرة التي يُعتقد أنها تسيطر على مناطق أو أفراد. غالبًا ما تتضمن الحرب الروحية الصلاة والصوم وإعلان الكتاب المقدس.
- الشفاء الإلهي: غالبًا ما يتم تقديم خدمات الشفاء الإلهي في اجتماعات الحركة. يُصلي المؤمنون من أجل الشفاء من الأمراض والإعاقات، وغالبًا ما يتم الإبلاغ عن معجزات الشفاء.
- الاجتماعات الرسولية والنبوية: تستضيف الحركة اجتماعات ومؤتمرات تجمع الرسل والأنبياء والقادة الآخرين لتعليم المؤمنين وتجهيزهم.
- تأسيس الكنائس: تركز الحركة على تأسيس كنائس جديدة يقودها الرسل والأنبياء. تهدف هذه الكنائس إلى أن تكون نماذج لـ “الكنيسة الخمسية الأبعاد”.
الانتقادات والجدل
واجهت الحركة الرسولية النبوية انتقادات وجدلًا كبيرين من مجموعة متنوعة من المصادر:
- المخاوف اللاهوتية: ينتقد بعض اللاهوتيين الحركة بسبب تفسيراتها غير التقليدية للكتاب المقدس، وخاصة فيما يتعلق بمناصب الرسل والأنبياء. يعتقدون أن الحركة تبالغ في أهمية الوحي المباشر وتقوض سلطة الكتاب المقدس.
- قضايا القيادة: أثيرت مخاوف بشأن سلطة وسلوك بعض قادة الحركة. اتُهم بعض القادة بالتلاعب والإساءة المالية والتعاليم الخاطئة.
- المبالغة في المعجزات: ينتقد البعض الحركة بسبب المبالغة في الإبلاغ عن المعجزات والشفاء الإلهي. يزعمون أن بعض التقارير غير دقيقة أو مبالغ فيها.
- السياسة: انتقد البعض الحركة بسبب مشاركتها في السياسة، وخاصة دعمها للمرشحين السياسيين المحافظين. يجادلون بأن هذا التدخل السياسي يقوض شهادة الكنيسة ويقسم المجتمع.
- الاستقطاب: غالبًا ما تتسبب آراء الحركة في استقطاب داخل المجتمعات المسيحية وبينها وبين الطوائف الأخرى، وذلك بسبب اختلافها الملحوظ عن الفكر المسيحي السائد.
التأثير
على الرغم من الجدل الدائر حولها، كان للحركة الرسولية النبوية تأثير كبير على المسيحية العالمية. وقد ساهمت في نمو الكنائس الخمسينية والكاريزماتية، وأثرت على ممارسات العبادة والقيادة، وألهمت العديد من المؤمنين للمشاركة في الخدمة والتبشير.
انتشرت الحركة على نطاق واسع في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا، حيث جذبت أتباعًا كثرًا. لقد لعبت دورًا في تأسيس الكنائس وتدريب القادة وتعزيز النمو الروحي في هذه المناطق.
خاتمة
تعتبر الحركة الرسولية النبوية حركة مسيحية معقدة ومثيرة للجدل. تؤمن باستعادة المناصب الرسولية والنبوية، والسيادة الإقليمية، والجيل المنتصر، والوحي المباشر، والشفاء الإلهي والمعجزات. واجهت الحركة انتقادات بسبب مخاوف لاهوتية، وقضايا القيادة، والمبالغة في المعجزات، والمشاركة في السياسة. على الرغم من الجدل الدائر حولها، كان للحركة تأثير كبير على المسيحية العالمية، وخاصة في الكنائس الخمسينية والكاريزماتية.