<![CDATA[
مقدمة
صوت من أجل الحياة (Voice for Life)، المعروفة سابقًا باسم “جمعية حماية الطفل الذي لم يولد بعد” (SPUC)، هي منظمة نيوزيلندية مناهضة للإجهاض. تهدف المنظمة إلى تغيير القوانين والسياسات المتعلقة بالإجهاض في نيوزيلندا، وتقديم الدعم للنساء الحوامل والأمهات الجدد، وتعزيز “ثقافة الحياة” التي تحترم وتحمي الحياة البشرية من الحمل إلى الموت الطبيعي.
تاريخ المنظمة
تأسست “جمعية حماية الطفل الذي لم يولد بعد” (SPUC) في نيوزيلندا في أوائل السبعينيات، في فترة شهدت فيها العديد من الدول الغربية نقاشات حادة حول تقنين الإجهاض. كان هدفها الرئيسي هو منع إضفاء الشرعية على الإجهاض في نيوزيلندا. لعبت المنظمة دوراً هاماً في النقاشات العامة حول الإجهاض، وتنظيم الاحتجاجات والفعاليات، وتقديم الشهادات أمام اللجان البرلمانية.
في عام 2019، غيرت المنظمة اسمها إلى “صوت من أجل الحياة” (Voice for Life). يعكس هذا التغيير رؤية أوسع للمنظمة، تتجاوز مجرد معارضة الإجهاض، لتشمل الدفاع عن الحياة في جميع مراحلها، وتقديم الدعم للنساء الحوامل والأمهات الجدد.
أهداف المنظمة
تسعى “صوت من أجل الحياة” إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، من بينها:
- تغيير القوانين والسياسات المتعلقة بالإجهاض: تعمل المنظمة على تعديل القوانين الحالية لجعل الإجهاض أقل سهولة وتقييده بشكل أكبر. تدعو المنظمة إلى حماية قانونية أكبر للأجنة، وتعتبر أن الإجهاض هو إنهاء لحياة بشرية.
- تقديم الدعم للنساء الحوامل والأمهات الجدد: تقدم المنظمة مجموعة متنوعة من الخدمات للنساء الحوامل والأمهات الجدد، بما في ذلك الاستشارات والدعم العاطفي والمساعدة المادية. تهدف المنظمة إلى تمكين النساء من اختيار الحمل والولادة، وتوفير الدعم اللازم لهن لرعاية أطفالهن.
- تعزيز “ثقافة الحياة”: تسعى المنظمة إلى تغيير المواقف المجتمعية تجاه الإجهاض، وتعزيز “ثقافة الحياة” التي تحترم وتحمي الحياة البشرية من الحمل إلى الموت الطبيعي. تنظم المنظمة حملات توعية وفعاليات عامة لنشر رسالتها.
أنشطة المنظمة
تنفذ “صوت من أجل الحياة” مجموعة متنوعة من الأنشطة لتحقيق أهدافها، بما في ذلك:
- الضغط السياسي: تعمل المنظمة على الضغط على أعضاء البرلمان وصناع القرار لتغيير القوانين والسياسات المتعلقة بالإجهاض. تقدم المنظمة الشهادات أمام اللجان البرلمانية، وتنظم حملات مراسلة للبرلمانيين، وتشارك في النقاشات العامة حول الإجهاض.
- التوعية العامة: تنظم المنظمة حملات توعية وفعاليات عامة لنشر رسالتها حول الإجهاض. تشمل هذه الحملات الإعلانات التلفزيونية والإذاعية والمطبوعة، والمواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، والمحاضرات والندوات، والاحتجاجات والمسيرات.
- تقديم الدعم للنساء الحوامل والأمهات الجدد: تقدم المنظمة مجموعة متنوعة من الخدمات للنساء الحوامل والأمهات الجدد، بما في ذلك الاستشارات والدعم العاطفي والمساعدة المادية. تشمل هذه الخدمات خطوط المساعدة الهاتفية، ومراكز الدعم، والمجموعات الداعمة، والمساعدة في الحصول على السكن والرعاية الصحية والتعليم.
- البحث: تجري المنظمة أبحاثًا حول الإجهاض وتأثيراته على النساء والمجتمع. تستخدم المنظمة نتائج هذه الأبحاث لدعم مواقفها والدفاع عنها في النقاشات العامة.
