نشأته وتعليمه
ولد إسحاق هرتسوغ في تل أبيب، وهو ابن الرئيس الإسرائيلي الأسبق حاييم هرتسوغ وأورا أمبز، مؤسسة “مجلس إسرائيل الجميلة”. تعود جذور عائلته إلى أيرلندا وبولندا وروسيا. تلقى هرتسوغ تعليمه في مدرسة رامات هاشارون الثانوية، وخدم لاحقًا في وحدة الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلي.
بعد انتهاء خدمته العسكرية، درس هرتسوغ القانون في جامعة تل أبيب، حيث حصل على شهادة في القانون. خلال فترة دراسته، انخرط في النشاط الطلابي وترأس جمعية القانون في الجامعة.
مسيرته المهنية المبكرة
بعد تخرجه، عمل هرتسوغ محاميًا في مكتب محاماة خاص قبل أن ينخرط في الخدمة العامة. شغل منصب سكرتير مجلس الوزراء في حكومة إيهود باراك بين عامي 1999 و 2001، ولعب دورًا هامًا في تنسيق عمل الحكومة وصياغة السياسات.
دخوله الكنيست ومناصبه الوزارية
انتُخب هرتسوغ عضوًا في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) لأول مرة في عام 2003 عن حزب العمل. خلال فترة عضويته في الكنيست، شغل عدة مناصب وزارية هامة، بما في ذلك:
- وزير الإسكان والبناء (2005-2006)
- وزير السياحة (2006-2007)
- وزير الشؤون الاجتماعية والخدمات الاجتماعية (2007-2011)
خلال فترة توليه هذه المناصب، عمل هرتسوغ على تعزيز قطاع الإسكان وتطوير البنية التحتية السياحية وتحسين الخدمات الاجتماعية للفئات الضعيفة في المجتمع الإسرائيلي.
زعامة حزب العمل والمعارضة
في عام 2013، انتُخب هرتسوغ رئيسًا لحزب العمل، وهو أحد أكبر الأحزاب اليسارية في إسرائيل. قاد الحزب في انتخابات عام 2015، حيث خاض منافسة قوية ضد رئيس الوزراء آنذاك بنيامين نتنياهو. على الرغم من أن حزب العمل لم يفز بالانتخابات، إلا أنه حقق مكاسب كبيرة وأصبح قوة معارضة رئيسية في الكنيست.
خلال فترة زعامته للمعارضة، انتقد هرتسوغ سياسات الحكومة الإسرائيلية في مختلف المجالات، بما في ذلك القضايا الأمنية والاقتصادية والاجتماعية. دعا إلى حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وإلى تحسين العلاقات مع الدول العربية.
رئاسة دولة إسرائيل
في عام 2021، انتُخب هرتسوغ رئيسًا لدولة إسرائيل من قبل الكنيست. يعتبر منصب الرئيس في إسرائيل منصبًا شرفيًا إلى حد كبير، إلا أنه يحمل أهمية رمزية كبيرة. يتولى الرئيس مسؤولية تمثيل دولة إسرائيل في الداخل والخارج، بالإضافة إلى القيام بمهام رسمية مثل استقبال رؤساء الدول الأجنبية ومنح الأوسمة والجوائز.
منذ توليه منصبه، عمل هرتسوغ على تعزيز الوحدة الوطنية في إسرائيل وتحسين العلاقات مع مختلف الفئات السكانية. كما سعى إلى تعزيز صورة إسرائيل في العالم وتعزيز التعاون مع الدول الأخرى في مختلف المجالات.
مواقفه السياسية
يعتبر هرتسوغ سياسيًا وسطيًا يميل إلى اليسار. يدعم حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني ويؤمن بضرورة التوصل إلى اتفاق سلام عادل ودائم مع الفلسطينيين. كما يدعو إلى تحسين العلاقات مع الدول العربية وإلى تعزيز التعاون الإقليمي في مختلف المجالات.
في القضايا الداخلية، يدعم هرتسوغ المساواة بين جميع المواطنين الإسرائيليين، بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس. كما يدعو إلى تحسين الخدمات الاجتماعية للفئات الضعيفة في المجتمع الإسرائيلي وإلى تعزيز العدالة الاجتماعية.
حياته الشخصية
إسحاق هرتسوغ متزوج من ميخال هرتسوغ ولديه ثلاثة أبناء. يقيم في تل أبيب.
الجدل حول لقب “بوجي”
يُعرف هرتسوغ بلقب “بوجي”، وهو لقب التصق به منذ صغره. على الرغم من أن أصل اللقب غير واضح تمامًا، إلا أنه أصبح جزءًا من هويته العامة. يرى البعض في هذا اللقب علامة على المودة والقرب، بينما ينتقده آخرون باعتباره غير رسمي ولا يليق بمنصب الرئيس.
إسهاماته ومبادراته
خلال مسيرته المهنية الطويلة، ساهم هرتسوغ في العديد من المجالات. من بين أبرز إسهاماته:
- تعزيز الإسكان: عمل على زيادة المعروض من المساكن الميسورة التكلفة وتحسين ظروف السكن للفئات الضعيفة.
- تطوير السياحة: ساهم في تطوير البنية التحتية السياحية وتعزيز السياحة الوافدة إلى إسرائيل.
- تحسين الخدمات الاجتماعية: عمل على تحسين الخدمات الاجتماعية للفئات الضعيفة في المجتمع، مثل كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة والأطفال المعرضين للخطر.
- تعزيز الوحدة الوطنية: سعى إلى تعزيز الوحدة الوطنية بين مختلف الفئات السكانية في إسرائيل.
- تحسين العلاقات الخارجية: عمل على تحسين العلاقات مع الدول الأخرى وتعزيز التعاون الإقليمي.
كما أطلق هرتسوغ العديد من المبادرات الهادفة إلى تعزيز هذه الأهداف، بما في ذلك مبادرات لتعزيز الحوار بين مختلف الفئات السكانية في إسرائيل ومبادرات لتعزيز التعاون مع الدول العربية.
خاتمة
إسحاق هرتسوغ شخصية سياسية بارزة في إسرائيل، شغل مناصب قيادية هامة على مدى سنوات عديدة. من خلال مسيرته المهنية الطويلة، ساهم في العديد من المجالات وعمل على تعزيز مصالح دولة إسرائيل وشعبها. يتولى حاليًا منصب رئيس الدولة، حيث يسعى إلى تعزيز الوحدة الوطنية وتحسين العلاقات الخارجية وتعزيز صورة إسرائيل في العالم.