تاريخ آبل توك
تم تصميم آبل توك في الأصل ليكون سهل الاستخدام والتكوين. في الأيام الأولى للشبكات، كان إعداد الشبكات معقدًا ويتطلب خبرة فنية. هدف آبل توك إلى تغيير ذلك من خلال توفير نظام “توصيل وتشغيل” بسيط نسبياً. كان هذا جزءًا من فلسفة آبل الأوسع المتمثلة في جعل التكنولوجيا في متناول الجميع وسهلة الاستخدام.
خلال الثمانينيات والتسعينيات، كانت آبل توك هي بروتوكول الشبكات المهيمن لأجهزة ماكنتوش. تم استخدامه على نطاق واسع لتبادل الملفات ومشاركة الطابعات وتشغيل التطبيقات متعددة المستخدمين. ومع ذلك، كانت لآبل توك بعض القيود، مثل سرعته المحدودة وحجم الشبكة القصوى.
مع ظهور TCP/IP باعتباره بروتوكول الشبكات القياسي للإنترنت، بدأت آبل في الابتعاد عن آبل توك. في النهاية، تم إهمال آبل توك لصالح TCP/IP، الذي يوفر أداءً أفضل وقابلية للتوسع وقابلية التشغيل البيني مع مجموعة واسعة من الأجهزة وأنظمة التشغيل.
مكونات آبل توك
تتكون آبل توك من عدة بروتوكولات تعمل معًا لتوفير خدمات الشبكات. تشمل بعض المكونات الرئيسية ما يلي:
- بروتوكول الوصول إلى وسائط آبل توك (AppleTalk Address Resolution Protocol – AARP): مسؤول عن تعيين عناوين آبل توك إلى عناوين الأجهزة (MAC).
- بروتوكول توجيه ناقل آبل توك (AppleTalk Transaction Protocol – ATP): يوفر خدمة نقل موثوقة تعتمد على الاتصال.
- بروتوكول تدفق البيانات آبل توك (AppleTalk Data Stream Protocol – ADSP): يوفر خدمة نقل موجهة الاتصال للبيانات المتدفقة.
- بروتوكول تبادل الملفات آبل (Apple Filing Protocol – AFP): يوفر الوصول إلى الملفات ومشاركتها عبر الشبكة.
- بروتوكول طباعة الليزر آبل (Apple LaserWriter Protocol): يسمح لأجهزة الكمبيوتر بمشاركة الطابعات عبر الشبكة.
- بروتوكول اسم المنطقة (Zone Name Protocol – ZNP): يستخدم لإدارة المناطق، وهي مجموعات منطقية من الأجهزة الموجودة على الشبكة.
كيف يعمل آبل توك؟
يعتمد آبل توك على نموذج OSI (Open Systems Interconnection)، وهو نموذج مفاهيمي يقسم وظائف الشبكة إلى سبع طبقات. تتوافق بروتوكولات آبل توك مع هذه الطبقات لتوفير خدمات الشبكات. فيما يلي نظرة عامة مبسطة لكيفية عمل آبل توك:
- الطبقة المادية: تحدد الخصائص الفيزيائية للشبكة، مثل نوع الكابلات والموصلات المستخدمة.
- طبقة ربط البيانات: مسؤولة عن توفير الوصول الموثوق به إلى الوسائط المادية. يستخدم آبل توك بروتوكولات مثل LocalTalk و EtherTalk في هذه الطبقة.
- طبقة الشبكة: مسؤولة عن توجيه الحزم بين الشبكات. يستخدم آبل توك بروتوكول Datagram Delivery Protocol (DDP) لهذه الوظيفة.
- طبقة النقل: توفر خدمة نقل موثوقة بين التطبيقات. يستخدم آبل توك بروتوكولات مثل ATP و ADSP في هذه الطبقة.
- طبقة الجلسة: تدير الجلسات بين التطبيقات.
- طبقة العرض التقديمي: مسؤولة عن تحويل البيانات وتشفيرها.
- طبقة التطبيق: توفر خدمات الشبكات للتطبيقات، مثل مشاركة الملفات والطباعة. يستخدم آبل توك بروتوكولات مثل AFP و Apple LaserWriter Protocol في هذه الطبقة.
مزايا وعيوب آبل توك
مثل أي تقنية، كان لآبل توك مزايا وعيوب. بعض المزايا تشمل:
- سهولة الاستخدام: تم تصميم آبل توك ليكون سهل الاستخدام والتكوين. هذا جعله خيارًا جذابًا للمستخدمين الذين ليس لديهم خبرة فنية.
- التوصيل والتشغيل: تم تصميم آبل توك للعمل بمجرد إخراجها من الصندوق، مع الحد الأدنى من التكوين المطلوب.