موقف المنظمة من الإجهاض
تعتبر “صوت من أجل الحياة” أن الإجهاض هو إنهاء لحياة بشرية، وأن الجنين له الحق في الحياة منذ لحظة الحمل. تعارض المنظمة الإجهاض في جميع الحالات، باستثناء الحالات التي تكون فيها حياة الأم في خطر. تدعو المنظمة إلى حماية قانونية أكبر للأجنة، وتعتبر أن الإجهاض يجب أن يكون غير قانوني أو على الأقل مقيدًا بشكل كبير.
تؤكد المنظمة على أهمية تقديم الدعم للنساء الحوامل والأمهات الجدد، وتمكينهن من اختيار الحمل والولادة. تعتقد المنظمة أن المجتمع يجب أن يوفر الدعم اللازم للنساء لرعاية أطفالهن، وأن الإجهاض ليس هو الحل للمشاكل التي تواجه النساء الحوامل.
الجدل حول الإجهاض في نيوزيلندا
الإجهاض قضية مثيرة للجدل في نيوزيلندا، كما هو الحال في العديد من الدول الأخرى. هناك آراء مختلفة حول متى تبدأ الحياة البشرية، وما هي حقوق الأجنة، وما هي الظروف التي يجب أن يكون فيها الإجهاض قانونيًا. هناك مجموعات وأفراد يدعمون حق المرأة في اختيار الإجهاض، ويعتبرون أن الإجهاض هو حق من حقوق الإنسان. وهناك مجموعات وأفراد يعارضون الإجهاض، ويعتبرون أنه إنهاء لحياة بشرية.
في عام 2020، تم إلغاء تجريم الإجهاض في نيوزيلندا، وأصبح الإجهاض متاحًا بناءً على طلب المرأة حتى الأسبوع العشرين من الحمل. بعد الأسبوع العشرين، يجب على الطبيب أن يوافق على الإجهاض بناءً على عوامل معينة، مثل صحة الأم أو الجنين. هذا القانون الجديد أثار جدلاً واسعاً، ولا تزال النقاشات حول الإجهاض مستمرة في نيوزيلندا.
تأثير المنظمة على السياسة العامة
لعبت “صوت من أجل الحياة” دوراً هاماً في النقاشات العامة حول الإجهاض في نيوزيلندا على مدى عقود. ساهمت المنظمة في تشكيل الرأي العام، والضغط على صناع القرار، والتأثير على السياسة العامة. على الرغم من أن المنظمة لم تنجح في منع إلغاء تجريم الإجهاض في عام 2020، إلا أنها لا تزال قوة مؤثرة في النقاشات حول الإجهاض، وتواصل العمل على تغيير القوانين والسياسات المتعلقة بالإجهاض.
نقد المنظمة
تتعرض “صوت من أجل الحياة” لانتقادات من قبل المجموعات والأفراد الذين يدعمون حق المرأة في اختيار الإجهاض. تتهم هذه المجموعات المنظمة بمحاولة تقييد حقوق المرأة، وفرض معتقداتها الدينية على الآخرين. كما تتهم هذه المجموعات المنظمة بنشر معلومات مضللة حول الإجهاض وتأثيراته.
ترد “صوت من أجل الحياة” على هذه الانتقادات بالقول إنها تدافع عن حقوق الأجنة، وأنها تسعى إلى حماية الحياة البشرية. تؤكد المنظمة على أنها تقدم الدعم للنساء الحوامل والأمهات الجدد، وأنها لا تسعى إلى فرض معتقداتها على الآخرين.
مستقبل المنظمة
تواجه “صوت من أجل الحياة” تحديات كبيرة في المستقبل، بما في ذلك استمرار النقاشات حول الإجهاض، والتغيرات في المواقف المجتمعية، والضغوط السياسية. ومع ذلك، تظل المنظمة ملتزمة بتحقيق أهدافها، وتواصل العمل على تغيير القوانين والسياسات المتعلقة بالإجهاض، وتقديم الدعم للنساء الحوامل والأمهات الجدد، وتعزيز “ثقافة الحياة”.
خاتمة
“صوت من أجل الحياة” هي منظمة نيوزيلندية مناهضة للإجهاض تسعى إلى تغيير القوانين والسياسات المتعلقة بالإجهاض، وتقديم الدعم للنساء الحوامل والأمهات الجدد، وتعزيز “ثقافة الحياة”. على الرغم من أنها تواجه انتقادات وتحديات، إلا أنها تظل قوة مؤثرة في النقاشات حول الإجهاض في نيوزيلندا.