- مشاركة الملفات والطباعة: يوفر آبل توك خدمات مشاركة ملفات وطباعة مدمجة، مما يسهل على المستخدمين مشاركة الموارد.
تشمل بعض العيوب ما يلي:
- السرعة المحدودة: كانت سرعة آبل توك محدودة مقارنة ببروتوكولات الشبكات الأخرى، مثل TCP/IP.
- حجم الشبكة القصوى: كان لآبل توك حد أقصى لحجم الشبكة، مما جعله غير مناسب للشبكات الكبيرة.
- قابلية التشغيل البيني المحدودة: لم يكن آبل توك قابلاً للتشغيل البيني مثل TCP/IP، مما جعله من الصعب الاتصال بالأجهزة وأنظمة التشغيل الأخرى.
- تم الاستبدال بـ TCP/IP: مع تبني TCP/IP على نطاق واسع، أصبح آبل توك قديمًا وتم استبداله في النهاية.
آبل توك اليوم
لم يعد آبل توك مستخدمًا على نطاق واسع اليوم. تم استبداله إلى حد كبير ببروتوكول TCP/IP، الذي يوفر أداءً أفضل وقابلية للتوسع وقابلية التشغيل البيني. ومع ذلك، لا يزال بإمكانك العثور على آبل توك قيد الاستخدام في بعض البيئات القديمة، مثل المتاحف أو المؤسسات التعليمية التي تحتفظ بأجهزة ماكنتوش القديمة لأغراض تاريخية أو تعليمية.
إذا كنت بحاجة إلى الاتصال بشبكة آبل توك قديمة، فقد تحتاج إلى استخدام برامج محاكاة أو جسور بروتوكول. تسمح لك هذه الأدوات بالاتصال بشبكة آبل توك من جهاز كمبيوتر حديث.
بالإضافة إلى ذلك، فإن فهم آبل توك لا يزال ذا قيمة لأي شخص مهتم بتاريخ الشبكات وعمارة أنظمة آبل القديمة. يمكن أن يوفر نظرة ثاقبة حول تطور تكنولوجيا الشبكات وكيف تطورت أجهزة كمبيوتر آبل بمرور الوقت.
آثار آبل توك على تطور الشبكات
على الرغم من أن آبل توك لم يعد قيد الاستخدام على نطاق واسع، إلا أنه كان له تأثير كبير على تطور الشبكات. لقد قدم العديد من المفاهيم التي أصبحت الآن شائعة في الشبكات الحديثة، مثل التكوين التلقائي والأسماء سهلة الاستخدام. كما لعب آبل توك دورًا في نشر الشبكات اللامركزية، حيث يمكن لكل جهاز على الشبكة أن يعمل كخادم وعميل.
علاوة على ذلك، ساهمت سهولة استخدام آبل توك في شعبيته في الثمانينيات والتسعينيات. لقد جعل الشبكات في متناول جمهور أوسع، مما ساعد على تمهيد الطريق لاعتماد واسع النطاق للإنترنت والشبكات الحديثة.
بدائل لآبل توك
كما ذكرنا سابقًا، فإن TCP/IP هو البديل الأكثر شيوعًا لآبل توك اليوم. إنه بروتوكول الشبكات القياسي للإنترنت ويستخدم على نطاق واسع في الشبكات المحلية أيضًا. يوفر TCP/IP أداءً أفضل وقابلية للتوسع وقابلية التشغيل البيني مقارنة بآبل توك.
تتضمن البدائل الأخرى لآبل توك ما يلي:
- NetBIOS/NetBEUI: بروتوكول شبكات آخر تم تطويره بواسطة IBM و Microsoft. لم يعد مستخدمًا على نطاق واسع اليوم، ولكن تم استخدامه في السابق في شبكات Windows.
- IPX/SPX: مجموعة بروتوكولات شبكات تم تطويرها بواسطة Novell. تم استخدامه في السابق في شبكات NetWare، ولكن تم استبداله إلى حد كبير بـ TCP/IP.
يعتمد اختيار بروتوكول الشبكات على الاحتياجات المحددة للشبكة. ومع ذلك، نظرًا لانتشاره وقدراته، يظل TCP/IP هو الخيار الأكثر شيوعًا للشبكات الحديثة.
خاتمة
كان آبل توك بروتوكول شبكات احتكاريًا طورته آبل لأجهزة كمبيوتر ماكنتوش الخاصة بها. على الرغم من أنه تم استبداله إلى حد كبير ببروتوكول TCP/IP، إلا أنه لعب دورًا مهمًا في تطور الشبكات وساهم في سهولة استخدام الشبكات في الأيام الأولى لأجهزة الكمبيوتر الشخصية. إن فهم تاريخ آبل توك يوفر نظرة ثاقبة حول تطور تكنولوجيا الشبكات وعمارة أنظمة آبل القديمة.